عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2002, 04:49 AM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
مبروك المولود رجل !



سمعت عن بعض الخوارق التي قد تحدث لنوع معين من البشر الرسل وبعض

الصالحين ، وطبعاً مستحيل أن تصدر عن شخص الآن ،

وأدرج تحت صنف الخوارق علاج الإدمان .. بعض المدمنين أو معظمهم وأهليهم

فقدوا العزم علي النجاة م أنياب الوحش القاتل .

ولكن ما جعلني لا أقطع الأمل كلية في علاج الإدمان أنني من قبل كنت أظن

أن انقطاع مدمن عن الإدمان صورة من صور تحقق المعجزات ، نعم هكذا كنت

أظن ولكن خالد غير هذه الصورة .. فمن يكون خالد ؟ وما قصته ؟

كنت في غرفتي في العيادة الخارجية يوم الاثنين ، والوقت ما زال صبحاً ، رن

الهاتف فرفعت السماعة وكان هذا الحوار :

 هي : د. عادل .

- أنا : نعم .

 عندي مشكلة أود أن أطرحها عليك .

- تفضلي أختي الفاضلة .

 حقيقة يا دكتور أنا متزوجة منذ ست سنوات ولي من الذرية ولدان ، وزوجي

رجل طيب ، ومن عائلة محترمة ، ولكن المشكلة التي تضع زواجنا علي حافة

الانهيار هي أنني علمت منذ ثلاث سنوات أن زوجي مدمن مخدرات ، إنه

يتعاطي الهيروين ، ولا أعلم ماذا أفعل ؟ وأنت تمثل الأمل الأخير بالنسبة له

فهل نجد عندك حلاً ؟!

- الأمل بالله كبير ، ولكن هذه المشكلة لا تحل بالحديث عبر الهاتف ، من

الضروري أن أقابل زوجك .

 أتمني أن يقبل ذلك سأحاول ولكن كيف ؟!

- ستجدينني في العيادة كل يوم اثنين .

انتهت المكالمة ، وأغلقت السماعة وكلي حسرة ، فماذا عساني أفعل في هذه

المشكلة ، وكما قلت فإني كنت متيقناً أن علاج الإدمان صورة من صور الإعجاز

التي لا أضمن أن تتحقق مع زوجها ، وليس هناك بوادر تجعل من الممكن

حدوثها ، والمثير للألم أنها ليست نهاية إنسان مدمن ولكنها نهاية أسرة

بأكملها .

ولا أنكر أنه ما إن حل مساء ذلك اليوم ، حتي أخذتني دوامة الحياة ونسيت ذلك

الموضوع .

في يوم اثنين وبعد ثلاثة أسابيع من المكالمة الهاتفية ، طرق باب العيادة ، ثم

دخلت علي امرأة منقبة ومن خلفها رجل نحيل جداً ظهرت عليه مظاهر الإعياء

الشديد ، نظرت إليهما وقلت : نعم هل من خدمة ؟!

فقالت : كنت قد اتصلت بك هاتفياً منذ حوالي ثلاثة أسابيع وحدثتك عن مشكلتي

التي هي مشكلة زوجي مع الإدمان ، وهو الآن جاء راغباً في العلاج .

فأعادت إلي الذاكرة تلك المحادثة الهاتفية ، فقلت مستدركاً تسرعي بعدم

الترحيب : أهلاً وسهلاً تفضلا بالجلوس ، نظرت إلي الزوج وقلت : مرحباً مرحباً

أود أن نتعارف .

فقال : أولاً .. أرجو من زوجتي أن تتركني معك علي انفراد .

فخرجت الزوجة بهدوء ودون تردد .

