نفساني - عرض مشاركة واحدة

05-07-2011, 02:08 AM

حاملة المسك..

لا تشكي لي أبكي لك

فنحن في مركب واحدة وأنت تعرفين هذا جيداً، ولكن وضعي أصعب من وضعك بكثير وأنت تعرفين هذا جيداً أيضاً
وأوافقك تماماً على مقولة ...... لا يفتأ يغيب ثم يعود ليقتلني الف مرة
فالهم يعود كلما طردناه وتجاهلناه ولكنه يعود ويتسلط أحياناً وكأن الأمر قد حدث للتو، وخصوصا آخر الليل عندما يحل السكون، ويبدأ المخ بإفرازاته المزعجة وتقليب الملفات والصفحات المحزنة والمحبطة.

ولكن يبدو يا حاملة المسك.. أنك تجدفين ببطء في ذلك المركب، وبالتالي وصولك لشاطىء الأمان قد يطول
وتبكين على (اللبن المسكوب) كثيراً وتتلذذين بذلك البكاء

حاملة المسك..

هناك عدوان لدودان لنا في هذه الحياه إن لم نتصدى لهما ونكافحهما بحزم وقوة معاناتنا تطول وجراحنا لا تبرى سريعاً الا وهما:

جلد الذات
والرثاء على الذات

نحن أحياناً قد نقع أسرى لتلك العيوب، ونجد فيها لذة وهمية، ولذلك تجدين أننا ندفن أنفسنا في المشكلة ونتلذذ بتعذيب ذواتنا، ظناً منا أن ذلك سيحفزها على النهوض والخروج من الأزمة، على طريقة المعلم الذي يضرب الطلبة كي ينجحوا في التعليم.

حاملة المسك..

الجراح والآلام.. تختلف وتتفاوت في حدتها، فمنها ما يبرى في شهر، ومنها ما يبرى في سنة، ومنها ما يستمر سنوات، فالصبر هو المخرج والمرهم الوحيد للخلاص من كل الجراح.

لكن.. هناك بعض الأشياء والعوامل المساعدة التي تساهم في تخفيف وطأة وحدة الجراح، وهي الابتعاد كلية عن جلد الذات ورثائها، والتسامح مع النفس وعدم القسوة عليها، وتحميلها الاوزار والأخطاء التي قد لا تكون مسؤولة عنها، وحب النفس، ومصادقتها، وتدليلها، ومكافأتها، والترويح عنها، والتجاهل وعدم الاسترسال مع الأفكار المزعجة وخصوصا آواخر الليل، كلها أشياء وعوامل تساعد على تخطي الأزمة وتلاشيها بأسرع وقت.

لرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً
وعند اللـــــــــــــه منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكـــــــان يظنها لا تفرج

حاملة المسك..

أنت طيبة وتساهلين كل الخير
والله لن يتخلى عنك.

فاصبري’’’’’’’’