عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-2010, 07:44 PM   #1
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
إِحْـسـَآسٌ ثــَآئِرٌ ..؛



هُدُوْوْوْوْوْءٌ ,,


انْهَارَتْ فِيْهِ حَوَاجِزُ ألْصَّمْتِ ,, وَ سَقَطَ كُلُ دَافِعٍٍ لِلِكَلَامِ ,,
لَوَامِسُ ألْجَسَدِ جَمَدَتْ ,, وَ لَهْفَةُ ألْنَّفْسِ سَكَنَتْ ,,
بَحْرُ ألْمَشَاعِرِ رَكَدَ ,, وَ نَارُ ألْخَدَّيْنِ خَمَدَتْ ,,


مَا كَادَتْ أَنْ تُفِيْقَ مِنْ هَوْلِ ألْمُفَاجَأةِ ,,
وَ تُـدْرِكَ أَنْ ألّذِيْ يَقِفُ مُقَابِلَهَا هُوَ حَبِيْبُهُا ألَّذِيْ انْتَظَرَتْهُ طَوَيْلَا ً ,,
حَتَّى اشْتَعَلَ الْجَوُّ ,, وَ أَضْحَىْ جَذْوَةَ أَحَاسِيْسٍ ثَائِرَةٍ ,,

بَرَقَتْ عَيْنَيْهَا ذَارِفَةً لَمْعَةَ نُوْرٍ سَاخِنَةٍ ,,
ثُمَّ رَكَضَتْ نَحْوَهُ تَسْقِيْ حِضْنَهُ بِألْعِتّابِّ ,,
وَ بِألْكَثِيْرِ ألْكَثِيْرِ مِنَ ألْأَنِيْنِ وَ ألْشَّجَّنِ ,,

تَأَمَّلَها طَوِيْلَا ًوَ هِيَ فِيْ حِضْنِهِ وَ مَلَامِحُهَا يَعْلُوُهَا الْسُّهَادُ ,,
مَسَحَ بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهُ عَلَىَ شَلَالِهَا الْأَسْوَدِ ,,
عَيْنَاهَا ذَبُلَتْ شَيْئـًا فَشَيْئـًا وَ هِيَ تَشْعُرُ بِدِفْئٍ يَغْمُرُ خَدَّيْهَا ,,
لَقَدْ كَانَتْ فِيْ حِضْنِهِ كَوَرْدَةٍ يَتَلَاعَبَ بِهَا نَسِيْمُ الْفَجْرِ ,,
وَ ألْنُّعَاسُ يُنَاغِيْهَا بَيْنَ ألْفَيَّنةِ وَ ألْأُخْرَى ,,
فَلَا تَكَادُ تَشتَمُ شَذَى ألْلَّهْفَةِ فِيْ أَنْفَاسِهِ حَتَّىَ تَفْتَحَ عَيْنَيْهَا ,,
وَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ كَقِطْعَةِ سُكَّرٍ تَتَمَوَّجُ فِيْ كَأْسٍ دَافِئٍ مِنْ الْشَايِ الْأَحْمَرِ ,,



قَرَّبَ شَفَتَيْهِ نَحْوَ مَلَامِحِهَا ألْذَّابِلَةَ شَوْقـًا وَ لَثَمَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهَا ,,
فَانْسَكَبَتْ دَمَعَاتُ ألْلَّهْفَةِ مِنْ مِحْجَرَيْهَا ,,
لَقَدْ اجْتَاحَ حَنَانُِهُ رُوْحَهَا وَ تَغَلْغَلَ إِلَىَ أَعْمَاقِ أَعْمَاقِ دَوَاخِلِهَا ,,
مَسَحَ ألْدَمْعَ عَنْ خَدَيّهَا بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهِ وَ تَسَآَلَ :



لِمَ ألْبُكَاءُ حَبِيْبَتِيْ ؟؟
لَا أُحِبُّ أَنْ أَرَىَ دَمَعَاتِكِ ,,


فَأَجَابَتْ :


حَبِيْبِيْ أَنَـآ ,,

ألْمَرْأَةُ تُلْجَأ ٌإِلَىَ ألْبُكَاءِ عِنَدَمّا تَعْجَرُ عَنْ ألْتَّعْبِيْرِ بِألْكَلَامِ ,,


