عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2002, 07:58 PM   #21
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


8ــظلــم الازواج للزوجات ( حقيقة أم خيال)


(وعاشروهن بالمعرف)

قلّ أن تخلو المجتمعات من بعض الظواهر الاجتماعية السيئة حتى في الأزمنة

الطاهرة أزمنة النبوات ، ومن هذه الظواهر السيئة على سبيل المثال المشاكل

الأسرية والخلافات الزوجية ؛ حيث وقوع الظلم من الزوج للزوجة أو العكس ، أو

وقوع الظلم على الأولاد من الزوجين أو العكس ، أو وقوع الظلم بين الأولاد


أنفسهم .. وهكذا ، ولكن من خلال متابعتي للصحافة منذ مدّة رأيت تركيزًا على

قضية ظلم الأزواج للزوجات سواء من قبل الكتاب أو الكاتبات أو رسّامي

الكاريكاتير ، حتى خيّل لبعض القراء أنه لا يمكن أن يوجد بيت في بلدان

المسلمين يعيش الحياة الزوجية المستقرة المطمئنة ، فأحببت أن أبدي وجهة

نظري حيال هذا الموضوع فأقول :



1- إن من الثوابت التي ينبغي أن يفهمها ويحرص عليها المسلم المحب لمجتمعه

وأمته المسلمة هو مفهوم (الأمن الاجتماعي) ومن متطلباته الاجتماع والوئام

ووحدة الكلمة ، ومن متطلبات ذلك الكف عن إثارة الصراعات والنزاعات لتقوم

الحياة على المودة والرحمة ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )(الروم/21) ، وعلى

التكامل والتداخل والتشاور والتناصح ،وعلى المولاة الإيمانية والتعاون على

مكارم الأعمال : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ

سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة:71) .



2- إن ظلم بعض الأزواج للزوجات ووجود الصراع فيما بينهم أمر وارد ، بل هو

موجود ؛ لكن بنظرة العقلاء المنصفين المتجردين من الهوى ، هل هو يشكل

ظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية تستحق هذا الزخم من الطروحات ؟ أظن أن

جواب المنصف المتجرد : (لا) بملء فيه .



3- إن عرض صور المجتمعات الغربية فيما يحدث بين الأزواج والزوجات هناك من


الصراعات كأنموذج لمجتمعنا المسلم المحافظ أمر مرفوض من قبل العقلاء

الصالحين ؛ لأن المجتمع هناك غالبه مبني على الخيانة والضياع الشقاق ، وما

حادثة رئيس أكبر دولة في العالم منا ببعيدة ، وإليك بعض الإحصائيات مما

تعانيه المرأة هناك ؛ فمثلاً في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف

مكالمة سنويـًا من نساء يضربهن أزواجهن ، على مدار السنين الخمس عشرة

الماضية ، وأن 79% من الأمريكيين يضربون زوجاتهم ، و 83% دخلن

المستشفى سابقـًا مرة واحدة على الأقل للعلاج من أثر الضرب ، وإن مائة ألف

ألمانية يضربهن الرجال سنويـًا ، ومليوني فرنسية يضربهن الرجال سنويـًا .


كل هذا في أرقى المجتمعات كما يُزعَم ؛ فما بالك في المجتمعات الغربية

الضعيفة والجاهلة ؟ بعد هذا ؛ هل يعقل أن تقاس مجتمعاتنا المسلمة الواعية

بتلك المجتمعات التائهة الضائعة ؟



4- إن تكرار مثل هذه المعاني عبر الصور الكاريكاتيرية والكتابات والتحقيقات


يحكي التعميم على كل طبقات المجتمع ، والتعميم في الأحكام دون علم وتدقيق

أمرٌ نهى عنه شرعنا الحكيم ؛ فما بالك في التعميم في أمر يخل بأمن البيوت

ومن ثم أمن المجتمعات الإسلامية كلها ؟



5- إن الخلافات الزوجية سنّة إلهية قديمة قدم البشرية يمتحن فيها الزوجان ،

وقد نزلت آيات عديدة من أجلها ، بل سميت سور بها كسورة الطلاق مثلاً ، فهل

تضيق المجتمعات الإسلامية ذرعـًا بكل مؤسساتها وأفرادها ببعض هذه الخلافات

الطبيعية التي لها حل في شرعنا الكامل الشامل الموافق للفطرة حتى تعلن

هزيمتها أمام الملأ ؟


6- إن الذين ينظرون هذه القضية " ظلم الأزواج للزوجات ووجود المشكلات


والنزاعات " سواء من الكتّاب أو الكاتبات أو رسّامي الكاريكاتير لا يخرجون عن

أحد صنفين :


أ - إما عن حسن نية وقصد للإصلاح وتنبيه بعض الأزواج لفداحة ما يقعون به ؛

فهم مأجورون إن شاء الله .


ب - أما الصنف الثاني فهم الذين يتخذون أفعال الخصومة والنزاع فيما بين

النساء والرجال مطية ووسيلة إلى هدف آخر ممقوت وهو مناداة المرأة لإعلان

التمرد على الأزواج ، ونفي القوامة الشرعية ! فهذه دعاية تصادم الشرع من

أدعياء تحرير المرأة .


7- أقول لكل مسلم رضي بالله ربـًا وبالإسلام دينـًا ، وبمحمدٍ نبيـًا : قد كفيت همّ

حقوق المرأة ؛ فشرعك قد تكفّل للمرأة بكامل حقوقها ؛ فما عليك سوى

الاطلاع على شرعك والنهل من معينه الصافي العذب ، فستجد فيه الدواء

الشافي والجواب الكافي ، وإليك مثالاً واحدً يبين قدر تحميل الإسلام الرجل

مسؤولية المرأة : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما صح عنه : " اللهم إني أحرّج

حق الضعيفين : اليتيم والمرأة " .



ولو أن المجال يتسع لذكرت من الآيات والأحاديث الشيء الكثير ، وحسبي أن

الجميع يعرف مثل هذه الأمور في مجتمعاتنا الإسلامية والحمد لله .



وانتظــروا المــزيـــــــــــد




البتار


 
التعديل الأخير تم بواسطة البتــار!!!! ; 09-12-2002 الساعة 08:05 PM

رد مع اقتباس