عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-2007, 10:50 AM   #16
Hani
الدبلوماسي


الصورة الرمزية Hani
Hani غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17098
 تاريخ التسجيل :  07 2006
 أخر زيارة : 04-07-2007 (05:47 PM)
 المشاركات : 1,034 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الحلقة الثالثة


لماذا الحديث عن السادية الاجتماعية نحو الحيوان؟


سيلاحظ القارئ أننا من بعد الحلقة الأولى بدأ يتركز حديثنا عن السادية الاجتماعية تجاه الحيوان . والسبب في ذلك يعود أساساً إلى أنه قد يستحيل العثور على أخبار أو صور أو أفلام تظهر المئات وهم يحتفلون ويستمتعون بتعذيب إنسان . قد يكون ذلك موجوداً في واقع العالم اليوم ، إلا أنني لم أعثر على ما يدل على ذلك .

لكن لماذا من المهم الحديث عن السادية الاجتماعية نحو الحيوان ؟
لأن ذلك مقدمة للجرائم التي سترتكب ضد الإنسان ....

يذكر التاريخ الروماني أن الإمبراطور دوميتيان الذي عاش في القرن الأول الميلادي كان يسلي نفسه بالتقاط الذباب وثقبها بالإبر . هذا الإمبراطور عرف لاحقاً بقسوته الشديدة ، فيذكر عنه إبداعه في ابتكار طرق التعذيب كحرق أعضاء ضحاياه وهم أحياء .

الإمبراطور دوميتيان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وللتفريق بين السادية ضد الإنسان والسادية ضد الحيوان وضع المختصون تعريفاً للسادية ضد الحيوان والتي تعرف علمياً بـ Zoosadism ويمكن تعريفها بصورة موجزة بأنها المتعة التي تتحصل من خلال التسبب بالألم للحيوان .

ومن خلاصة العديد من الدراسات في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجريمة خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية استنتج المختصون أن الجانحين للعنف لهم تاريخ ملحوظ في ممارسة التعذيب على الحيوانات سواء في طفولتهم أو في فترة مراهقتهم .

كما أن وكالة التحقيقات الفدرالية الأمريكية FBI لاحظت منذ السبعينات من القرن الماضي هذه العلاقة بين العنف على الحيوانات والعنف على البشر ، وذلك من خلال تحليل تاريخ حياة مجرمين قاموا بسلاسل من جرائم القتل . واكتشف التحليل أن معظم هؤلاء المجرمين قاموا بقتل أو تعذيب الحيوانات أثناء طفولتهم . ومن جهة أخرى فإن الوكالة الأمريكية للطب النفسي تعتبر العنف ضد الحيوانات واحدة من المعايير التشخيصية لسوء التصرف .

من الأمثلة المميزة لمجرمين ارتبط عنفهم ضد البشر بعنفهم ضد الحيوان :
باتريك شيريل والذي قتل 14 شخصاً في مكتب بريد ثم قتل نفسه . هذا الشخص كان يقوم بسرقة الحيوانات الأليفة كالقطط ومن ثم يقدمها لكلبه ليهاجمها ويمزقها أمامه .

وكذلك إيرل كينيث شرينر الذي اغتصب وطعن ومزق طفلاً عمره 7 سنوات . هذا الرجل معروف بين جيرانه بقيامه بإشعال المفرقعات النارية في داخل خلفية الكلاب .

ومن الأمثلة الواضحة برندا سبنسر والتي قتلت طفلين في مدرسة ابتدائية وجرحت تسعة آخرين وهي بعمر السادسة عشر . هذه المراهقة كانت تقوم بشكل متكرر باستعمال العنف مع القطط والكلاب ، وبشكل خاص إشعال النار في أذيالهم . من المثير أنها عندما سئلت عن جريمتها تلك ضد الأطفال قالت : " كان الأمر جداً ممتع وكأنك تصطاد البط في البحيرة !! " .

