عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2013, 08:01 PM   #17
حياة الأمل
عضو نشط


الصورة الرمزية حياة الأمل
حياة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43811
 تاريخ التسجيل :  06 2013
 أخر زيارة : 27-04-2015 (08:39 PM)
 المشاركات : 141 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


التحدي :

هذه العبارة كلما قراتها أو كتبتها لاأعلم لماذا أستشعر القوة فيها .أين يكمن موضع قوتها يا ترى؟
هي تمثل بالنسبة الي صراع الحياة بين الانسان من ناحية وتحديات الحياة من ناحية أخرى .كلمة التحدي اختبرتها وأنا في الخامسة من عمري حينما التحقت بالمدرسة الابتدائية وكان علي أن أصعد درجات السلم للالتحاق بصفي ....هو أمر بسيييييييييييييييط للانسان السليم المعافى لكن بالنسبة الي وأنا أرتدي جهاز المشي وأستند الى عكازتين كان من قبيل التحدي ....كنت أحرم نفسي من الفسحة لأتجنب زحام الطلبة وأرتقي السلم درجة درجة أو تدرك كيف كنت أشجع نفسي ؟؟؟؟كنت أقول لنفسي:
"هيا حياة الأمل سترتقين درجات السلم وأنت معلمة تدرسين بهذه المدرسة...."فكانت تلك العبارات تلهمني الثقة بنفسي وتهون علي هذا التحدي ولايقتصر المر على ذلك بل كنت ألتحق بالصف وأدخل القاعة قبل قدوم المعلمة وأجلس على مقعدها وأتخيل نفسي وأنا أدرس التلاميذ فأشعر بالمتعة والسعادة . ولا أخفي عنك الأمر أنه أحيانا يحز في نفسي حينما أطل من النافذة على الساحة وأشاهد أترابي يلعبون ويمرحون.وقدتبينت ذلك معلمتي فكانت ترسل لي بين الفينة والأخرى رفيقاتي ليؤنسن عزلتي .وكنت أمرح معهم لعبة المعلمة .سبحان الله لك أن تعتبر ذلك من قبيل التدريب لمباشرة المهنة في المستقبل لاحقا ان شاء الله...
وهكذا من خلال تحديات الحياة التي واجهتها ولا أكاد أذكرها كلها هناك بعضها الذي لم يكن بوسعي نسيانه ليس لأمه أو لشأنه ولكن ذلك التحدي الى يومنا هذا هو الذي يهون علي كل محنة تعترضني ....
تلك المحنة التي لم ولن تمحى من اعماق فؤادي تبنت فيها كرم الله بي ورحمته التي هي أشد من رحمة الأم على وليدها ....حينما أنجزت أول عملية جراحية على قدمي تبين الأطباء أنه وقع خطأ طبي وكانوا يتهامسون سرا حتى لا ألحق أذى بالمتربص الذي أجراها .ويتمثل هذا الخطأ الطبي في الاستناد الى وسائل غير معقمة فتعفن الجرح .واقتضى الأمر بتر القدم الى موضع الركبة ...وقبل اجراء العملية بليلة استكنت الى القوي المتين الذي يجيب دعوة المظطر اذا دعاه ....كانت تلك أروع لحظات حياتي الى يومنا وأنا أشعر بقمة الضعف والانكسار بين يدي القوي أرحم الراحمينوألححت في الدعاء بأن يشفيني وأن أحتفظ بقدمي ...وتوقف الزمان بالنسبة الي ....كانت ابتهالات روحي في جوف الليل
ثم صليت الفجر ....ونمت .ومع الثامنة صباحا حملت الى غرفة العمليات .وطلب الجراح اجراء صور بالأشعة لتحديد موضع البتر ...وكانت رحمة ربي أقوى من قوانين البشر اذ تفاجأ الطبيب حينما نزع الضمادة عن الجرح يسيل دما بعد أن كان متقرحا وبدأ يلتئم في بعض جوانبه .وأنجزت الصور بالأشعة ...وكانت المفاجأة بل المنحة الربانية التي لم تنقطع من حياتي وهي ثمرة الصبر فالجرح سليم والعظام لم تصب بأذى مطلقا ....حتى أن أحد الممرضين ذكر لي ربنا بيحبك انت معجزة ...زالحمد لله كل الحمد.............


 

رد مع اقتباس