عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2011, 07:44 PM   #39
ابنة الاسلام
عضو نشط


الصورة الرمزية ابنة الاسلام
ابنة الاسلام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35974
 تاريخ التسجيل :  10 2011
 أخر زيارة : 18-09-2023 (11:55 AM)
 المشاركات : 116 [ + ]
 التقييم :  116
 الدولهـ
United Arab Emirates
لوني المفضل : YellowGreen


وهذا تفريغ - مختصر - لخطبة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
حسن التعامل مع الخدم


عبادَ الله، أرشد الإسلام المؤمنين إلى حسن الأخلاق والتعامل بالأدب مع طبقات المجتمع غنيهم وفقيرهم شريفهم و وضيعهم خادمهم ومخدومين، وبين جل وعلا حكمته في تفاوت الأرزاق بين العباد فقال: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، فهو جل وعلا فاوت ما بين الخلق (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ)، فأغنى من شاء وقتر على من شاء كل ذلك لحكمة عظيمة أغنى الغني ليظهر أيشكر نعمة الله أم يكفرها وقتر على آخر ليظهر أيكون صابر محتسبا أم متسخط قال جل وعلا: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

يقول صلى الله عليه وسلم: "اخوانكم خولكم فمن كان أخيه تحته فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".
أيها المسلم، فتأمل قوله: "إخوانكم خونكم جعلهم الله تحت أيديكم"، حتى نعاملهم بالمعاملة اللائقة في الأقوال والأفعال.

أيها المسلم، فمن حقوق العامل على رب العمل أولًا العناية بالحياة اليومية من مأكل وملبس ومسكن ورعاية صحية إن احتاج إلى ذلك فهو تحت كفالتك لا بد أن تعتني بغذاءه وصحته وسكنه.

أيها المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن أجلسه معه وإلا فليناوله منه لقمة أو لقمتين أو أكلت أو أكلتين فإنه يتولى علاجه"، فأنظر إلى هذا الأدب الشريف أن هذا الذي أصنع الطعام وأحضره إما أن تجلسه ليأكل معك وإما أن تعطيه منه ما يسر الله ليكون ذلك أدعى لطمأنينة نفسه وسلامته من كل حقد وكراهية ومن حق العامل أيضًا أن تتقي الله بالتعامل معه فالخطاب الطيب والقول الطيب يحقق المطلوب ويبعد الشر ألم تسمع الله يقول: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)،

ففاحش القول غير لائق بالمسلم يقول صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالسباب ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء"، ومن حقه عليك البعد عن إهانته لا بالضرب ولا بالقول القادح الذي لا خير فيه بل كن متواضعًا معاملًا له بمثل ما تحب أن يعاملك به قال أبا مسعود الأنصاري كنت أضرب غلام لي فإذا صوت من ورائي يقول: "اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك من قدرتك على هذا"، فألتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو حر لله قال: "لو لم تفعل لذبحتك النار"، ومن حقه عليك أن تعطيه حقه أجرته التي اتفقت معه عليها لا تنقص منها مثقال ذرة بل تعطيه حقه وافر كما اتفقت معه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: "أعطوا العامل أجره قبل أن يجف عرقه"، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "يقول الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى ثم غدر ورجل باع حر فأكل ثمنه ورجل استأجر أجير فأستوفى منه ولم يعطه أجره"، فأنظر إلى هذا الظالم الذي استوفى من العامل جميع ما يريده ولم يعطه أجره فالله سيكون خصمًا له يوم القيامة لأن هذا المسكين الضعيف الذي استغللت قوته وبخسته حقه سيكون خصمًا لك يوم القيامة الله سيكون خصمًا لك يوم القيامة ومن كان الله خصمه خصمه بلا شك.

أيها المسلم، وبين صلى الله عليه وسلم فضل إعطاء العامل حقه وأنه من أسباب تفريج الكربات والخلوص من الشدائد والمضائق فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة وأغلقت عنهم مرأى الناس عنهم وأصبحوا في غاية من البعد عن الناس لا يعلم بهم أحد توسلوا إلى الله في صالح أعمالهم فأولهم توسل إلى الله ببره بأبويه فأنفرجت الصخرة شيئا والثاني توسل إلى الله بعفته وبعده عن الحرام بعد مقدرته عليه فأنفرجت شيئا والثالث قال يا رب إني استأجرت أجراء فأعطيت كل واحد حقه إلا رجل ذهب وترك الذي له فثمرته حتى كان من إبل وبقر وغنم وزرع فجاءني يومًا وقال لي يا هذا أعطني حقي فقلت كل ما ترى من زرع وماشية ورقيق فهو لك قال أتستهزئ بي قلت لا قال فأخذه كله ولم يترك شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فأنفرجت الصخرة وخرجوا يمشون.



أيها المسلم، إن إعطاء الناس حقوقهم يسبب سلامة القلوب واطمئنان النفوس وتعاون الجميع إن الصراع الطبقي إنما يكون عندما يمسك الأغنياء ويشح به الحقوق ويماطل الفقراء فعند ذلك تكون المصائب والبلايا ومن حق هذا العامل عليك أن تؤدي الواجبات الشرعية وأن تدعوه إلى الإسلام إن كان غير مسلم وترغبه بالإسلام وتبين له الإسلام وتعطيه من التوجيهات من النبذ الصغيرة والأشرطة المؤثرة إلى أن ترغبه بالإسلام ففي الحديث: "فوالله لئن يهدي الله بك رجلًا واحد خير لك من حمر النعم"،


أيها المسلم، إياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ظلمك لهذا العامل المسكين واستغلالك ضعفه وعجزه وعيه وعدم قدرته على تحقيق مراده إن الله جل وعلا يغفل عنك (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)، فأعطهم حقهم كاملا وإياك أن تبخس منه شيئا ولو قليلا أعطهم حقهم كاملا وإياك والمماطلة ثم تندم وتقول ترك حقه ولا أعرف عنوانه كل هذا من الخطأ كل هذا من الظلم والعدوان "واتق دعوة المظلوم فإنه بينه وبين الله حجاب"، تذكر أن هذا المستقدم إنما جاء لينفق على أولاده وعلى زوجته وعلى أبويه ما تغرب من بلده وفارق وطنه وأهله إلا لحاجة وأنت وقد أنعم الله عليك بنعمه فاتق الله في ذلك وأعط حقوقهم واحذر بخسهم وظلمهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة إن كثيرا من هؤلاء يستغلون هؤلاء العمال وجهلهم وعدم وعيهم وعدم قدرتهم على تحقيق مطلوبهم فيماطلوا بحقوقهم ويظلمونهم ولا يعطونهم حقهم في وقته إنك لو أُخر مرتبك أو استحقاقك للآخرين يوما لضاقت بك الأرض بما رحبت وطالبت بحقك ونمت من أخرك فيا أيها المسلم كيف لا ترضى لنفسك بأن تُظلم بتأخير الحقوق وأنت تَظلم الآخرين بمنعهم حقوقهم وعدم إعطائهم حقوقهم فلنتق الله ولنتق الله في أنفسنا إن كثير من القضايا إنما مصدرها غالبًا سوء تصرف بعض أرباب العمل سوء تصرفهم حتى يحدث من هذا التصرف السيئ أمور يترتب عليها جنايات كثيرة وأحوال عظيمة فلنتق الله في أنفسنا ولنتق الله فيمًا تحت أيدينا ولنكن صورة مشرقة لفضل الإسلام والدعوة إليه وترغيب الناس فيه لينقل عنا الآخرون ما نحن عليه من سيرة حسنة ووفاء والتزام بالحقوق وقيام بالواجب هكذا ليكن المسلمون فدين الإسلام شرفنا الله به ينبغي أن نطبقه بكل قليل وكثير ففيه العدل والرحمة والإحسان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.


ا
يقول الله في الحديث القدسي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من كان له عند أخيه مظلمة من مال أو دم أو عرض فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته فإن انقضت حسناته قبل أن يوفى ما عليه أخذت من سيئاتهم وطرحت عليه ثم طرح في النار".

أيها المسلم، وإذا كنا ندعوا إلى رب العمل إلى احترام العمال وإعطائهم حقوقهم فالآن مع مكاتب الاستقدام، مكاتب الاستقدام للأسف الشديد تخطئ أخطاء كثيرة وتحمل المجتمع أخطاءها وظلمها وعدم إنصافها مكاتب الاستقدام أحيانًا تتصف بالكذب بالمواعيد بالكذب في الأحاديث وبالإخلال في المواعيد وبالغش فيما يأتون به فهناك الكذب السائد كذب فيما يقولون يعدون ويكذبون ويخبرون أن هناك العامل سيأتي بعد يوم أو يومين أو شهر وإذا الأمر كذب وزور إخلال بالمواعيد وغش أحيانًا بأن يأتوا بعامل المواصفات المطلوبة والعمل المطلوب غير متحقق في ذلك فيظلمون هذا المسكين ويظلمون رب العمل كل هذه من أخطاءهم ومن أخطاءهم متاجرتهم بأولئك وتأجيرهم بمبالغ زائدة ثم لا يعطون العامل إلا جزء منه ويتلاعبون بأموالهم ويستغلونهم بأمور غير مشروعة كل هذا من أخطائهم فالواجب تنظيم هذه المكاتب والأخذ على أيدي المخالفين والكاذبين منهم والمتجرين بالعمالة الذين يعيشون على أكتاف أولئك ولا يعلم هؤلاء أن هذه الأموال التي تأتي من هذه الطرق المشبوهة الخبيثة أموال سحت أموال محرمة أموال تمحق البركة بركة المال والعمر والولد أموال لا خير فيها فليتق المسلم ربه ولتكن معاملته بالصدق والأمانة والوفاء إن كثير منهم يأجر العامل بـ 1500 ولا يعطيه إلا نصفها أو ثلثيها والباقي يأخذه بأي دليل وبأي حق يستحق هذا إن هو إلا الظلم والعدوان واستغلال جهل أولئك وقلة إدراكهم فيتلاعبون بهم من حيث لا يشعرون إن كثير من هذه الصراعات إنما تأتي من أسباب الظلم والعدوان فلو التزم المسلمون بالأدب الشرعي في التعامل مع العمال والخدم التزموا الأدب الشرعي لعاش الناس في خير وسلامة وعافية ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير.
واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).



اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.


منقول
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=116314


 

رد مع اقتباس