الموضوع: لا تشتكِ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 08:20 PM   #1
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
لا تشتكِ ..





شيء كتبته قبل سنة تقريبًا :)

***
الحمد لله تعالى، اللهم صلِّ و سلِّم و بارك عليه و على صحبه ....

قصيدة "كم تشتكي" لإيليا أبي ماضي لها أثر بالغ في نفسي، و في عِزِّ الظَّلام .....
و بودي خدمة هذه القصيدة، بما أقدر عليه، و لأني إنسانة إيجابية جدًّا في حياتي، و من غاياتي في هذه الحياة الفانية أن أنشر السلام و الجمال و الحب و الوئام بين الناس .... و أرجو أن يوفقني الله تعالى إلى ذلك على أتمِّ و جه، و أحسنه و أكمله.

-------------------------------------

قال إيليا أبو ماضي:

كم تشتكي و تقول إنّك معدم ** و الأرض ملكك و السما و الأنجم

أقول: هذا من باب الالتفات، فكأنه يقول أنت لستَ بالمعدِم حقيقةً، ما المعدم الذي فقد المال و المتاع، إنما المعدِم من حُرم هذه المشاهد الطبيعية، و أنى يُحرمها أي إنسان و هي ليست حجرًا على أحد دون أحد؟! إذن دع عنك هذا الميزان، و تأمل ثم تأمل، في صنع الرحمن، تلفَ البهجة و الجمال، و جلاء الهموم و الأحزان.

...........

أنت الملك!

و كل ما تراه حواليك بما فيه من روعة و جمال هو داخل في حماك! هل فكرت بهذا النحو من قبل؟! ألا ترى إلى هذا الجمال من حولك؟! هذا الفقر الذي تحسه بداخلك، لن يملأه طِباق الأرض ذهبًا، و لا يستوعبه ملء السماوات ألماسًا، فتِّش في داخلك .... هو شيء يَقَر في قلبك ...... {اللهم إني أسألك غِنى القلب} .....

لا تظنَّنَّ بوهمك، أن السعادة من شيء خارج روحك، رُبُّ قابع في غيابة السجن ضاحك، مستبشر مَلآن، و رُبَّ مالك فضة و ذهب عابس، مكفهر جَوعان.

السعادة عندي، هي القدرة على رؤية الجمال، دقيقه و جليله، في كل حال ضيقه و متسعه، قبضه و بسطه، ترحه و فرحه، تبسمه و تجهمه. و كل قدرة فهي مبنية على إرادة، إذن، أنت قادر أن تكون سعيدًا، بشرط أن تكون مريدًا، أمعن النظر، لا بد أن ترى نورًا في بحر الظلام، لا بد أن ترى لونًا، في مداد السواد، تأكد أنك سترى جمالًا في الوجه القبيح، إذا أنت أردتَ ذلك.

أرجع إلى شرح صلب البيت: هذا الأسلوب الذي اتخذه إيليا مبذول في نصوص الشريعة كثيرًا، و من أمثلة ذلك قول الله جلَّ شأنه: {يا أيها الناس قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم و ريشًا، و لِباس التقوى ذلك خير}، و في الأحاديث النبوية قول سيدنا المختار عليه الصلاة و السلام في الحديث المشهور: "أتدرون من هوالمفلس؟"، إلى آخر الشواهد.

و إلى لقاء قريب.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس