عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2009, 09:11 AM   #4
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


وضد التواضع صفة الكبر وهي العلو في الأرض والاستطالة والترفع عن الخلق واعتقاد الأفضلية عليهم وازدراء الناس وانتقاصهم ورد الحق إذا لم يوافق الهوى أو صدر من صغير أو مخالف. والكبر كبيرة من كبائر الذنوب وسبب موجب لدخول النار والذل والصغار يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان). رواه الترمذي.



وللتواضع أمارات وقرائن تدل على تحلي المرء به أن يكون بشوشاً متحفياً بالخلق باذلاً السلام لكل أحد ومتبسطاً بالحديث مع جميع الناس يخالط الناس في نواديهم ومجالسهم ومساجدهم لا يأنف من ذلك يصبر على أذاهم ويقبل نصيحتهم ويتجاوز عن مخطئهم ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.



إن المتواضع لعباد الله قد تواضع ليقينه بفقره وذله لله وعجزه وحاجته لعطاء الله واعتقاده بأن العزة لله والكبرياء لا يصلح إلا له والجبروت لا يليق إلا به.

أما العبد المخلوق فلا يصلح له ولا يناسبه إلا التواضع والانكسار وخفض الجناح ، فهو متواضع لله حقا منكسر بين يديه فقير لغناه قد خفض بصر قلبه وذلت جوارحه لله ومن التواضع لله التواضع لعباد الله.



والعزة الحقيقية تكتسب عن طريق التواضع ولهذا روي في السنة:

(من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في عليين). رواه أحمد.




إن كمال التواضع يكون في المرء حال الغني والرئاسة والجاه والعلم وغير ذلك في الحال التي تكون دواعي الكبر والفخر والخيلاء متوفرة فيه،

فإذا تواضع الإنسان في مثل هذه الحال ولم يغتر بما فيه كان دليلاً على صلابة إيمانه وشكره لله وقوة عزيمته.

أما من كان عادماً لذلك ولم يوجد فيه ما يقتضي الكبر كان التواضع في حده سهل التحصيل ولم يكن في منزلة الأول ولذلك ورد الوعيد الشديد في العائل المستكبر.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتواضع حال النصر والفخر فلما دخل مكة كان مطأطئ الرأس غير فخور.




والتواضع يكون محموداً إذا أورث المحبة والتواد والسلام والإصلاح وجمع الكلمة وائتلاف القلوب والتعاون على البر والتقوى.

أما إذا كان يترتب على ذلك سكوت عن أخذ الحق أو ظلم وضيم من الغير أو تعرض للمهانة فليس ذلك من التواضع المحمود شرعاً

بل هو ضعف وخور في النفس فلا يليق التواضع أمام الكافر ولهذا كان الكبر والخيلاء محموداً في ساحة القتال ونهى المسلم عن إكرام الكافر في الطريق.

ولا يحسن التواضع أيضاً أمام الفاجر الهاتك لستر الله المجاهر للمعاصي والفجور لأن ذلك يفضي إلى مداهنته وإقراره واستمراره في سبيل الباطل.


يتبع,,,


 

رد مع اقتباس