كَثِيْرٌ مِّنَ ألْصَّمْتِ أغْرَقَهُمَا ,,

فَهُوَ عَاشِقٌ لِتِلَاوَةِ أَحَادِيْثِ عَيْنَيْهَا ,,

وَ سَيِّدَةُ قُلْبْهِ كَمْ تَعْشَقُ مَلَامِحَ رُجُوْلَتِهِ ألْمَمْزُوجَةِ مِنْ كِبْرِيَاءٍ وَ حُبٍّ وَ اشْتِيْاقٍ ,,

تَنْسَىْ كُلّ ألْبَشَرِ بَيّنَ يَدَيْهِ حَتَّىَ نَفْسهَا تَنْسَاهَا ,,
وَ لَا تَعُوْدُ تُفَكِّرُ إِلَّا بِعَاشِقْهِا ألْوَلَهَانِ ,,
وَ أُقْسِمُ أَنَّهُ يُعَمِّدُ إِلَىَ تَّلْقِيْنِهَا ذَلِكَ ألْنِّسْيَانَ لَحْظَة ًبَعْدَ لَحْظة ً ,,


بَيْنَ يَدَيْهِ لَا تُبْدِيْ إِلَا ألْطَّاعَةَ ,, وَ لَا تَرْفُضُ إِلَا عِصْيَانَهُ ,,
لَا تُسْمِعُ إِلَاهُ ,, وَ لَا تَرَىَ سِوَاهُ ,,
وَ لَا تَشْعُرُ بِغَيْرِهِ ,, وَ لَا تَشُمُ سِوَىْ عَشِقِهِمَا ,,

إِحَسَّاسْ فَرِيْدٌ ذَلِكَ ألَّذِيْ يَتَذَوَّقَهُ كُلَّمَا اقْتَرَبَ مِنْ شَفَتَيْهَا ,,
وَدِفْءٌ غَامَرٌ ذَلِكَ ألَّذِيْ يُعَانِقُ خَدَّيْهِ حِيْنَ تَحْتَضِنِهُمَا أَنْفَاسُ حَبِيْبَتِهِ ,,



ألْعِطْرُ يُغْرِقُ الْمَكَانَ ,, بِرَائِحَةِ تَمَازُجِ الْحُبِّ وَ الْرَّيْحَانِ ,,
وَ شَذَىْ ألْأَجْسَادِ عَبَقٌ ,, وَ ُيُشْتَمُّ فَيُذِيبُ الْكِتْمَانَ ,,

تَذْبُلُ ألْعُيُوْنِ شَيْئــًا فَشَيئــًا ,,
فَيُرْفَعُ ألسِّتَارُ عَنْ كُلِّ مَّكْنُوْنٍ ,,
وَ لَيْسَ لِلنَظَرَاتِ حِيْنَمَا تُمَارِسُ ألْحُبَّ سِوَىْ أَلَا تَحِيَْدَ ,,
وَ أَنَّ تُدِيْمَ ألْنَّظَرَ حَتَّىَ يَمَلؤُهَا ألْهِيّامُ ,,


شَلَّالُهَا أْلأْسوَدُ ألْمُنْسَابُ فَوْقَ كَتِفَيْهَا ,,
شُعَاعَاتُ نُوْرٍ مُتَمَاوِجَةٌ تَتَرَاقَصُ عَلَىَ أَنْغَامِ كَلِمَاتِهِ ,,
فَتُكْتَبُ أَطْرَافُ خَصَلاتِ شَعْرِهَا عَلَىَ صَدْرِهِ فَوْقَ قَلْبِهِ :


إِنِّيَ أُحِبُّكَ

يَا حَبِيْبِيْ

حَبًّـا

أُقْسِمُ

أَنَّهُ

فَوْقَ

كُلِّ

مَا

تَتَصَوَّرُ

:
:
:
:



هُـنَــ!


انْتَهَىَ حَدِيْثِيِّ عَنْهُمْـا ,,
وَ لَكِّنَّ رِوَايَة َحُبِّهِمَا لَمْ تَنْتَهِي ,,
وَ كُلَّمَا أَنْظُرُ فِيْ أَعْيُنِهِمْ أَقُوْلُ :

يَا لَهُ ُ مِنْ إِحْسَاسٍ ثَائِرٍ ذَآكَ ألَّذِيْ جَمَعَكُمَا !!


سُمُوّ ألْغَآمِضِِِِِِِِِِِِِِ!


المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة سمو الغامض ; 30-04-2010 الساعة 08:39 PM

رد مع اقتباس