في رأيي ان الامر صعب.

ومالم يكن هناك وعي ونضج وتحكم بالذات من الطرفين ستتحول الصداقة بين الرجل والمرأة الى شيء آخر ايا كان مسماه.

حتى تنجح علاقة مثل هذه يتطلب الامر الكثير من الوضوح والصدق والالتزام بالحدود التي يضعها كل طرف

مثلا الحديث لا يكون يوميا او اكثر من مرة في اليوم حتى لا يحدث تعلق بالقلب. بل على فترات متباعدة مرة في الاسبوع مثلا.

يجب ان يلتزم كل طرف بالحديث الراقي والمهذب وتجنب الالفاظ المهيجة للمشاعر حتى وان كان بحسن نية مثل " يا حبيبي" او " يا غالية"

تجنب الحديث عن مواضيع الحب والمحبين او الزواج عن حب ومواصفات شريك الحياة ....الخ وتبادل الحكايا والخوض في هذا الشأن

لانه متاهة يعرف اولها ولا يدرى بآخرها. وقد يحسب أحدهما ان الحديث عنه ويستثار عاطفيا.

لا يجب ان تكون العلاقة سرية. بل الافضل اخبار احد / بعض الاصدقاء "المتفهمين والثقة" من الطرفين ان امكن بوجود مثل هذه العلاقة.

ويكون بمثابة عين خارجية تنبه وترشد ان وجد ان احد الطرفين قد بالغ في اهتمامه او عاطفته نحو الاخر.

في النهاية الصداقة بين الرجل والمراة لا يمكن ان تحل محل صداقة كل بني جنسه.

لأن فيها الكثير من الحدود والممنوعات وهذا يخفف كثيرا من عمقها وبالتالي الفائدة منها.

لكنها رغم ذلك يمكن ان تكون لاغراض مختلفة: مثل زمالة عمل او دراسة، استشارة في بعض امور الحياة، مساعدة انسانية.. وغيرها

المهم وجود الصدق والصراحة حتى لا يقع سوء الفهم من اي طرف

لأن طبيعة هذه العلاقة الحساسية الشديدة وخصوصا في مجتمعاتنا المحافظة.