عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2012, 03:25 PM   #8
لماذا ؟
عضو نشط


الصورة الرمزية لماذا ؟
لماذا ؟ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32494
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 09-12-2012 (11:58 PM)
 المشاركات : 61 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ربما يستغرب البعض من ربط هذه الأفكار الرهابية بوساوس الشيطان أو يستغرب من ربط الأمراض النفسية لمكائد ابليس ، ويظن أننا رجع بهذا الكلام إلى عصور الجهل والتخلف وينسى أنه حتى اليهود والنصارى وحتى فلاسفة الغرب والشرق وحتى الملاحدة يؤمنون بقوة الشر الموجودة في هذا الكون ، ولكن كل شخص وبحسب مرجعيته الثقافية يطلق الأسماء التي يتعارف بها عليه ..
ولو سألنا البعض عن مصدر الأفكار السلبية الموجودة في عقل الشخص ، بماذا سيجيب ؟!
إن قال أنها في أصل الإنسان فهذا خطأ ؛ لأن الإنسان يولد على الفطرة ، وإن قال أنها ليست في أصله ، فمن أين جاءت ؟!
وكذلك أفكار الخير ليست أصلا في الإنسان ، وإنما هي خارجة عنه ..
يقول تعالى : وهديناه النجدين ، أي طريق الخير وطريق الشر . فلو كان الخير والشر في أصل الإنسان لما كان الله سبحانه دله إليهما .
لا توجد كلمة في الدنيا كلها لا تندرج ضمن الخير والشر ، فكل كلمة تدل على الخير فهي من الله ؛ لأن الله منتهى الخير ، وكل كلمة تدل على الشر فهي من الشيطان ؛ لأن الشيطان منتهى الشر ..
قد يتحرج البعض من وصف بعض الأفكار التافهة في اعتقاده أنها من الشيطان ، ولكن يكفي الشيطان أن يجعلك تعيش في نكد وهم وضيق وكدر من خلال بث أي فكرة تساعده في ذلك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
لنختلف في المسميات ولنتفق في الدلائل ، فقوة الشر يؤمن بها جميع الناس ، ولكن لأننا مسلمون نعرف أن قوة الشر تأتي من الشيطان الرجيم ، الذي إليه ينسب الله سبحانه وتعالى كل أعمال الشر التي تواجه البشر :
الأدلة القرآنية على أن الأفكار السلبية من الشيطان :
1-الشيطان يعدكم الفقر .

2-إنما ذلكم الشيطان يخوِّفُ أولياءَهُ فلا تخافُوهم وخافُونِ .
3-إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء .
4-إنما النجوى من الشيطان ليحزُن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا .
5-يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة .
6-إن الشيطان ينزغ بينهم .
7-يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر .
8-واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصُبٍ وعذاب .
9-يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .
10-فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين .
11-بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء .
12-فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرةِ الخلد وملكٍ لا يبلى ؟!
13-فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقُل لكما إن الشيطان لكما عدوٌّ مبين ؟
14-قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا ، إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين .


فلو رجعت إلى أصل أعمال الشر تجد أنها فكرة سلبية ، والفكرة السلبية ترتبط دائما بالشيطان ..
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان أيس أن يُعبد في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم .

الأمراض النفسية كيف تنشأ ؟
الرهاب الاجتماعي ، القلق ، الاكتئاب ، الوسواس القهري .. وجميع الأمراض النفسية التي تصيب الشخص فتمنعه من أن يعيش هائنا سعيدا مرتاحا طيب النفس ، كلُّها تعود إلى جذر واحد ، مثل الشجرة الكبيرة تتفرع غصونها وتتشابك أوراقها ، ولكن جذرها واحد وأرضها واحدة وظلها واحد ، أما جذرها فهي الفكرة السلبية ، وأما أرضها فهي العقل ، وأما ظلها فهو المساحة التي تغطيها تلك الأمراض في حياة الإنسان من رهاب وقلق واكتئاب ووسواس وهلع وانفصام .. إلخ
والترابط الذي يحدث بين الفكر السلبي والمرض النفسي يكون بسبب مزاحمة هذه الشجرة العظيمة للعقل ، فُيصاب بعدها الشخص بالمرض النفسي ، ويصبح العقل مبرمجا على الفكرة السلبية .
ولكن لماذا تختلف الأمراض النفسية بينما المصدر واحد ؟
كل شخص ميسر لما خلق له ، وكل عقل ميسر لما نشأ عليه ، الشخص الذي ينشأ في بيئة منعزلة يصاب الرهاب فيما لو استسلم لأفكاره ، والشخص الذي يعيش في بيئة قلقة يُصاب بالقلق حين يستسلم لأفكاره ، حتى الشخص المتدين الذي يعيش في بيئة متشددة يأتيه الوسواس القهري في أمور العبادة والتشكيك في الله وفي كل ما يتصل بالدين ، إذن هناك ارتباط بين البيئة وبين عمل الشيطان ..
لأن العقل لا يعلم ويوقن إلا بالأمور التي يعلمها والشيطان لا يحرص إلا على الأمور التي تمسُّك ويجد في عقلك أرضا خصبة ليزرعها فيه ، فإن استسلمت له ولأفكاره نبتت الشجرة صغيرة وإذا استمرت بالنمو قلبت حياتك جحيما لا يطاق .
كلنا مرت بنا أفكار غريبة ونشعر بسلبيتها ، ولكنها تستقر فينا عندما تلامس فينا شعورا فنحس بها ونبدأ نتألم منها ، فيعلم الشيطان بأن هذا هو الطريق إليك فيركز على هذه النقطة ..
كم واحد منا فكر مثلا بمن خلق الله ؟
كثير جدا ، وأولهم أحد الصحابة حين شكا ذلك إلى الرسول عليه السلام فقال : قل آمنت بالله ورسوله ، ولتنتهِ .!
ولو لم ينتهِ ؟! كيف ستصبح حياة هذا الصحابي ؟!
حتى كلمة لو ، من عمل الشيطان ، كما أخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولكننا لا نطبق هذه الأشياء في البداية ، حتى يحدث التحول فينا وتكبر الأشياء الخطيرة .
فمن اليوم إذا نزغك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم .
ولكن لا تستعذ بلسانك لأن هذا لن يفيدك ولكن استعذ بقلبك ، وسأعطيك مثالا سمعته من أحد الأطباء النفسيين ، يقول :
لو أعطاك الملك ورقة تفيد بعدم التعرض لك من قبل أي أحد ، وظللت تمشي وأنت تردد بينك وبين نفسك : الملك الملك الملك وأنت خائف ،
فهل سينفعك شيء ؟
بالطبع لا ؛ ولكن تذكر تلك الورقة وأن لديك حصانة خاصة من قبل الملك وأن لا أحد سيجرأ وأن يقترب منك ، لأن الورقة بجيبك ، والملك في قصره ولديه جنود وحرس وووو عندها ستتيقن أنه لن يقترب منك أحد ..
فكذلك الاستعاذة : لو ظللت تردد طوال اليوم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولم تستشعر عظمة الله وأنه بجانبك ولم تستشعر حقارة الشيطان وقلة حيلته لن تفيدك الاستعاذة شيء أبدا ، فالاستعاذة ليست كلمة تقولها ولكنه عمل قلبي وفكري ..
هذا أبسط شيء يجب ان نقوم به ولكن للأسف لا نقوم به على الوجه الصحيح وهي الاستعاذة بالله السميع العليم ..
الأمر الثاني : قلب الأمور ، الشيطان لا يعلم الغيب ، ولكن يعلم حين يراك مهموم وحزين ويفرح جدا لذلك فيعلم أنك بدأت تتأثر ، لا تتأثر بالفكرة أبدا ، وحاول أن تكثر من الضحك والابتسام وحمد الله على الصحة والعافية وذلك مما يغيظ الشيطان .
أما الثالث فهو الانتهاء ، أي الكف عن التفكير ، لأنك حينما لم تستيقن عظمة الله وحقارة ابليس ، فإن الأفكار التي في داخل عقلك كلها أفكار خوف وهلع ، لماذا ؟!
لأنك لا زلت خائفا ولم تتذكر الملك وتستشعر عظمته في قلبك .!! تذكر أن الله يقول : إن كيد الشيطان كان ضعيفا .! ومردّه فقط للوسوسة ، ولأنك تصدقه فقد أصبحت الوسوسة شغلك الشاغل .
الأمر الرابع : الاستمرار ، وهو صد عمل الشيطان نهائيا ، أي فكرة تأتيك لا تحاول مناقشتها أو إثبات بطلانها ، فقط صدَّها وانسى وجودها أصلا ؛ لأن الشيطان مقنع جدا للشخص الذي يتجادل معه ، لذلك قال الرسول ، ولينتهِ . أي لا تناقش الفكرة أبدا ، وما الذي جر الرهاب وأعراضه سوى مناقشة الفكرة ومحاولة عكسها ؟

وخصوصا أن الإنسان مجبول على قوة مواجهته للأشياء المادية أكثر من قوة مواجهته لشيء هُلامي غامض ولكن فقط يرى آثاره ، فأنت حربك مع الشيطان ذلك المخلوق الناري والتي بدأت منذ أن أخرج أبويك من الجنة ..


هذا بالمجمل ما سيجعل عقلك يطمئن ويرتاح ويسترخي ، وتغلق الباب الذي دخل إليك الشيطان من خلاله ..
عندها ستجد الأمور تتضح لك أكثر ..




 

رد مع اقتباس