عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2009, 04:16 PM   #1
أ.ليلى الحمدان
اخصائية نفسية اكلينيكية


الصورة الرمزية أ.ليلى الحمدان
أ.ليلى الحمدان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28535
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 01-06-2016 (11:34 PM)
 المشاركات : 1,344 [ + ]
 التقييم :  79
لوني المفضل : Cadetblue
التعرض التخيلي لمرضى الوسواس



إن مرضى الوسواس القهري مبتلون بوجود تخيلات قوية حول أخطار مستقبلية محتملة... وهذه التخيلات قد تثار في مواقف غير مؤذية نسبياً ومع ذلك غالباً ما تكون مرعبة ومخيفة. وهذه الانطباعات الذهنية عن الأخطار المستقبلية تدعم المخاوف الوسواسية والطقوس القهرية. إن هدف برنامج التعرض ومنع الطقوس Exposure and Response Prevention هو تحرير العقل من المخاوف غير الضرورية من أخطار مستقبلية محتملة وهو في الواقع يتضمن مواجهة المواقف المخيفة والمزعجة في الحياة مما يجعل المريض يتأكد أن ما يتوقع أن يحدث يكون من غير المحتمل حدوثه، ولكن هناك بعض المواقف يكون من غير العملي أن تعيد خلق بعض الأحداث في الحياة الواقعية من أجل التعرض ومنع الطقوس كما يتضح من تجربة (م).



تجربة "م":


إن أكبر ما تخافه "م" هو الإصابة بفيروس الإيدز واحتمال نقله بعد ذلك إلى من تعتني بهم... وهذه الحالة جعلتها متمكنة من المعلومات الدقيقة عن الإيدز وكيف ينتشر ومع ذلك لم تتمكن من هز الإحساس بأن الأنشطة اليومية العادية مثل استعمال المراحيض العامة ومصافحة الأيدي أو كونها في مجال كحة شاردة أو عطسة من الممكن أن يعرضها لخطر العدوى الأمر الذي دفعها إلى أن تغسل يديها مائة مرة في اليوم أو أن تستحم لمدة ساعة......... ومخاوفها من الإصابة بفيروس الإيدز قد تضمنت انطباعات ذهنية عن عجز متزايد عن العناية بأسرتها. إن فكرة عدم القيام بواجباتها كزوجة وأم خير قيام كان مقلقاً بوجه خاص.. وكذلك أنها مسئولة عن مرض الآخرين والخجل المصاحب لخيبة أمل الأسرة.



خطوات التعرض التخيلي Imagined Exposure


إن التعرض التخيلي يمكن الشخص من أن يتأمل ويمعن النظر في الأفكار المزعجة والمثيرة لمخاوفه وأن يحتفظ بها في مخيلته لفترة وجيزة بدون المزيد من الإزعاج...... وهذا يساعد على أن يكون أقل قلقاً عندما يكون لديه تفكيرٌ سيئ ويعلمه كيفية قبول مثل هذه الأفكار كما هي. مجرد أفكار... وبمرور الوقت فإن الأفكار المثيرة للقلق سوف تقل حدتها شيئاً فشيئاً.



الخطوة الأولى:


- اكتب قصة خلال ثلاث إلى خمس دقائق تتحدث عنك شخصياً تصف مخاوفك والمواقف المزعجة التي يمكن أن تظهر لك إذا لم تقم بطقوس المراجعة والتدقيق القهرية..... اكتبها وكأنك تصف فيلماً منظراً منظراً واجعلها حية وواقعية قدر الإمكان ويمكنك التركيز على بعض الأفكار مهما كانت سخيفة أو منافية للعقل.

إن هذا التعرض التخيلي سوف يخلق في البداية الكثير والكثير من القلق والإزعاج وكلما زاد الإزعاج الذي يمكنك مقاومته كلما كان التأثير النهائي أفضل. إلا أن هناك بعض الأفكار (مثل موت شخص حبيب) تكون مروعة لدرجة لا يمكن تسجيلها في تلك الأقصوصة.. على الأقل في البداية... وفي هذه الحالة يمكنك أن تصف مواقف أخرى متوسطة الحدة (6 - 7) وعندما تتعود عليها يمكنك أن ترجع للمواقف الأخرى الأكثر إثارة للقلق والإزعاج (8 - 9).



الخطوة الثانية:


يمكنك أن تسجل قصتك هذه خلال ثلاث أو خمس دقائق على كاسيت ثم تكرر الاستماع إليها مرات عديدة على الأقل 45 دقيقة يوميا ًلمدة أسبوع، ويستحسن استعمال جهاز تسجيل قادر على إرجاع الشريط بنفسه لتسهيل الأمور مما يجعل الاستماع إلى القصة مستمراً دون انقطاع................ وسوف يكون من المفيد أن تسجل (وحدات الإزعاج) بعد كل استماع في جدول... ويجب أن يكون هدفك هو تكرار مرات الاستماع إلى القصة حتى تحصل على (درجات إزعاج) اثنين أو أقل مما يجعلنا نتأكد أن التعود قد حدث. وهذا قد يستغرق 45 دقيقة ولكن هذا يختلف من مريض لآخر مستغرقاً وقتاً أقل أو أكثر.