لم أكن أظن في يوم أني سأكون فريسة للمخدرات فأنا شاب من عائلة محترمة

، وقطعت الشوط الأكبر من مراهقتي وشبابي في صحبة الشباب المتدين ،

ولكن في لحظة ، لا أدري كيف بدأت سقطت في مستنقع المخدرات وكأن

عمري حينها 24 سنة ، وفي السنة التي تلت تزوجت أم صالح فقررت أن أبتعد

عن صحبة السوء وطريق المخدرات ونجحت في ذلك لمدة عام كامل عانيت في

الأسابيع الأولي ، لكنني حرصت أن تكون معاناتي في نفسي لا يعلم بها أحد

إلا الله ، فما عرف أحد بهذا ولا حتي زوجتي ، وفي نهاية هذا العام رزقنا الله

بصالح وبينما أعيش ذروة سعادتي بمولودي الأول ، هويت مرة أخري في

هاوية المخدرات ، كنت أقول إنني أستطيع أن أقلع عنها في أي وقت شئت ،

وأطلقت لنفسي عنان الأماني بأني سأتركها غداً .. بعد أسبوع .. شهر ، وفي

ترددي هذا مر عام لم أستطع الفكاك منها ، والذي استطعت فعله – فقط – أن

جعلت الأمر سراً ، وكذلك غيرت طريقة التعاطي من الشم إلي الإبر ومر العام

الثالث علي زواجنا وما زال إدماني سراً لا يعلمه أحد ، أحياناً تسألني زوجتي

عن مصروفاتي الكثيرة ولكنني أتهرب ، وفي السنة الرابعة من الزواج زاد

إدماني علي الإبر بل إني أصبحت أخذها في المنزل وبدأت تظهر علي علامات

الإدمان والتخدير ، وتحت إلحاح أم صالح والتي كانت وقتها حاملاً أخبرتها

بسري هذا .

صُدمت حين علمت بالحقيقة ، بل وكادت أن تفقد صوابها ، ولكنها تمالكت نفسها

سريعاً وخرجت من الغرفة ، والأكثر أنها عادت إلي بعد دقائق وقد علت وجهها

ابتسامة جميلة ، وهي تقول : لا يهمك يا أبو صالح سيعود كل شيء إلي سابق

عهده بإذن الله ، سأضع يدي في يدك حتي تستطيع أن تُشفي من مرضك

هذا .

وهكذا كانت دائماً بجانبي فأنجح شهراً وأسقط شهراً وأنقطع شهرين أنقطع

عن المخدرات أياماً وأعود إليها .. وأنقطع .. وأعود وهكذا لعام كاملٍ ، لم

تيأس أو تتردد ، ولم تفضح أمري أبداً ، وأنا لا أملك إلا أن أشفق عليها ،

فزوجة المدمن ليست زوجة لرجل بل لنصف أو حتي ربع رجل ، وفي نهاية العام

، جاءتني وقالت : لم يعد أمامنا إلا اللجوء إلي العلاج الطبي ، فها أنا أمامك

يا دكتور من أجل أن أتوب إلي الله أولاً ثم من أجل زوجتي العظيمة هذه ومن

أجل أسرتي ثم من أجل نفسي .

لن أطيل عليكم ، فبعد مرور ستة أشهر ، شهدت بفضل الله المعجزة تتحقق ،

وجدتني أقف أمام بداية إنسان جديد ، بطاقة جديدة ، آمال جديدة ، وانطلاقة

جديدة ، وكأنه مولود جديد في عمر الثلاثين .

في آخر زيارة جاءني وقال : بعد شكر الله كان علي أن أشكرك علي

المساعدة ، ولكن اسمح لي أن أقول إنه بعد فضل الله يعود الفضل إلي

زوجتي .

نظرت إليه وقلت : لو أنك قلت شيئاً غير هذا لاعتبرتك ناكراً للجميل .

نعم الزوجة ، بعد فضل الله ، كانت هي دينمو المعجزة ، التي من ورائها تحقق

هذا الإنجاز الفريد ، فلو كان خلف كل مدمن زوجة مثل أم صالح لما فشل الأطباء

في علاج حالات الإدمان .


_____منقول_____
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس