عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2002, 05:52 PM   #2
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


تـــــــــابع........

وإن كثيراً من النساء أضعن ليالي الشهر الكريم بين الأسواق ، فلو سُئلت إحداهن كم سوق دخلته في رمضان ، لغلِطت في العـدّ !
ولو سُئلت كم مرة قرأتِ القرآن ، لما ردّت !
وإن كانت غير قارئة للقرآن لقالت : لا أُحسن القراءة !
ألا تُحسنين قراءة سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) كرريها عشر مرات ، ففي كل عشرٍ قصر في الجنة . كما في المسند وغيره ، وحسنه الألباني .

والمؤسف حقـاً أن تتباهى النساء في مشترياتهن – في هذا الشهر وفي غيره – طلباً للمباهاة ، وأن لا تكون " فلانة " أحسن مني ! أو لست أقل من " فلانة " !

تقول مُعلِّمة خليجية عن زميلتِها : كانت تقوم بالتدريس معنا فتاة تلبس النادر من الثياب والحُليّ ... تقول : وحاولت مُجاراتِها على حساب بيتي وزوجي وأولادي ... إلى أن قالت : وقدّر الله أن تموت تلك المُدرِّسة في حادث وتأسفنا عليها وبعد ثلاثة أشهر اكتشفنا أنها غارقة في الديون وأن أهلَها يستجدون أهلَ الخير لسداد الديون ، تقول : فقلت : لا للترف والمظاهر .
إسراف وتبذير وحبٌّ للمظاهر .

في أحد محلات بيع العطور تم تكريم بائع لأنه باع على إحداهن ما قيمته خمسة عشر ألف ريال مرة واحدة .
وامرأة اشترت من محِلاًّ يبيع صابون الجسم اشترت منه بأكثر من عشرين ألف ريال

وهذه بلا شك تدلّ على زيادة الترف الذي يُخشى معه من العقوبة التي لا تتخلّف عن المترفين .

وفي الأسواق ربما أُضيعت بسبب التسوّق الصلوات ، وعُصي رب الأرض والسماوات .
وإذا كان هذا يُستقبح في غير رمضان فهو في رمضان أشد قُـبحـاً وأعظم جُرماً .
ذلك أن رمضان شهر الغُفران ، فمن لم يُغفر له في رمضان فمتى يُغفر له ؟
قال عليه الصلاة والسلام : " أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك رمضان فلم يُغفر لـه فأبعده الله . قل آمين . قلت : آمين . رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه .

النساء وأهداف التسوّق :
منهن من تخرج للسوق دون غايةٍ أو هدف ، فتقول بعض النساء نريد زيارة السوق ، ولما تُسأل : لماذا ؟ وماذا تُريدين ؟ تقول : إن لقينا شيء زين اشتريناه !
فالخروج أصلاً لم يكن لهدف ، وإنما لإزجاء الوقت ، وإضاعة المال ، وربما الدِّين .

ومنهن من تخرج وتُخْرِج معها أهلَ بيتها ، حتى تُرى المرأةُ الكبيرةُ في السن والتي بلغت من الكِبر عِتيّا تُجَرُّ في الأسواق دون ذنب أو جناية !
فهل تذكّرت تلك النسوة أنهنّ مسؤولاتٌ عن أعمارِهنّ .
فلن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه ؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه
فهذه الأوقات التي تُهدر هي عمر الإنسان ، فمن رامَ قتل الفراغ فقد رام قتلَ نفسه

ومنهن من تخرج للتعرّف على كل جديد ، تتباهى به ، أو بمعرفته !

ومنهن من تخرج للسوق في ليالي رمضان لإضاعة الحياء وقلّـة الدِّين ، ويتمثّل ذلك في فتنة الشباب والشابات !
فتنة الشباب بما ترتديه من ملابس ، وما يفوح منها من عطورات .
وفتنة الشابات بتجرئتهنّ على ذلك الفعل المَشين وتهوينه في أعينهن .

ومن أساب كثرة ارتياد الأسواق وجودَ الخدم في البيوت .
فلو كانت المرأة تُعنى ببيتها وأولادِها لما وجدت أوقات فراغٍ تقضيها في الأسواق والحدائق والمطاعم التي انتشرت في الأسواق .

ومن النساء من أدمنت خروج السوق فلا يُمكن بعد ذلك أن تستغني عن السائق أو الخادمة ، فلا تَتَصوّر هي أن تعيش بدون هذين ، ولـو افتقـرت لاستطـاعت العيش ولاقْتَصَرت على ضروريات الحياة .

وكانت السؤال في أوساط النساء : هل عندك خادمة ؟ فأصبح السؤال مع تزايد الترف وكثرة المال : كم عندك من خادمة ؟
ووجود الخادمة في البيت له تبعاته من إهمال التربية والبيت والزوج ، وكثرة الخروج فتُصبح المـرأةُ خرّاجةً ولاّجـة ، لا همّ لها سوى شهوات البطن واللباس ، ومن كانت كذلك فهي لا تصلحُ أُمّـاً ولا تُحسن التربية .

وكُنت قرأت قبل فترة بعض الإحصائيات عن مرضٍ نفسي تفشّى في أوساط الكفّار ، وكنت أظنه حِكراً عليهم ، وإذا بي أسمع به في أوساط نساء المسلمين !

ذلكم المرض هو ما عُرِف بـ ( إدمان التسوّق )
فتشير بعض الأرقام إلى وجود ثمانمائة ألف مدمن تسوّق بشكل مرعب في بريطانيا
بينما العدد تضاعف في أمريكا فيوجد ثلاثة ملايين ونصف المليون مدمن تسوّق !

و مدمنو التسوق بعضهم أفلس وباع كل ما عنده ، فانتشرت عيادات مكافحة الإدمان .

تقول إحدى الأخوات إنها تعرِف فتاة تربّت في عائلة مُحافظة ، وكانت أمُها هي التي تقضي حوائج البنات ، فتذهب للسوق ما يُقارب ست إلى ثمان مرّات في السنة ، تقول : المصيبة وقعت بعد زواجها من زوج كانت أمُّـه مُدمنةَ أسواق ، ولم تكتفِ بذلك بل كانت تطلب من زوجة ابنها أن تلبس العباءة الفرنسية وترتدي الضيّق من الملابس وأخذ الزينة الكاملة عند الخروج ، تقول عن أمّ زوجها : إنها مُدمنة تسوّق بغرض توسيع الصدر ؛ لأنها يضيقُ صدرها باستمرار ... إلى أن قالت : المشكلة أنها ترتاد السوق في رمضان بشكل شِـبـهَ يومي من أجل الجوائز !!!
ضاع ليلُ رمضان بين السوق والسائق !

أخيراً :
قد يعترض مُعترض فيقول جعلتم التسوّق فتنة !
فأقول : ما هو تعريف الفتنة أولاً ؟
الفتنة تُطلق على عدة معاني ، منها :
اختبار الذهب ، فتنته على النار ، أي عرضته عليها .
والامتحان : فُتِن فلان ، أي امتُحِن .
ويُطلق على الجنون ، ومنه قوله تعالى : ( بأيكم المفتون ) قال أبو عبيد : المجنون .
والتعلّق بالنساء ، يُقال : فَـتَـنَـتْـه المرأة ، إذا تعلّق بها .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي ( فتنة ) أضرّ على الرجال من النساء . متفق عليه .

وقد قسّمت الفتن إلى صغار وكبار كما في حديث حذيفة المتفق عليه .
قال عمر : أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال ؟ قال حذيفةُ : فقلت : أنا . قال عمر : إنك لجريء ! وكيف قال ؟ قال قلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقال عمر : ليس هذا أريد ، إنما أريد التي تموج كموج البحر . قال حذيفةُ فقلت : مالك ولها يا أمير المؤمنين ؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : أفيكسر الباب أم يفتح ؟ قال قلت : لا بل يكسر . قال : ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا . قال فقلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال : نعم . كما يعلم أن دون غد الليلة . إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . قال شقيق بن عبد الله : فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب ، فقلنا لمسروق : سله ، فسأله فقال : عمر .

ويُطلق الفاتن على الشيطان .
وعلى من يُثير الفتنة .
وعلى المضلّ عن الحق .
ومن هنا جاء هذا العنوان .

والله أعلم .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
وصلني عبر الايميل


 

رد مع اقتباس