وعندما تصبح هذه القصة غير مثيرة لأي نوع من القلق أو الإزعاج يتم الانتقال إلى قصة أخرى تحتوى على مواقف أخرى مثيرة للقلق والانزعاج وهكذا حتى تتعود على كافة الأفكار المثيرة للإزعاج لديك.



تجربة "م" مع التعرض التخيلي


لقد وجدت "م" أن موت أقرب الناس إليها مرعب لدرجة لا يمكن تحملها أو البدء بها فلقد بدأت أقصوصتها المسجلة بانطباعه ذهنية مخيفة تسبب لها قلقاً متوسطاً (6). لقد تخيلت أحدهم وهو شخص معروف لديها جيداً بأنها قد تسببت في مرضه وموته بعد ذلك مِيتَةً مؤلمة بسبب مرض الإيدز. لقد اختارت جارة لها أم تعيش بمفردها مع أطفالها. لقد وصفت موقفاً (وهى تعلم تماماً أنه ليس من المحتمل حدوثه) ناتجاً عن إهمالها والذي كان من نتائجه أن الجارة قد أصيبت بفيروس الإيدز وأنها تتحمل المسئولية وحدها فيما حدث لها من مرض وموت وتخيلت احتمالات سخرية أسرتها في المستقبل منها وكذلك مجتمعها.

لقد استمعت "م" لقصتها ذات الثلاث دقائق لمدة ساعة ونصف يومياً في الأسبوع الأول مما أثار أحاسيس الألم والحزن مما جعلها في البداية تقاوم الاستماع إلى الشريط وهي في منتهى الرعب.....

لقد خيل إليها أنه مجرد الاستماع إلى التسجيل أو إلى أفكارها تقال بصوت عال فإنها سوف تتحقق بطريقة أو بأخرى وبعدما استمعت إلى الأقصوصة حوالي 30 مرة استطاعت أن تشتت انتباهها من الانطباعات الذهنية المخيفة باللامبالاة أو بالتفكير في أشياء غير ضارة أو مؤذية تعن لها في تفكيرها فجأة وبالتدريج أصبحت تبذل مجهوداً كي تركز في الانطباعات الذهنية المسجلة على الشريط.

وخلال الأسبوع الثاني لاحظت "م" أن الاستماع إلى التسجيل أصبح أقل إثارة للقلق وأصبحت قادرة على تسميع الأقصوصة عن ظهر قلب كفيلم تحكيه من الذاكرة..... بنهاية الأسبوع الثاني "م" سجلت الوحدات المثيرة للقلق (3 - 4) وقد أصابها الضجر من ذلك.......

الانطباعات الذهنية أصبحت أقل تأثيراً عن ذي قبل.

عند ذلك سجلت أقصوصة أخرى عنها هي شخصياً عندما أصابها فيروس الإيدز عندما لامست أحد المشردين وبعد سماع تلك الحكاية مرات متعددة فقدت الصور الذهنية المؤلمة تأثيرها المخيف والمرعب على "م" التي أصبحت أقل اقتناعا بأن مثل هذه الأحداث يمكن حدوثها في حقيقة الأمر وبتكرار سماع حكايتها تغلب المنطق وأصبحت قادرة على التغلب على الصور اللامعقولة لمرض الوسواس القهري.



عندما لا يعمل التعرض التخيلي
إن هذا هو الوقت المناسب للتحذير من بعض الأشياء
هناك بعض المرضى الذين لا يجب أن نعرضهم لمثل هذه التجربة دون الإشراف الكامل من معالج مؤهل.

وهؤلاء هم المرضى الذين يعانون من وسواس قهري شديد لدرجة أنهم لديهم إيمان جازم أن أفكارهم الوسواسية حقيقية ومفهومة (تسمى أيضاً ذهانية) أو الذين لديهم تاريخ سابق للذهان Psychosis أو اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder.

وهناك بعض المشاكل التي يمكن أن تقابلها عند القيام بالتعرض التخيلي
- عندما لا تستطيع تحمل مستوى القلق الذي تثيره الأقصوصة لديك؛ اجعل حكايتك قصيرة- أقل إثارة للقلق والإزعاج بمعنى أن تثير لديك وحدات إزعاج ( 5 - 6) وليس (8 - 9).



- عندما لا تثير الأقصوصة أي قلق لديك:


قد تكون الأقصوصة مكتوبة بصورة عامة وشاملة اجعلها أكثر حيوية وتحتوي على أكثر الصور إثارة للقلق والإزعاج لديك وأكثر إثارة للخوف. أو قد تكون وضعت العراقيل أمام الانطباع العاطفي للتجربة أو تكون مشتت الانتباه أثناء الاستماع للتسجيل. حاول أن تكون مستغرقاً بكل أحاسيسك وراء كل كلمة وعاطفة وصورة أثناء الاستماع.

- إذا كان التخيل للمناظر المرعبة غير كاف لإثارة القلق لديك؛
بعض الأشخاص لا يمكنهم التخيل ولديهم صعوبة في تحويل الأفكار إلى مناظر حية ببساطة يجب عليهم تجربة حقيقة الشيء الذي يعانون منه لإثارة المستوى المطلوب من القلق وفي هذه الحالة قد تستفيد أكثر من التعرض في الواقع مع منع الطقوس
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس