"" التحرش ومضايقات النساء في العمل ""
مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى عندما أمرنا بعدم الإختلاط ، كان ذلك لحكمة منه سبحانه ولحماية أعراض المؤمنين ، ولعدم فتح باب للمعصية ولدخول الشيطان منه .
ولكن عندما يتحول المجتمع إلى مجتمع مختلط ، بغض النظر عن مكان الإختلاط أهو عمل أم سوق أم شارع ، فالمجتمع هو مجتمع مختلط ، بعد خروج المرأة من البيت نظرا لأسباب كثيرة منها ما هو مبرر ومنها ما هو غير مبرر .
ما يهمني هنا ، هو الحديث عن ما بعد خروج المرأة ، والنظر للأمور من منظار واقعي بحت ، لوضع حلول وتصورات لحماية المرأة وصون كرامتها وشرفها .
ففي مجال العمل ، تتعرض النساء للتحرش الجنسي من الرجال بشكل متكرر . ففي أغلب مجالات العمل إن لم يكن كلها ، والتي تجمع بين الجنسين في مواقعها ، تجد أن النساء يتعرضن لمضايقات ولتطاول من جانب الرجال .
وهناك بالطبع أسباب كثيرة أدت إلى تطاول الرجل وتجرأه بهذه الوقاحة وتماديه في أحيان كثيرة دعونا نستعرض بعضها :
1 ) بعض الرجال ينظرون إلى سكوت المرأة التي تحترم نفسها ، على أنه قبول ودعوة للمزيد .
2 ) الحد الفاصل بين المزح البرئ والحديث العادي ، يكاد يكون غير واضحا ، والسبب أن كل انسان يضع تلك الحدود حسب تربيته وأخلاقياتهت ومفاهيمه . وعلى المرأة أن تعي تماما أن الرجل لا يمكن أن يتجاوز حدا تضعه هي وتصر عليه .
3 ) على المرأة ألا تتمادى في الحديث مع الرجال في غير شؤون العمل .
4 ) على المرأة أن تعي تماما أن الفرق كبير بين حيائها وبين شرفها وأن الأخير أهم بكثير من أن تخجل وتتستر على التجاوزات .
5 ) على المرأة ألا تتحدث عن زوجها ومشاكلها في العمل ، حتى مع زميلاتها ، لأن هناك من يوصل هذا الكلام للرجال والذين يرون هذا مدخلا للتوغل في حياة المرأة والتمادي معها .
6 ) على المرأة أن ترتدي ما هو محتشم ولا تضع من العطور والمكياج ما يثير الفتنة .
7 ) على المرأة أن تعي تماما ، أن طريقة تفكير الرجل تختلف تماما عنها ، وأن ما تراه هي عاديا ليس بالضرورة أن يفسره الرجل كذلك . فالحديث مع الرجال يجب أن يكون فيما يستوجب العمل ، مع ضرورة مراعاة اللياقة في الحديث وعدم التميع والتأنث .
8 ) ألا تسكت المرأة عن حقها ، ولا تنظر لأي تماد ٍ على أنه تافه أو لا يستحق ، بل عليها أن تنبه صاحب الفعل ، أو أن تشكوه لمن هو أعلى منه دون أي تردد .
9 ) على المرأة أن تنظر إلى زميلاتها وتختار بعناية الشريفة والمحترمة منهن .
طبعا تلك بعض النقاط التي طرأت على بالي ، ولكن يجب أن أنبه إلى مسألة مهمة وهي أنني وضعت المهمة على المرأة بشكل رئيسي ، ولكن يجب أن أوضح أيضا أنني أتهم الرجل بشكل رئيسي في نفس الوقت .
أعني بذلك ، أن المرأة هي الأساس في غلق الباب ودرأ الفتنة وقطع الشكوك ، فهي متى ما حصنت نفسها من كل تلك الجوانب وفرضت احترامها على الجميع ، ستضمن لنفسها أنها في الطريق السليم .
وأعلم أن البعض سيقول أنه رغم ذلك هناك من يتمادى ويتجرأ ولا يستحي ولا يخجل ، وهذا صحيح ، ولكن تبقى هذه الفئة الشاذة قليلة مقارنة بالتحرش البسيط والمضايقات العابرة . وهذا الشخص الذي نتحدث عنه هنا ، لا يتوقف عن ما يفعله إلا بوقفة صريحة في وجهه ، ومقاطعته تماما ، وعدم السماح له بخوض أي حديث خارج مجال العمل . وأعتقد تهديد هذه النوعية بالشكوى عند زوجاتهم كفيل بردعهم لأنهم أحقر وأقل قدرا من مواجهة تلك المشاكل داخل المنزل بل فلحوا فقط في التحرش بنساء المؤمنين وأعراض غيرهم .
أتمنى من كل أخت تقرأ هذا الكلام ، وتجد أنها قد تعرضت أو تعرف من واجه مشكلة كتلك ، أن تقف وقفة صريحة مع نفسها ، وتنتصر لكرامتها وكرامة كل امرأة مؤمنة . وأن تشجع كل من تعرف من النساء ، خاصة أولئك اللاتي التحقن توا في عمل مختلط أو على وشك الحصول على وظيفة مماثلة .
حمانا الله وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
|