اعلانات هابطة على واجهة المنتدى سيئات جارية~
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
على واجهة غير منتدى .. وفي غير موقع .. ترى من الصور والإعلانات
ما يُضحك ويُبكي .. ويجعلك ترثي لِحال أولئك ، بل لِحَال أمّة يَنْتَمُون
إليها !
وشرّ البلية ما يُضحك !
ترى التناقض الذي ربما لا تَجِد له تفسيرا !
ففي هذه الأيام ونحن في استقبال شهر رمضان وموسم من مواسم
الخيرات .. تظهر على واجهة كثير من المواقع والمنتديات على الشبكة
: عبارات في استقبال شهر رمضان ، وتهنئة للأعضاء والزوار بِقُرْب هذا
الشهر الكريم .. وقبل ذلك إعلان عن مسلسل ساقط ، يدعو إلى الرذيلة !
ويُحارب الفضيلة ! اشْتُقّ له من الضياع اسْمًا ، فَكان له من اسمه أوفر
النصيب ! واختِير له من الضلالة رسْمًا ، فضاع وأضاع ، وضَلّ وأضلّ !
يُضيفون إلى ذلك سيئات أخرى تُنادِي بِمثل ذلك .. تُشوّه بها واجهات
مواقع ومنتديات تُهنّئ روّادها بِقُرْب شهر رمضان !!
وحَسب الإنسان من الشرّ أن يَفُوق مَرَدة الشياطين ! فإنها تُصفّد
وتُسلسل في شهر رمضان ، فلا تصِل إلى ما كانت تَصِل إليه في غير
رمضان ! ومن الناس من لا يردعه شيء عن هواه .. فهو لا يُصفّد ! ولا
يُسلسَل عن غَـيِّه !
وحسبه من الإثم أن تجري عليه سيئات مثل هذا العمل ، والدعاية لِتِلْك
المحرَّمات في شهر تُفتح فيه أبواب الجنان ، وتُغلق فيه أبواب النيران
، ويدعو داعي الحقّ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقْصِر .
ولا تزال تجري عليه سيئات ذلك الشرّ الذي نَشَره وأعان على إشهاره
حتى بعد مماته .. إن لم يتب منها .. فهي سيئات جارية ، وذنوب مُضاعفة
، فهو يحمِل وِزْره وَوِزْر من تبِعه ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا ..
وفي صحيح السنة قوله عليه الصلاة والسلام : (مَن سَنّ في الإسلام
سُـنَّة سَيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص
من أوزارهم شيء ). رواه مسلم .
وهو مُتوعّد بِعذاب أليم ، إذ كان يُعين على انتشار الفاحشة ، وتهوينها في
أعين الناس ..
قال ربّ العِزّة سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ
آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .
قال أبو حيان : وتعليق الوعيد على محبة الشِّياع دليل على أن إرادة
الفِسْق فِسْق . اهـ .
وقال ابن عادل : لِيُعْلَم أنّ مَن أحبّ ذلك فقد شارَك في هذا ، كما شَارَك
فيه مَن فَعَله . اهـ .
وقال القاسمي : أي : تَنْتَشِر الْخَصْلة الْمُفْرِطَة في القُبْح . اهـ .
وهذا كله داخل في معنى (يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا)
فإلى كل مَن نَشَر إعلانات عن مسلسلات هابطة ، أو أغانٍ ماجِنة ..
أو صور خليعة .. أو مقاطع مرئية مُخزية ، أو حتى كلام هابط ساقط ..
فهو مُشارِك في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، شاء أم أبَى ..
ومن شارَك في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا فهو مُتوعّد بالعذاب
الشديد في الدنيا وفي الآخرة (لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .
وباب التوبة مفتوح ، ورمضان شهر الغفران ..
أمَا آن لك أن تنتهي .. وتُجيب داعي الخير ، فتُقبِل على الله بِقلبك
، وتخشع لله جوارحك ، وتخضع لِخالقك .. ؟؟
كأني بك لم تسمع : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا
نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) ؟
أمَا طرقت سمعك هذه الآيات البيِّنات ؟
أمَا آن لك أن تقول : بلى يا رب ..
فتقتلع تلك الشرور من جذورها ..
وتقطع على نفسك عهدا أنك لن تُشارك في نشر رذيلة ! ولا الدعوة إلى
هدم الفضيلة !
كتبه / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
منقول
|