عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2006, 07:37 PM   #9
يتيم الحظ
V I P


الصورة الرمزية يتيم الحظ
يتيم الحظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12743
 تاريخ التسجيل :  02 2006
 أخر زيارة : 19-06-2009 (03:19 PM)
 المشاركات : 6,234 [ + ]
 التقييم :  45
لوني المفضل : Cadetblue


الرومانسية الأمل المفقودمن بدَّد حلم الزوجية الجميل؟


عندما يفكر الشاب أو الشابة في الزواج، فإن أول ما يخطر ببالهما هو

حلم الرومانسية الجميل، وأمل الاستقرار والسعادة الزوجية وتدفق معاني الحب، في حياة جديدة
مختلفة تماماً عن تلك التي يعيشها الشباب والفتيات مع أهلهم، حتى التفكير في هذه الأمور

يكون مختلفاً، فيكون أشبه بالأحلام السعيدة والنوم على وسائد الخيال المنعشة، فيبدأ أحدهم

يتخيَّل أنه سينتقل إلى حياة بعيدة كل البعد عن المشاكل والمنغصات، حياة زاخرة بالحب، والهناء،

والرومانسية الجميلة، لكن الكثيرين منهم عندما يدخلون إلى عتبات الواقع تنزاح من على وجوههم

غشاوة الأحلام والخيال، ويقفون أمام مرآة الواقع التي قد لا تصل في أفضل حالاتها الحد الأدنى
للأحلام الوردية التي طالما راودت الشباب والفتيات، وملأت أجنحتهم بمختلف الخيالات.

ترى ما الذي يجعلنا نسترسل في خيالاتنا وأحلامنا وتصوّراتنا للحياة الزوجية إلى أبعد من حدود

الواقع والمعقول؟ ولماذا يتخيّل البعض أن عش الزوجية هو سليل الفراديس، أو كأنه عش هارب

من الجنان ليس له مثيل على أرض الواقع، فيبالغون في التفاؤل حوله، ويصوّرون حياته بالمثالية

، ثم ما الذي يخطف هذه الأحلام الجميلة من بعض البيوت والزيجات؟ هل هي سنة الحياة.. أنها

تعطيك الأمل وترسل لك خيوطه أبعد من مساحات الخيال، ثم تضيق لك الواقع حتى يصل أرنبة

أنفك، أم أن إيقاع العصر وخطوات الحياة المدنية، هي التي أسقطت هذه الأرقام المهمة من

حسابات الحياة الزوجية، وأن انشغال الناس بهموم العيش هي التي جعلت الرفاه والحب،
والرومانسية تتراجع في سلم الأولويات.
***
الرومانسية والمواسم
الحب شعور وجداني، وإحساس عاطفي، مكمنة القلب، وتعبّر عن الجوارح، والمشاعر الظاهرية،

فهو لا يقبل القسمة على المواسم والمناسبات، ومنهجه التلقائية والمبادرة والاستمرار، لذا يجب

ألا يخصص الأزواج مناسبات محددة لتبادل الحب وتعاطي الرومانسية، بل يجب تجديد هذا الشعور،

وجعله جزءاً من السلوك اليومي، بل الحرص على توهجه بصفة مستمرة حتى يعطي الحياة

الزوجية (لون البنفسج)، هذا لا يمنع أن تأخذ المناسبات الخاصة طابعها المميز في إطار الاحتفاء

بديمومة الحب، وجعل الرومانسية تطغى على سلوك حياتنا، لأن إيقاع العصر، وضغوط الحياة،

تحتاج منا لأكثر من ذلك، لتخطي صعابها، وعقباتها، وتجاوز منغصاتها، التي تترك أثراً سالباً على قيم الحب، ومعانيه الجميلة.
***
الحب مذكّر والرومانسية مؤنثة

المشاعر في حقيقتها شعلة من نار العواطف، حيث تتدفق أحاسيسها دافئة صادقة، تبعث بالثقة

والاطمئنان، لكنها غير قاصرة على الرجل وحده أو المرأة وحدها، بل هي شعور مشترك،

وإحساس متبادل، وسلوك وجداني يجب أن يبادر به كلا الزوجين، وعلى عكس الاعتقاد السائد لدى

البعض بأن الرومانسية سلوك أنثوي رقيق، فإن الزوج مطلوب منه أكثر أن يبادر بإظهار حبه للمرأة

التي تتوق إلى كل كلمة تشعرها بأنوثتها، وتزيدها ثقة في نفسها وبالتالي يتدفق حبها منساباً تجاه زوجها، وتفيض حناناً ورقة.

إن ما يفقد الحياة الزوجية طعم الحب، ونكهة الشعور الرومانسي هو التوكل بين الزوجين، وعدم

المبادرة في إظهار أحاسيس الحب، وإطفاء وهج المحبة عن طريق الخجل الأنثوي، أو عقدة

التفوّق الذكورية، أو ما يتخيله المرء نوعاً من الكبرياء والكرامة، فالحب يفيض ولا يمكن حبسه،

والرومانسية تنساب، ويصعب كبتها، والقلب الطيب.. لا تستطيع المواقف أن تلجم شعوره، أو تقيّد إحساسه.


 

رد مع اقتباس