عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2008, 03:08 PM   #19
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اخي الكريم احسنت عندما قلت انك حبيس فكرة .
وقد تألمت للغاية لمعاناتك ووددت لو قابلتك لأتاكد بنفسي من انتهاء حبسك "الاختياري" لنفسك في سجن الرهاب اللعين..
لقد قلت أن الرهاب يجعلك تهرب من التعامل مع الناس والحقيقة أن "تفكيرك" في الخوف من الناس هو الذي "قادك" إلى الهرب، "لتوهمك " أن الناس يراقبونك ليصدروا الاحكام القاسية عليك.
وهو ما يسيطر على مرضى الرهاب، والحقيقة أن "تفكيرك" في الخوف من الناس هو الذي "قادك" إلى الهرب، "لتوهمك" أن الناس يراقبونك ليصدروا الاحكام القاسية عليك ، وهو ما يسيطر على مرضى الرهاب، والحقيقة عكس ذلك، فالناس لديهم ما يشغلهم ويدركون أننا جميعا بشر نخطئ ونصيب وانه لا يوجد بشر كامل.
واصارحك بأننا جميعا نشعر بالخوف من آن لاخر فهذا أمر طبيعي، كل ما هنالك أن من "يستسلم" للخوف "فيلتهمه" ويجعله حبيسا للرهاب.
لذا كنت اتمنى عندما تعرضت للخوف أول مرة أن تقول لنفسك: هذا أمر طبيعي وعلى "قهره" بتذكير نفسي بأن الخوف هو "عدوي" الحقيقي في الحياة وأن "ابليس" اللعين هو الذي يغذيه "ليسرق" مني عمري.
وعندما تعرضت للتبويخ من رئيسك كان بامكانك أن "تتعلم" من الموقف إذا كنت مخطئا وأن تهون من اهميته وكما يقول الاخوة في لبنان "كبرها بتكبر صغرها بتصغر"..
أي انك "اخترت" المبالغة في التوقف عند هذا الموقف الذي يتعرف إليه الملايين يوميا ويتعاملون معه ببساطة وبمرونه "وبرغبة" في تجاوز الألم والخروج منه بخبرة وطرد المعاناة لأن العمر مهما طال قصير .
وليس من الحكمة اضاعته في معاناة يمكننا "القفز" خارجها متى اردنا ذلك من خلال تحطيم "سجن" الخوف واحتضان الحياة باطمئنان وفرح بكل المباهج المشروعة بها لذا اؤكد لك بكل "الاحترام" انك لست مريضا ولا مكتئبا ولا قليل الايمان.
ولكنك "سجنت" نفسك في فكرة مسمومة التهمت منك سنوات "غالية" واطالبك "بتعويض" نفسك عنها "بزرع" الطمأنينة بداخلك وكلما فكرت في الخوف، اعتدل في جلستك وارخي كتفيك ومدد بطنك للامام لتحصل على افضل تنفس وقل بهدوء: انا مسترخ..انا مطمئن .. الله يرعاني ويحفظني.. واستعذ بالله من ابليس اللعين واقرأ أي سورة من القران الكريم وسارع بالانشغال في أي عمل تحبه واطرد من ذهنك تماما التفكير بانك مصاب بالحسد فهذا من وساوس ابليس واقرأ سورة الاخلاص والمعوذتين واية الكرسي صباحا ومساءا وكلما فكرت في هذه الوساوس..
ولا يوجد أحد رهابي بالفطرة، فالرهاب فكرة "يزرعها" الشخص في عقله ويسجن نفسه بداخلها وهو "وحده" القادر بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع من القفز خارجها.
وحتى اذا كان للتربية في الصغر دور للمخاوف فان بامكانك والانتصار عليها متى تأكدت أن الاستمرار بها ليسرق منك حياتك ويحرمك من السعادة و الفوز بحياة رائعة ادعو لك بها فلا تحرم نفسك منها ابدا.
وصدقني بامكانك الانتصار على الارهاب بدون مساعدة خارجية متى اقتنعت انت باهمية تحطيم هذا السجن، والحقيقة انني مع الرآي القائل بأن افضل مساعدة هى ما يقدمها الانسان لنفسه .
وتدرب على الذهاب للمسجد ويمكنك البدء بالصلاة في الصفوف الخلفية ومكافأة نفسك معنويا عند كل تقدم ولو كان طفيفا مثل القول: انا اتقدم، انا افضل مما اعتقدت .
اما اذا لم توفق فقل: لن اياس سأصبح افضل في المرة القادمة، ولا تقل ابدا : لا فائدة مني، أو سأفشل دائما..
وتوقف عن القول بانك تخاف الناس وقل : أنا مطمئن "واحب" التواجد مع الناس، وهم مصدر للسعادة ولا يشكلون أي "تهديد" لي.
وليس صحيحا أن الرهاب مرض العصر او قاهر الاطباء أو انه يتسلل للنفس بدون أن نحس، لأنه ابسط من ذلك بكثير ويوجد الملايين الذين قهروه في العالم وبدون مساعدة طبية ومن خلال العلاج السلوكي فقط بعد الاستعانة بالخالق بالطبع.
واقصد بذلك "التدرج" في التعرض لما نخاف منه مع ترديد الجمل الايجابية للنفس مثل: انا قادر على الانتصار على المخاوف والأمر "أسهل" مما أظن بكثير، وطرد أي جمل تزيد المخاوف أولا باول..
عش حياتك بصورة طبيعية، واذا فكرت بانك مريض بالرهاب، قل لنفسك بهدوء: لقد انتهى ذلك، وانا اتمتع بالاطمئنان "الجميل" واحب الحياة ولن "أخذل" نفسي بالاستمرار في سجن الرهاب..
واؤكد لك بأن الله ليس بظلام للعبيد، وأن ما تعاني منه ليس قدرا بل "اختيار" فغير نظرتك لمخاوفك وتأكد من جدارتك بالفوز بحياة أفضل تستحقها وادعو لك بها وحطم سجن مخاوفك بيدك لأنك اغلقت عليك السجن من الداخل أي من خلال تفكيرك وانت وحدك الذي نستطيع تحطيمه بعد الاستعانة بالخالق عز وجل بالطبع.
واؤكد لك أنني اعرف الكثيرين والكثيرات الذين قدمت لهم النصائح السابقة وتعافوا بفضل الله فانضم إليهم فورا ولا تتردد ابدا وتذكر أن الحياة لن تعطيك افضل مما تعطيه لنفسك " فامنحها" الطمأنينة والسكينة وردد دائما: انا مسترخ .. انا مطمئن مع اغماض العينين والتنفس ببط وتدرج في تحطيم مخاوفك واخبرنا بالنتائج الرائعة لنحتفل بها معك .. وفقك ربي واسعدك .
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بالاهرام


 

رد مع اقتباس