عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2012, 12:21 AM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
التباهي والتفاخر







التباهي والتفاخر واستعراض ما يملكه الإنسان من مقومات تميزه عن غيره من البشر قد يعتبر مظهر من مظاهر النقص, وصفة تخلق حواجز بين البشر بعضهم البعض, وتزيد من الأحقاد بينهم.

ربما التباهي نوع من أنواع الضعف الإنساني ودليل على هشاشة الشخصية وربما خوائها, وربما هو نوع من أنواع الغرور الذي يصيب النفس ويجعل صاحبها معزولاً عن الحياة والناس في برج عاجي, يفقد بوجوده فيه كل من حوله شيئاً فشيئاً فيبقى وحيداً في...

النهاية يعض بنان الندم, ولا يجد من يتفاخر أمامهم بشيء. وربما هو وسيلة دفاعية لمقاومة الحزن.

أحيانًا تكن التربية سببًا مباشرًا في زيادة حد التباهي والتفاخر عند بعض الناس, فعندما يحاول الآباء تذكير أبناءهم بأصول عائلاتهم مرة بعد أخرى ومكانتهم في المجتمع, ويعتقدون أنهم يزيدون من ثقتهم بأنفسهم ومن قدرتهم على مواجهة العالم الخارجي بإظهار ما هم عليه, يتحول الأمر إلى إحساس دائم بالتميز عن الآخرين ويزداد حد التباهي حتى يصل إلى درجة أن المتباهي يتيه بنفسه ويرى في نفسه أفضلية عمن حوله سواء في الأصل أو في مستوى الثراء.

وقد يعتقد البعض أن المتباهي دومًا من طبقة الأثرياء ذوي المال والنفوذ فقط! لكن الحقيقة أن بعض المتباهين والمزهوين بأنفسهم قد لا يكونون من هذه الطبقة في المجتمع بل قد يكون مستواهم المادي عادي ولكن لديهم مستوى اجتماعي متميز أو يملكون صفة معينة كالجمال أو الوسامة أو الذكاء الشديد, ويتحول إحساسهم بمدى اختلافهم بما حباهم الله به إلى نوع من التعالي على أقرانهم الذين هم بالقطع منهم أقل منهم شأنًا من وجهة نظرهم..

وأحيانًا يكن المتباهي من طبقة أدنى في المجتمع ويحدث أن ترتفع طبقته ارتفاعًا مفاجئًا مع الحد الذي يدير رأسه فإذا به يتحول إلى متفاخر بنفسه ينسب لها ما لم يكن فيها ولعائلته ما هم ليسوا عليه أصلاً وخاصة في النواحي المادية والطبقة التي نطلق عليها "نوفو ريتش"

وأخيرًا قد يكون التباهي والتفاخر سمة من سمات عدم الثقة بالنفس على الإطلاق ومحاولة دفع أخطار العالم الخارجي ومقاومة الضعف أمام الناس فينقلب الأمر بصورة عكسية إلى التعالي في التعامل معهم كنوع ممن أنواع الحماية الزائفة..
وفي النهاية فدعونا لا ننسى أن أحقر الناس شأنًا هم من يتعالون على من حولهم إذا رفعهم الناس فوق قدرِهم.. في حين أن أكثرهم منزلة يبقى متواضعًا مهما علت قيمته ومنزلته وسط مجتمعه..
وصدق رسول الله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما قال "من تواضع لله رفعه" " لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر”
ولا ننسى وصايا لقمان لابنه " وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "


عبد الوهاب مطاوع

موضوع مناقشتنا اليوم عن التفاخر والتباهي
على ما يدل من وجهة نظرك ؟



المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس