عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2004, 02:37 AM   #45
د.سلطان العويضه
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية د.سلطان العويضه
د.سلطان العويضه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4018
 تاريخ التسجيل :  05 2003
 أخر زيارة : 29-10-2013 (06:09 AM)
 المشاركات : 861 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

أحمد الله على سلامتك أختي نرجس...وأدعوه جل في عليائه أن يجعل ما تمرين

به طهورا إن شاء الله... ولتسمحي لي أن تأخرت في المشاركة ...والشكر للأخت

جروح تبتسم على دعوتها لي للمشاركة.

سيدتي ..ما مررت به يسمى "محاولة إنتحار" وليس "إنتحارا" كما كتب

البعض...فالإنتحار يعني الموت بتذكرة سفر مؤكدة لجهنم والعياذ بالله ويعكس

الإنتحار ومحاولاته ضعف وليس شجاعة ويؤكد "جُبن" وتعامل "طفلي" في

مواجهة موجعات الزمان وخيباته بأنواعها العاطفية والمادية والإقتصادية

وسواها وهو تجني على "حرمة" النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.

يا أخت نرجس...

يمر المكتئبون بفترات من الحزن العميق يرون الوجود من خلاله من "خُرم"

إبرة...فتضيق أنفسهم وتختنق أرواحهم وقد شبه الحق الوضع النفسي -المشابه-

للكفار بآيات غاية في الدقة ...على سبيل المثال "....معيشة ضنكا"، ".....كأنما

يصّعد في السماء" ...ومعروف علميا الضيق الذي يحصل من جراء الإرتفاع في

طبقات الجو بسبب نقص الأوكسجين....ومما يميز التفكير لمن وصل هذه المرحلة

هو "التشويه المعرفي" و "إسترجاع الخبرات السلبية" و " التفكير المحتد

بالموت" ....ليس حبا في الموت ولكن "صرخة نجدة" ...إستماتة في لفت الإنتباه

وفي طلب العون والعطف والحنان...والكرامة! وما أروع المتنبي وهو

يقول "كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ....وحسب المنايا أن يكن أمانيا"!...

يا عزيزتي:

ما مررت به - رغم حرمته و سوداويته وخطورته - إلا أنه يوضح أن لديك "نزف"

نفسي وأول ما يشير إليه هذا النزف إلى "إنسانيتك" و "حساسيتك"

و "شعورك الواضح بتأنيب الضمير"...هذه مجتمعة تولد "حزن" والحزن ياسيدتي

لا يفرخ إلا "أحزانا تتراكم لتشكل طبقة عزل دون السعادة أقرب تشبيه لها

(وأرجو ألا ينطبق عليك ذلك) ما وصفه القرآن الكريم حين قال جل من قائل "كلا

بل ران على قلوبهم....." الآية.

ذكر من سبقوني ضرورة اللجوء للخالق سبحانه وتعالى ...فنحن لاشيء من دون

عونه ومساعدته وتوفيقه ...وثقي أنه سبحانه لا يخيب طارق ولا يرد سائل فمن

يجيب المضطر إذا دعاه سواه؟ أكثري من ذكر (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت

من الظالمين) هذه الآية من قذفت بسيدنا يونس من بطن الحوت! فكفيلة بقذفك -

بإذن الله- من شباك الحزن وأغلاله.

ساءني ما ذكرتي من تعامل "المعالجة" وارجو ألا تيأسي أختي الفاضلة فهناك

مؤهلين كثر -بفضل- الله قادرين على التعامل مع حالتك ومساعدتك للوصول إلى

بر الأمان إن شاء الله. أتمنى لك كل توفيق في تجاوز محنتك هذه وتأكدي من

صدق المقولة (كل مصيبة لا تقتلني تزيدني قوة)....أريد أن أسمع عنك كل

أخبار طيبة إن شاء الله....وتذكري أن قلوبنا معك ودعواتنا لك. دمت سالمة.


 
التعديل الأخير تم بواسطة د.سلطان العويضه ; 02-03-2004 الساعة 02:54 AM

رد مع اقتباس