عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2010, 08:09 AM   #13
أحمد البنا
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أحمد البنا
أحمد البنا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31331
 تاريخ التسجيل :  08 2010
 أخر زيارة : 15-07-2023 (06:13 AM)
 المشاركات : 1,370 [ + ]
 التقييم :  58
لوني المفضل : Cadetblue


إخوانى وأخواتى الأعزاء ...

جئت إليكم اليوم وكلى شوق لأن أحكى لكم سراً قديماً ولا أشك أبداً فى أنكم سوف تصدقونى على الرغم من

صعوبة تصديق ما سأقولة .. لكننى أعتدت أن أكون صادقاً معكم لأكسب ثقتكم ولا تنكروا أنكم أيضاً قد عهدتم منى

الصدق فى كل ما أحكية لكم من أسرار حياتى .. وبعد أن تفرغوا من القراءة هذة أسألكم أن تسامحونى على أننى

أخفيت عليكم هذة الأسرار طوال العشرون سنة الماضية لكننى أعترف الأن أننى ندمت على أننى أخفيتها من قبل

.. ولأننى أشعر اليوم أننى أمتلك الشجاعة الكافية لسرد تفاصيل ماحدث بعد أن عشت سنين الخوف من أن أتكلم

ولكن اليوم لم أعد أمتلك الكثير لأخاف علية .. فقررت أن أفعل شيئاً إيجابياً وأن أكون شجاعاً ولو لمرة واحدة فى

حياتى .. فمنذ عشرون عاماً ماضية وأثناء رحلتى الأخيرة ببولندا وحينما خرجت وقت غروب الشمس لأسير على

تلكم الطريق الممتدة بجوار الغابة والتى تفصلها عن حافة البحيرة الراكضة وكانت السماء وقتها ملبدة بالغيوم ولكن

الهدوء التام هو الذى كان يسود الفضاء من حولى وإذا بى أنا أقترب من الغابة أسمع أصوات لتحركات غريبة تصدر

من داخل الغابة فإقتربت بحذر من مصدر الصوت لألمح من بعيد مجموعة من الأشخاص يتبادلون بينهم بعض الأشياء

مثل حقائب يد صغيرة وبعض الرسائل المغلقة بإحكام .. لكن ما أذهلنى هو أننى رأيت شخصاً لم أكن أبداً لأتوقع أن

أراة هنا فلقد رأيت بعينى .. فرح ياريت .. وهى تسلم رسالة إلى فتاة بولندية شقراء عيناها عميقتين وبعدها تهمس

ببعض الكلمات فى أذنها وتشير لها بيديها أنها تريد الرحيل الأن فأطرقت الفتاة برهة تنظر إلى الأرض تحت قدميها

حيث إختلطت أوراق الشجر المتساقطة بالتربة المبتلة ورفعت عينيها تومىء لها بالموافقة فأشاحت فرح بوجهها

إتجاة الغابة وبخطوات واثقة قد إختفت بعدها بعمق الغابة كأن الأشجار قد إبتلعتها .. وما أدهشنى أن الفتاة البولندية

طويلة القوام ظلت تلوح لها بكفيها المرهقتين حتى بعد أن غابت عن النظر وكأنة وداع حزين مختلط بشىء من

التمنى .. ولاحظت أن دمعة وقعت من عيونها بعد أسدلت أجفانها وظلت مغمضة عينيها لثوانى قليلة لتفتحها وقد

أغرورقت بالدموع فأطلقت لساقيها الريح لكن فى إتجاة البحيرة وظللت أتابعها ببصرى حتى أختفت بين تلكم

المساكن المتناثرة على شاطىء البحيرة .. وبعدها أحسست أن على أن أرحل أنا أيضاً فلقد بدأ الليل يسدل أستارة

ولو ظللت مكانى لن أتمكن من العودة إلى الفندق الذى أقيم بة بوسط البلد حيث أن الليل هناك مظلم فلا توجد

نجوم وحتى القمر فى هذة الليلةلن يطلع لأننا كنا فى نهاية الشهر العربى.. فهممت بالرحيل ولكننى الليلة لن أعود

للفندق .. فقد قررت أن أذهب عند صديقى البولندى والذى كان من قبل يلح عليا أن أترك الفندق وأقيم معة ببيتة

ولكننى كنت محرجاً قليلاً فقد كان لا يقيم وحدة بالبيت فكان يعيش مع والدية وأختة كاشا الجميلة والذى كان يحكى

لى أنها الوحيدة بعائلتة التى تهتم بأمرة لذالك كان يحكى لها كل شىء عن حياتة .. فقررت فى تلك الليلة أن أدمر

هذا الحاجز النفسى وأذهب لصديقى فهو الوحيد القادر على مساعدتى فى إيجاد إيجابات لتلك الأسئلة اللعينة

والتى ستفتك برأسى .. وها أنا أتجول بين تلكم المساكن المتناثرة على حافة البحيرة فقد كان بيت صديقى البولندى

واحد من هذة البيوت .. وما أن وصلت إلى دارة وأطرقت عدة مرات على الباب حتى سمعت صوتاً رقيقاً من الداخل

يأتينى .. من أنت ؟؟ فتوقعت على الفور .. لا بد أنها كاشا أخت صديقى والتى لم أكن رأيتها من قبل لكن كان صديقى

يحكى لى عنها وكيف هى لماحة الذكاء سريعة البديهة .. فأجبت أنا أحمد البنا صديقكم المصرى .. يكسا ماش ..

وتعنى كيف حالك باللغة البولندية .. والظاهر أنها تأكدت من لكنتى المصريةأننى لست بولندياً وأننى أحمد المصرى

صديق أخوها فردت عليا .. دوبجا .. يعنى كويسة بالبولندى وهى تفتح لى الباب وما أن رأيتها حتى تسمرت فى

مكانى من واقع المفاجأة فهى نفس الفتاة التى كنت رأيتها منذ قليل تودع فرح بالغابة .. وبعد أن أفقت على صوتها

وهى تقول لى .. كم إن يو أر ولكم .. يعنى إتفضل أنت شرفتنا بالأنجليزية .. ورددتها عدت مرات ظناً منها أننى

تجمدت بمكانى لأننى لم أفهمها وهى تقولها لى بالبولندى فى أول الأمر .. ولكننى إستجمعت نفسى وإبتسمت

وحاولت أن أشعرها أن كل شىء على مايرام وفعلاً حاولت أن أبحث عن أول كرسى يصادفنى بالصالة لأجلس علية

بعد أن فقدت أعصابى من كثرة ما قابلت من مفاجأات فوجدتنى قد جلست على الكرسى الخاص بمنضدة الكمبيوتر

وكان الكمبيوتر يعمل والشاشة مضاءة على مايبدو أن كاشا كانت تدون بعض المعلومات قبل أن أزعجها بطرقات

الباب وهى الأن تريد أن تعود لتكمل الكتابة .. وبكل أدب وود طلبت منى أن أذهب إلى الغرفة المجاورة حيث سمعت

أخوها ينادينى والظاهر أنة كان نائماً وأستيقظ بعد أن نادتة هى عدة مرات .. ولكننى فى هذة الثوانى القليلة لم

أستجب لطلبها ولم أرد على نداء صديقى البولندى .. لأننى ببساطة قد فقدت الوعى وأرتميت علم المنضدة فوق

لوحة المفاتيح بعد أن نظرت إلى الشاشة المضيئة أمامى ورأيت أسم .. ظل إمرأة .. مكتوباً عليها .. فتيقنت أنها هى

نفسها كاشا أخت صديقى البولندى وهى أيضاً نفس الفتاة البولندية التى ودعت فرح بالغابة .. بعدها لم أشعر

بنفسى إلا وأنا مستيقظ لأجدنى بغرفة خفيفة الأضاءة مريحة أنيقة فإلتففت حولى فتأكدت أننى وحدى وباب الغرفة

كان مفلق فعاودت النوم ثانية .. لأستيقظ بعد ذالك .. وياليتنى ما إستيقظت من وقتها .. فما أتى بعد ذالك كان أشد

وأصعب من ذى قبل فلقد إكتشفت لاحقاً أمور تتعلق بتهديدالأمن القومى العربى وتنظيمات تستهدف الكيان العربى

ومنطقة الشرق الأوسط .... وهذا ما سأحكية لكم بالتفصيل المرة القادمة بإذن اللة .. إن أنا بقيت على قيد الحياة

ولم يغتالنى أحد من من أفشيت أسرارهم .. فإن كنت حقاً مهتماً بقضايا العروبة وأمنها فأنتظرونى .. لتتعرف على

أكبر وأخطر الشخصيات الجاسوسية فى منطقة الشرق الأوسط وخط الأستواء ومنطقة خط جرنيتش ومنطقة

تعامد الشمس الموجودة بالخليج العربى وشط العرب .. وسنتعرف عن كثب على حياة أهم جاسوستين فى التاريخ

وكيف عاشا حياة الحرمان .. لأجل قضية فرضت نفسها عليهم ؟ وما هذة القضية ؟؟ ......إبقوا معنا

.................................................. .................................................. ...............................


 

رد مع اقتباس