|
أيها الليل..!! متى الرحيل؟؟؟
أيها الليل
رحل النهار وطوى بساطه الأبيض الجميل..وأقبل الليل بخطو ثقيل ليفرش رداءه الأسود ..على هذه الجميلة الخضراء.. التي انقادت مستسلمة لتكتسي حلتها السوداء...وأظلمت الأرض بعد أن كانت نورا.. وتغلغلت ظلمة الليل في كل أرجاءها..حتى لم يبق فيها مكان.. إلا وغشاه الليل بسواده... وقعدت أنتظر .. متى ينجلي هذا الليل؟ ومتى يغادر هذا الدجى البهيم ؟؟ ومتى تخلع الأرض حلتها المظلمة التي ألبستها مكرهة..؟؟.غير أنني انتظرت .. وانتظرت.. وانتظرت ..فطال بي الإنتظار... وطال الليل وطال مكوثه... حاولت أن أتصبر غير أن عرى الصبر انفصمت وبدأ يتسلل الملل إلى نفسي من طول الإنتظار.. فوقفت أخاطب الليل.. وقد خيل إلي أنه يسمعني.. فقلت له:
أيها الليل... لقد طال مقامك .. وطال جثمان ظلمتك فوق صدورنا... أما آن لك أن ترحل..أما آن لك أن تفك قيودك عن فجرنا المنتظر؟؟؟... أما آن لك أن تطوي لحافك الأسود.. عن حدائقنا الخضراء الجميلة..؟؟؟؟
أيها الليل..لقد لقد أذبلت الأزهار... وجففت الورود من عبيرها وشذاها...الذي كان يعبق الدنيا كلها.. بطيب رائحته.. فارفع عنها لحافك .. ودع عبيرها وشذاها وجمالها فما أحوجنا إليه..وإلى عطره الزكي.
أيها الليل.. لقد أطلت أحزاننا.. وعمقت جراحنا....وألبست كثيراً منا ثوب الحسرة واليأس... وخيل لبعضنا أنه لا فجر بعدك... فهلا رحلت وتركتنا نعانق فجرنا الأسير
ونحضن ربيعنا الذي انتظرناه طويلا..
أما آن لك أيها الليل أن ترحل .... فبرحيلك.. تمسح دمعات اليتامى.. وتجاب صرخات ..برحيلك.. يبزغ الفجر.. وينبلج الصبح.. وتشرق الأرض. ويبسط النور في كل أرجائها..
برحيلك ينشر الربيع جماله.. برحيلك أيها الليل يعود للأزهار شذاها.. ويعود للورود عبيرها.. وتعود للأشجار حياتها... برحيلك ترحل الآلام والأحزان .. والجراحات...
فهلا استجبت لتوسلي .. ورحلت... ..؟؟؟؟
همس الليل في أذني: لم تطيل الشكوى وتبث الأحزان وبيدكم .. رحيلي... إذا أردتم..... نعم أنت تملكون ذلك.. لكنكم خلدتم إلى ألأرض.. ورضيتم بالظلمة. فطأطأت رأسي خجلاً ورحلت عنه لكن .. قبل أن يرحل....
مما اعجبني وشعرت بمعناه
أختكم في الله
كنوز
|