عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2009, 03:23 AM   #18
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue


{,, لَحَظَآآتـُــ السَعَآآدَهــ لا تَدُوومــ ,,}


بدأت حرارة ٌ تسري في جسدها ,,
تغيّر لونها ,, و أصبحت شاحبة ,,
نظرت إليه بعيون ٍ وجلة ,,
ثم بدأت تتأوه بشدة وتومئ بعينيها إلى الأسفل ,,
نظر إلى حيث أشارت ,,
فرأى عقربــًا تمشيــ عند رجلها ,, بعد أن قامت بلدغها ,,
ارتعش جسده لهذا المنظر المرعب ,,
ثم هوى بقدمه على العقرب بكل قوته ,, ليسحقها ,,
فقد آذت حبيبته ,,
أمسك حبيبته بحنان ثم أجلسها بلطف ,,
و هدّأ من روعها ,, حتى ارتاحت نفسها ,,
ثم قام بعالجها مما تعلم خلال سنوات دراسته في كليّة الطبّ ,,
عالجها و قلبه يرتجف خوفـًا عليها ,,
فجسدها ضعيف و قد لا يحتمل ,,
ثم لم يكد ينتهي من تطبيبها ,,
إلا و بقبلةٍ دافئة ,, رسمتها على خده ,,
مع كلمة ٍ أرهف لها سمعه ,, فهو متشوقٌ لسماعها " أشكرك حبـيـ ..."
قالتها بعفويّة ,, ثم تنبّهت على نفسها ,, ولم تكملها حياءً منه ,,
أكملا سيرهما ,, بعد أن أخرج السم من جسدها ,,
لكن هذه المره لم تكن تمشي إلى جانبه ,,
لقد كانت جالسة ً في حضنه ,, متعلقة ً برقبته ,,
لم يستطع خلال تلك اللحظات كتم مشاعره ,,
فقد التقت نظراته المتلهفة مع نظراتها المشتاقة ,,
كانت أبلغ لغةٍ و أصدقها ,, لم تكن بحاجة إلى ترجمان ,,
فقد تعلماها خلال ثوان ,,
آه منكِ يا لغة العيون ,, كم أوقعتيــ من البشر في الحُــبـّـ ,,
و هو يتأمّلها ,, أثناء ثورة مشاعرهما ,,
لمح دموعــًا في عينيها ,, سارعت إلى كفكفتها ,,
تعجب منها ,, وسارع إلى الإستفسار عنها ,,
هو : " ما سبب دموعكِ يا عمريــ ؟!!! "
تنهدت للحظة ,, ثم أمسكت يده بكل حنان ,, و وضعتها بين يديها ,,
بدأت بالكلام و العبرات تخنقها ,,
هي : " أنت سبب دموعيــ !! "
هو : " كيف ... ؟! "
هي : " كنت في حالة صعبة ,,
فالأحزان ملأت قلبي ,,
سئمت من الحياة ,,
كنت أشعر بأني مجرد جسد ,,
سعره بسعر الترآآآآب ,,
أردت أن أهرب من الجميع و أنفرد بنفسي ,,
و أبكي !!!
و أنفـّس عن خاطري ,,
ثم جئت أنت ,, يآآ فآآديــ ,,
و بنظرةٍ منك ,,
قلبت مشاعر الخوف التي تعيش بداخلي ,,
إلى أمان ٍ لم أحسّ به من قبل ,,
و حنان ٍ لم أعشه في حياتي و لا مرة ,,
مع أنك غريب ,,
و هذه أول مرةٍ أراك فيها ,,
إلا أنّني أحسست بشيءٍ جميل تجاهك ,,
شيء ٌ يجذبني إليك ,,
شيءٌ يقربني إلى قلبك ,,
شيءٌ يقول لي بأنك حــبـيــ.... "
لم تستطع أن تكمل عبارتها ,, فالعبرات خنقتها ,,
فقال لها و قد تأثر من كلامها ,, و هو يحاول مدافعة دموعه لأ لا تخرج ,,
" لا عليكِ فأنا عشت نفس الإحساس ,,
و كأنكِ بكلماتكِ تحدثتي عمّـا أشعر به "
أمسكت يده بحنان و جذبته إلى الأمام برفق ,,
ليكملا سيرهما ,, نحو المجهول ..
ما داما مع بعضهما ,, فوجهتمها لا تهم !!
لم تترك هذه المرة يده ,, رغم أن الأرض كانت مستويّة ,,
فقال بخاطره ..
" قد تكون نسيت أن تنزعها من يدي ,,
فما أصابها قبل قليل ليس بالأمر اليسير ,,
ثم هذه فتاة ضائعة بكلّ معانيــ الضياع !! فلا بأس بما فعلت . "
أحسّت بمشاعر قلبه ,, و أحسّ بمشاعر قلبها ,,
فلم يعد بإمكانهما أن يمنعا مشاعرهما ,,
أو يحبسانها في صدورهما ,,
بعد فترةٍ من السير ,, داعب صوتها الرقيق أذناه ,,
بإخبارها له بأنها تعبت من المسير ,,
و تريد أن تستريح ,,
فجلسا تحت شجرة الخوخ القاني ,,
إنه شديد الحَمار ,, و يذكر بالقلب ,,
حتى شكله يشابه شكل القلب إلى حدّ كبير ,,
قطف لها خوخة ,, و قدّمها لها ,,
تناولتها بلطف ,, و بدأت بالأكل منها ,,
غار في تلك اللحظة ,, من الخوخة ,,
كيف تبعد يدها عن يده ,,
ثم لم يحس إلا و هي تقدّم يدها نحوه بخوختها ,,
بعد أن أكلت منها لقمتها الأولى ,,
في تلك اللحظة أدرك أنهما عاشقان بحقّ ,,
فقد أحسّت حتى بغيرته ,,
بهدوء ٍ شديدٍ و حذر ينتابه الكثير من الشوق ,, و الخوخة ما زلت في يدها ,,
تخيّر له موضع شفتيها من الخوخة ,,
أكل منها بشهيّة ,, فلم يتذوّق عسلا ً أطيب من ريقها ,,
حتى أنه شعر بمرارة الخوخة الحلوة أمام عسل ريقها ,,
الذي علق القليل منه بتلك الخوخة ,,
أكملا جلستهما بالأحاديث الممتعة و أكل الخوخ ,,
ثم قام لبجلب فواكه أخرى ,,
و عندما عاد رآها تتأوه ,,
ألقى ما بين يديه من فاكهة ,, و ركض مسرعــًا باتجاهها ,,
جلس مقابلها و وضع يده على جبينها ,,
يا الله ,, إنّ حرارتها مرتفعة ٌ جدًا ,,
تذكر في تلك الأثناء اللدغة ,, فكشف عن ساقها ,,
فرأى ساقها التي انتفخت بشدة و قد شابها شيء من الحمرة و الزرقة ,,
صرخ بوجهها " ما هذا ؟؟ لماذا سكتي كلّ هذا الوقت ,,
هل تريدين أن تموتي هنا ,, و تصيري طعامــًا للكلاب !! "
ردت عليه و الدموع تملأ عينيها " الخطأ خطأك فأنت لم تخرج السمّ بشكل كامل "
تذكر السمّ و أنه سينتشر في جسدها إن لم يقم بعلاجها سريعـًا ,,
قال بصوت هادئ " ابقي في هذا المكان ,, لأحضر الترياق "
ركض متوجهـًا لأقرب مستوصف في المنطقة ,,
كانت الأرض وعرة ً جدًا مع ذلك كان يجاهد نفسه ,,
يقفز بين الصخور و يختار الطريق الأنسب و الأسهل ,,
خلال تلك اللحظات ,, دارت أسئلة كثيرة في رأسه ,,
"هل سأستطيع إنقاذها كما فعلت في المرة الأولى ؟؟ أم أن القدر سيسبقني ؟؟
و هل ستأثر الحرارة على جسدها ؟؟ أم أن الترياق الذي سأجلبه سيعيدها إلى وضعها الطبيعي ؟؟ ... "
و هو في غمرة تفكيره ,, لمح الموضع الذي قرصتها العقرب فيه ,,
تسمرت عيناه عليه لبرهةٍ بسيطةٍ من الزمن ,, لم يستطع خلالها أن يوازن نفسه ,,
فسقط بكامل جسده على حجر ٍ صلد شديد القساوة ,,
و ارتطم رأسه بقوة على الحجر فأغمي عليه ....


يتبع ..


 

رد مع اقتباس