الموضوع: رحله الى اليمن
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2012, 10:42 AM   #1
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
رحله الى اليمن



)رحله الى اليمن الجزء الاول

تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريـج هم واكتساب معيـشة... وعلم وآداب وصحبة ماجـد

عندما فكرنا في زيارتها كانت هناك بعض الأسئلة عن هذا البلد تطرح نفسها بإلحاح
بعض هذه الأسئلة كانت تتعلق بالأساس عن الناحية الأمنية خاصة ونحن نسمع في نشرات الأخبار بعض الحوادث التي تقع وسيطرة حكم القبيلة وانتشار السلاح .. الخ
جانب أخر من تلك الأسئلة كان يتعلق بطبيعة اليمن السياحية نفسها ومدى توفر الأجواء والطبيعة المشجعة على السياحة

b42128929f4d3507b36e

عموماً في الأعوام الأخيرة بدأنا نسمع عن اليمن كبلد سياحي يمكن زيارته والأستمتاع بذلك
ومن خلال الأنترنت بدأنا في مشاهدة بعض الصور التي التقطها بعض السياح لهذا البلد

بعد تفكير استغرق قليلاً من الوقت قررت مع مجموعة من الاصدقاء عددهم ثلاثة على القيام برحلة الى اليمن
الرحلة قدر لها أن تكون في أواخر شهر أغسطس ( منتصف شعبان 1427 هـ )
وبالفعل بدأنا التخطيط لهذه الرحلة والاستعداد لذلك مستعينين بالله تعالى

في اليمن وكما علمنا لن تكتمل اي رحلة الا بوجود سيارة خاصة ذات دفع رباعي نستطيع التحرك بها بحرية في ارجاء اليمن المختلفة شديدة الوعورة
وهذا ما حصل بعد ان تطوع احد رفقاء الرحلة بسيارته الخاصة وجعلها في خدمة اعضاء الرحلة
واختصاراً لزمن يزيد عن 10 ساعات من السفر براً من مدينة جدة وحتى الحدود اليمنية قرر اعضاء الرحلة الانتقال الى مدينة جازان السعودية أقرب مدينة من الحدود اليمنية عبر الطائرة ونقل السيارة عبر شركة خاصة ليتم استقبالها هناك

كانت خطة الرحلة تقضي بأن يتم السفر عبر رحلة جوية تنطلق في وقت الظهيرة ومن ثم الدخول مباشرة لليمن قبل غروب الشمس بحيث نبيت ليلتنا الأولى في مدينة الحديدة على الساحل اليمني والتي ستكون محطتنا الأولى

وجهة الرحلة بالإساس كانت لمدينة إب المشتهر بأنها وجهة السياح الأولى لما تملكه من طبيعة خضراء وطقس ربيعي معتدل
بالنسبة لي لم يسبق لي زيارة هذه البلاد ولا أعلم إن كانت الرحلة ومشاقها ستكون مبررة
لا أعرف أي بلاد سنزورها حقاً
هذا جعل الأمر بالنسبة لي ممتعاً للغاية كوني أعايش مثل هذه التجربة لأول مرة

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لقد تأخرت الرحلة حتى مغرب ذلك اليوم وعندما أقلعت الطائرة كنا في مدينة جازان عند صلاة العشاء
وقت متأخر ولم يكن في الحسبان
وقع أعضاء الرحلة في ذلك الحين في حيرة
التحذيرات التي كنا نسمعها كان تحذر من اخطار السفر ليلاً بين المدن اليمنية
فقطاع الطرق يتربصون بالعابرين والخطر محدق ووشيك ( زعموا )
لكن مبيتنا في مدينة جازان سيعني ضياع يوم كامل من ايام الرحلة المفترضة والمقدرة باربعة ايام
كان لابد من اتخاذ قرار فإما المبيت في جازان وانتظار شروق الشمس او المغامرة والدخول الى اليمن في هذه الساعات المتأخرة

اخيراً قررنا المضي في رحلتنا والدخول الى اليمن والله خيراً حافظاً وهو ارحم الراحمين
بعد ساعة او اقل من السير داخل الأراضي السعودية
كنا على المنفذ الحدودي ( الطوال ) بصحبتنا جوازات السفر ودفتر التربتك الخاص بالسيارة ومبلغاً من المال

تمت الاجراءات في منفذ الحدود السعودي دون عقبات
ومن ثم وعلى بعد أمتار قليلة وصلنا الى المنفذ اليمني واتمننا اجراءات تسجيل دخولنا

في المنفذ الحدودي قمنا بتحويل الاموال التي بحوزتنا الى العملة اليمنية
الريال السعودي في ذلك الوقت كان يساوي 52.5 ريال يمني

انطلقنا على بركة الله في الليل البهيم المظلم ودخلنا اليمن بشكل فعلي
النواحي والطرقات مظلمة والناس على غير المتوقع يتحركون بكثافة على الخط البري الدولي
رجال بالزي اليمني والمحال التجارية والمطاعم منتشرة
الكهرباء والانارة بشكل عام بدت شحيحة
الشوارع كما المنفذ الحدودي اليمني غير مضاءة ، وبعض المحال كانت تعمل على اضواء الغاز ( الاتريك )
مشاهد غير مألوفة لنا انها اثارة بحق
هناك الهدوء كما لم نعيشه من قبل بعيداً عن ضوضاء وصخب مدينة جدة
يغلف كل ذلك طابع البساطة والتلقائية والخلفية الريفية المحببة

الوجهة الأولى هي مدينة الحديدة
الحديدة مدينة يمنية تقع على ساحل البحر الاحمر وتبعد عن الحدود السعودية بمسافة تقدر بـ 200 كيلو متر
خطة الرحلة كانت تقضي المرور بهذه المدينة ومن ثم التوجه الى مدينة تعز ومنها الى مدينة إب الوجهة الرئيسية
واخيراً الوصول الى صنعاء مروراً بمدينة ذمار
ومن صنعاء يتم الاتجاه شمالاً مروراً بمدينة حجة في طريق العودة الى الحدود السعودية
وهذا هو ما تم بفضل الله وكما سيأتي في ثنايا هذا الموضوع
في طريق ساحلي منبسط واصلنا السير نحو المدينة المقصودة
القرى اليمنية تنتشر طوال الطريق ومع مضي ساعات الليل بدأت الحركة على الطرقات تهدأ نسبياً
وعند الواحدة ليلاً وصلنا الى الحديدة
في داخل تلك المدينة تطوع أحد الشباب اليمني يستقل دراجة نارية وقد لاحظ بأننا لسنا من أهل المنطقة بإرشادنا الى فندق قريب نبيت فيه ليتنا بعد أن تمكن منا الإرهاق وبلغ بنا الإجهاد مبلغه
وبالفعل وصلنا الى ذلك الفندق فيما تكفل ذلك الشاب بإحضار بعض الطعام من أحد المطاعم القريبة

بتنا ليلتنا في غرف ضعيفة التبريد والحديدة مدينة ساحلية والرطوبة فيها مرتفعة
لم يكن هذا الأمر مهماً بالنسبة لنا فالحديدة ليست سوى محطة سننتقل منها مع بزوغ الفجر الى ما ورائها

في الصباح تم الاستيقاظ لآداء صلاة الفجر
ومع شروق الشمس وانتشار ضوء النهار كانت الفرصة متاحة لإلقاء نظرة أولى على مدينة الحديدة

0a317317c5cd976e0978

الحديدة مدينة جميلة ومع نسمات الصباح العليلة كان الإنطباع مبشراً
الحديدة مدينة ساحلية تبعد عن صنعاء عاصمة الدولة اليمنية بـ 226 كيلو متر وعدد سكانها تقريباً 2 مليون نسمة
المدينة حديثة بشكل نسبي وعمرانها في الجهة التي كنا نسكن يغلب عليه الطابع التقليدي للأحياء الشعبية
الحديدة كما سلف مدينة ساحلية وهي لا تختلف كثيراً عن المدن الساحلية كمدينة جدة
الحديدة بالنسبة لنا ليست سوى محطة الإنطلاق الأولى كما سلف للدخول الى اعماق اليمن
فوجهتنا الأساسية كما سلف ايضاً هي مدينة إب والتي تقع ضمن ما يعرف بمنطقة اللواء الأخضر

إب هي المدينة التي يقصدها السياح وهي غرضنا من رحلتنا التي بدأناها للتو
إب يتحدث عنها كثيراً من السياح بإعتبارها المنطقة الأكثر جمالاً في اليمن حيث الطبيعة الخضراء والجو المعتدل
ترى كيف ستبدو إب في الحقيقة وأي جمال يتحدث عنه الناس
حسناً لا بأس انها سويعات تفصلنا عنها وليس الخبر كالمعاينة

تحركت بنا السيارة في طريقنا الى إب
ولأننا بصدد اكتشاف البلد وزيارة الجزء الأكبر من المدن اليمنية بالشمال كان خط سير الرحلة يسير بنا نحو مدينة تعز والتي تقع في منتصف الطريق تقريباً الى إب

تعز عاصمة دولة بني رسول ( نشأت تلك الدولة في القرن الثامن الهجري )
مدينة تقع جنوب العاصمة صنعاء بحوالي 256 كيلو متر
هذه مدينة يجدر بنا زيارتها كيف لا وهي المدينة التي وصلها الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن في السنة الثامنة للهجرة النبوية
تعز مدينة تقع في الجبال وهي ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500 متر
بدأنا التحرك صوب تعز
في الطريق اليها بدأنا نراقب الطبيعة من حولنا
الغطاء النباتي ضعيف لكن مع الوقت الوضع بدأ في التحسن
واصلنا تقدمنا صوب تعز
الكثافة البشرية تزداد مع اقترابنا من المدينة
وعند وصولنا لمدينة تعز رأينا هذه اللوحة الكبيرة منتصبة عند مدخل المدينة

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس