عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2006, 07:39 PM   #10
يتيم الحظ
V I P


الصورة الرمزية يتيم الحظ
يتيم الحظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12743
 تاريخ التسجيل :  02 2006
 أخر زيارة : 19-06-2009 (03:19 PM)
 المشاركات : 6,234 [ + ]
 التقييم :  45
لوني المفضل : Cadetblue


عنفوان الحب

يبلغ الحب ذروته بين الزوجين، أو الخطيبين في السنة الأولى بعد الزواج، ثم يبدأ

توهجه في الذبول، وتخبو ناره وتبرد المشاعر، بل تتجمّد أحياناً بعد أن يكتشف كل من الزوجين

أشياء كثيرة عن الآخر، وبعد أن يبدأ الملل يتسلل إلى محراب الحب العاصف، وبعد أن تتبخر كل

الخيالات عن الآخر، وتزول مظاهر المجاملة الزائدة، والتعامل المثالي، ويكون كل شيء واقعياً،

وكل طرف على سجيته، بانفعالاته وتصرفاته الحقيقية - لا الزائفة - هنا يلتفت كل واحد منهما

ليفتش عن الحب.. أين ذهب، وكيف انطفأ لهيبه فجأة، وكيف هدأت عواصفه وزوابعه؟!

ويرى الخبراء أن سيادة المفاهيم الخاطئة أو المبالغ فيها عن الزواج هي المسؤولة عن تبخّر قيم

الحب، وتواري السلوك الرومانسي في وقت مبكر من الحياة الزوجية، لكن مجتمعنا الشرقي

تميّزه نظرته الخاصة إلى الحياة الزوجية، وأصولها، وأساسياتها ولوازمها وقيم التعاون بين الزوجين،

وتميّز مفاهيمه الجميلة الأصيلة عن الالتزام الأبدي بين الزوجين، والارتباط الوثيق، بينهما تحت كل

الظروف، وهي معان قيّمة تساعد على تماسك الأسرة، واستقرارها، وأمانها وترابطها، ويعزّز ذلك

الحب المتبادل، والرومانسية المستمرة، فهما صماما الأمان، ورهان الضمان ضد أصعب الظروف

التي تواجهها الحياة الزوجية، وقهر مطبات الزمن القاسي التي تعترض مسيرتها.

***
الرومانسية والمال
متطلبات الحياة العصرية بكل ما تحمله من ضغوط مالية على الرجل وطلبات فلكية من قبل المرأة، تساهم بشكل واضح في ضعف استمرارية الحب بين الزوجين، فالبحث عن الرفاه، والسعي لتلبية طلبات المرأة، والخضوع لضغوط الحياة العصرية يضيع وهج الرومانسية، ثم بعد الحصول على المال، والماديات، لن يكون ذلك بديلاً للحب أبداً، فقد أجريت بحوث ودراسات عديدة حول إمكانية اكتفاء الزوجة بما يوفره لها الزوج من متطلبات الحياة كبديل وجداني للحب، وأثبتت أن المرأة لن تقبل بالمال بديلاً عن حب زوجها واهتمامه بها مهما أغرقها في الخير، وأغدق عليها الهدايا والنعم.
فيما يؤكّد بعض الأزواج أن طلبات النساء التي لا تنتهي هي المسؤولة عن برود المشاعر وجفاف العواطف، وفتور الحب بين الزوجين، إذ يقضي الزوج يوماً زاخراً بالعمل الممل من أجل الوفاء بمتطلبات الحياة، التي تكون الزوجة وراء معظم مطالبها، ثم يأتي إلى المنزل متعباً منهكاً ليسمع المزيد من المطالب والانتقادات، لذلك يفضّل البعض البعد عن المنزل على سماع اسطوانة المطالب اللا متناهية، وهكذا تبيع المرأة الحب، وتشتري مقتنيات المنزل واكسسواراته، والحلي والأثاث الذي يرضي طموحها وبعد أن تفرغ من تجهيز المنزل، وإفراغ محفظة الزوج يكون الحب قد قفز من النافذة، وتكون الرومانسية قد افتقدت مكانها في ذلك البيت.. وتكون الزوجة هي الواهمة حينما تفعل كل ذلك، ثم تطلب من زوجها أن يجاملها برومانسيته، ويمتدح مظهرها، ويستحسن طعامها ويعبِّر لها عن شوقه حين غيابه، وهيامه بها أثناء ساعات العمل.
ويقول بعض الأزواج إنه لن يفعل ذلك لأنه في داخله رغبة جامحة في عدم العودة إلى البيت، حتى يتجنب ثورتها، وأمطارها إياه بوابل من النقد والإحساس بالتقصير وعدم الرضا بالحياة التي يسعى جاهداً لتأمينها.. إنها المعادلة الصعبة.
الركض وراء المال وتأمين كافة المتطلبات وتحقيق الرفاهية مع الاحتفاظ بوهج الحب، وبقاء الرومانسية.


 

رد مع اقتباس