عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2008, 03:09 AM   #4
أ.محمد سليمان
مستشار


الصورة الرمزية أ.محمد سليمان
أ.محمد سليمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23951
 تاريخ التسجيل :  04 2008
 أخر زيارة : 16-10-2011 (03:58 AM)
 المشاركات : 378 [ + ]
 التقييم :  19
لوني المفضل : Cadetblue


رد على الاخ نكتار:
أخي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في البدايه أشكرك على ثقتك التي أعتز بها , ثم أشكرك لانك طرحت قضيه وسواس الوضوء والطهاره والوسواس في الصلاة , ومن هنا سيكون ردي بشكل مجمل وفيه انشاء الله أجوبه وافيه على أسئلتك.
أولا: اريدك ان تتفق معي على ان الوسواس مرض. ومن هنا سنتعامل مع الانسان الموسوس على انه انسان مريض. ومن منطلق الحكم الشرعي في قوله تعالى " ليس على المريض حرج" فسأضع بين يدي المريض حلولا سلوكيه معرفيه تنهي بعون الله معاناته . ونبدأ بالعلاج المعرفي:
ففي مسألة نقض الوضوء عند خروج الريح ليس عليك الخروج من الصلاة أو اعادة الوضوء اذا شككت بخروج الريح منك بل عليك التاكد من ذلك عن طريق سماع الصوت او شمام الرائحه , والدليل على ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا .
فمن هنا نقول أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة كالوضوء مثلا.
ثانيا: نقض الوضوء عند خروج سائل كالبول أو المذي :
في حديث سهل بن حنيف لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شدة عنائه من المذي وكثرة الاغتسال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
إنما يجزيك من ذلك الوضوء فقلت يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه.
فقد يسر النبي المسألة هنا لتقتصر على نضح الماء أو رشه , لذلك كان التيسير من مقاصد الشريعة.
ومن المجمع عليه هو أن الأحكام إنما تترتب على المكلف بعد علمه بأسبابها وقبل ذلك هي على العفو فما عفا الله عنه فلا ينبغي البحث عنه وفي هذا قول ابن القيم "وكذلك إذا أصاب رجله أو ذيله بالليل شيء رطب ولا يعلم ما هو؟ لا يجب عليه أن يشمه ويتعرف ما هو" , ومن هنا فلا ينبغي للمسلم ان يفتش ويبحث في ملابسه أو أعضائه عن أي شيء يكون سببا لنقض الوضوء أو فساد الصلاة.
أما العلاج السلوكي ففيه سننطلق من قاعدة محدده وهي انك تبدأ بالوضوء مرة واحدة فقط لكل عضو على مدار اسبوعين ثم أسبوعين مرتين مرتين ونعود للوضوء ثلاثا مع بداية الأسبوع السابع , وهنا سنطبق قاعده ال15 دقيقه وهي
بأن تؤجل الاستجابة للوسواس الذي يلح عليك بعد 15 دقيقه في المرحلة الاولى ثم 30 دقيقه في المرحلة التاليه وهكذا حتى يتم تأجيل الاستجابة لدافع تكرار الوضوء إلى الوضوء القادم للصلاة التالية فينتهي هذا الدافع نهائيا , وبالتأكيد
أنك سوف تلاحظ ازدياد مستوى القلق طالما امتنعت أو أجلت الاستجابة للطقوس بتكرار الوضوء وسوف تشعر برغبة شديدة في ذلك إلا أنك في نهاية كل أسبوع ستلاحظ تلاشى هذا القلق وسوف تذهب هذه الرغبة ولن تجد من نفسك أي مقاومة بل ربما يصبح هذا القلق غير موجود تماما.
وقس على ذلك وسواس الصلاة بحيث انك تحرص على صلاة الجماعه جماعة في المسجد , لان مريض الوسواس يمتنع غالبا عن أداء طقوسه أمام الأغراب أو الآخرين فسوف تلاحظ تزايد مستوى القلق إلى أعلى مستوى بعد الصلاة, وكلما زاد مستوى التعرض فيزيد عدد الصلوات التي تؤديها بدون طقوس أي بدون تكرار الصلاة أو الخروج منها بالتسليم أو الصلاة بصوت مرتفع. وعندما تتعود على منع الطقوس سوف يبدأ مستوى القلق في التناقص , وأضف على ذلك انك بمجرد الانتهاء من الصلاة عليك شغل نفسك بأذكار ما بعد الصلاة وعدم المكوث في نفس المكان ثم الانشغال بعمل آخر أو الانخراط في حديث عائلي فمجرد مرور دقائق معدودة سوف يقل الإلحاح على إعادة الصلاة ويزول الشك الوسواسي يوما بعد يوم , وهنا نطبق قاعدة ال15 دقيقه كما اسلفت.
أما الوسواس في مسائل الدين والعقيده فيتعاون عليها الشيطان والنفس الضعيفة المريضة الامارة بالسوء.
وقد يعرف الكثير من المرضى النفسيين سبل العلاج السلوكية ولكنهم لا يطبقونها بشكل عملي , وهنا يأتي دور الدواء بحيث أنه يخفف من حدة أعراض المرض مما يتيح للانسان ان يعطي لنفسه الفرصة للعمل على تطبيق العلاج السلوكي.
مع تمنياتي لك وللجميع بالشفاء العاجل.


 

رد مع اقتباس