وكذلك ألبرت دي سالفو الذي قتل 13 امرأة والذي كان في شبابه يقوم بحجز القطط والكلاب في صناديق ومن ثم يطلق عليها السهام .

إن العنف ضد الحيوان والذي يظهر عند الأطفال قد تكون له دلالات على مشاكل في التربية ، ودلالات على جنوح مستقبلي . فمن الأمثلة البسيطة التي قد تدل على ذلك هو استمتاع الأطفال بتعذيب الحشرات ، كوضع الدبابيس في أجسادها ومراقبتها وهي تنازع ، أو الاستمتاع في مراقبة فراشة وقعت في شبكة عنكبوت بانتظار العنكبوت للقضاء عليها .

ولكن السؤال المهم الذي يجدر بالبعض سؤاله هو : ما الذي يجعل شخص بالغ يمارس العنف تجاه الحيوان ؟

بصورة موجزة ومختصرة فإن العنف يرتبط بصورة عامة بالأفراد الذي يشعرون بالضعف ، الإهمال ، ووقوعهم تحت سيطرة الآخرين . واستخدامهم العنف هو من أجل إخافة أو تهديد أو إهانة الآخرين أو إظهار اعتراضهم على القوانين الاجتماعية .
البعض ممن يستخدمون العنف تجاه الحيوانات إنما يطبق ما شاهده مسبقاً أو ما تم تطبيقه عليه مسبقاً . البعض الآخر منهم يرى أن التسبب بالأذى للحيوان هو أسلم طريقة للانتقام ممن يهتم بذلك الحيوان .

قد تكون هناك أسباب أخرى عند البالغين تختلف عن أسبابها عند الأطفال ، إلا أن تحول هذا التصرف من تصرف فردي مهما كانت أسبابه إلى تصرف جمعي (السادية الاجتماعية) ، يجعلنا نتساءل عن وجود مسببات أخرى تخص المجتمع . وإلا فهل من الممكن أن تكون المسببات الفردية لكامل سكان قرية ما أو بلدة ما هي ما يجعلهم يتصرفون بساديتهم بشكل جماعي ؟؟



مشهد واقعي


كلنا سمع عن ليندي إنجلند المجندة الأمريكية والتي تم تصويرها أثناء إساءة معاملة الأسرى والمعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب بينما هي تبتسم وكأنها تستمتع بالأمر . هذه الأعمال السادية لها ولزملائها الآخرين والتي وصفت أثناء المحاكمة بأنها أعمال (سادية) ، لم تنشأ من فراغ .
هذا الفيلم تم تصويره خفية في مصنع لتجهيز الدجاج في وست فرجينيا يظهر كيف يتعامل الموظفون مع الدجاج الحي بقسوة ودون مبالاة . حيث يتم رمي الدجاج بقوة على الجدران ، ويتم ركله وضربه بقسوة . في هذا المصنع وفي هذا القسم تحديداً كانت تعمل ليندي إنجلند .

(تسجيل فيديو سري للمكان الذي كانت تعمل به ليندي إنجلند تم تصويره من قبل إحدى هيئات حقوق الحيوان الأمريكية) :
لمشاهدة المقطع : احفظ الملف ثم فك الضغط
ملف فيديو

ألا يعطينا هذا دليلاً على أن الإساءة للحيوان لا بد أن تنتهي إلى الإساءة للإنسان ؟
ترى كم عدد هؤلاء الذين أتوا إلينا ويسكنون جوارنا من أمثال ليندي إنجلند ، وهم يحملون في وعيهم أو لا وعيهم مخزون سادي على الحيوان ، ويطبقونه الآن على الإنسان ؟

أعتقد أن الصورة وضحت للجميع ... فالإساءة للحيوان هي مقدمة للإساءة إلى الإنسان . والإساءة الجماعية للحيوان ، لا بد أن تؤدي يوماً ما إلى الإساءة الجماعية لإنسان كما حدث في عصر الرومان...

السؤال : من هو هذا الإنسان البائس الذي سيتعرض للسادية الاجتماعية يوماً ما ؟


 

رد مع اقتباس