غريب هذا المجتمع الأسباني ....
فلا هو يعيش في أدغال أفريقيا ..
ولا هو من نسل المغول ، أو أكلة لحوم البشر ..
ومع ذلك ، تعتبر أسبانيا اليوم من أسوأ دول العالم سادية ً مع الحيوان ... برغم كل الحملات المستمرة والموجهة ضدها لتلميع صورتها وسن القوانين التي تخفف أو تمنع من انتهاك أجساد الحيوان من أجل المتعة والمرح .
والمشكلة في الحقيقة لا ترجع إلى الحكومات الأسبانية التي تسن القوانين ، (((فالرحمة لا تحتاج لقانون))) . وإنما لطبيعة المجتمعات التي تحويها المملكة الأسبانية وبخاصة في الشمال . فهذه المجتمعات لا تكاد تخلو احتفالاتها من تعذيب للحيوان والتمثيل به حياً .
فعلى مدار العام هناك ما يقرب من 10000 إلى 20000 احتفال تمارس فيه هذه الأعمال السادية . ولكل قرية ومدينة احتفالها الخاص بأحد قديسيها . وعدا عن الاحتفالات التي تأخذ شكلاً دينياً كأعياد الفصح فهناك الاحتفالات التي تأخذ شكلاً علمانياًً ، ولكن الصفة المميزة لها أنها في مجملها تشتمل على تعذيب الحيوان .
فمن أبسط تلك الاحتفالات هو ما يسمى باحتفال المعزة في إحدى قرى شمال أسبانيا ، حيث يتم فيها رمي معز من أعلى برج كنيسة وعلى ارتفاع 50 قدماً :
ولكن إن نجا المعز من الموت من هذا الهبوط ، فلن ينجوا من الموت لاحقاً غرقاً في نافورة المدينة .
والسؤال المهم الذي يجب أن يخطر على أذهاننا هو :
لماذا يجب (ترعيب) هذا الحيوان المسالم قبل قتله ؟؟؟
والجواب ببساطة : إنها سادية الأسبان ...
وسنذهب الآن في رحلة مع بعض الاحتفالات الأسبانية ، لنرى كيف أن في عالم اليوم ، وعلى ظهر هذه الأرض ، يعيش بيننا مجتمع من ملايين البشر يشتهر بساديته الاجتماعية ، وساديته المفرطة ، وساديته (الحضارية) ....