عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-2010, 11:38 PM   #6
أحمد بن محمود
أخصائي نفسي


الصورة الرمزية أحمد بن محمود
أحمد بن محمود غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27569
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 15-12-2011 (09:13 PM)
 المشاركات : 934 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة واسلام على أشرف المرسلين أما بعد:
في البداية يجب لنا تحديد مفهوم للشذوذ الجنسي حيث يعتبر نمط من السلوك الجنسي يقوم على الانحراف على النمط المعياري لحصول على اللذة الجنسية و من مؤداه أن يفصل المرء التوجه بعلاقته الجنسية الى أحد أفرادمن نفس جنسه. و هذا الشذوذ يحدث لدى الرجال و النساء و يسمى عند الرجال باللواط و عند النساء ب السحاق .
و الفرق بين الشذوذ الجنسي و الانحراف الجنسي موجودا معنا و لفظا و واقعا فالانحراف هو الانحراف عن الطريقة الطبيعية والحالة السوية الى حالة ليست طبيعية وليست سويةعملا و أخلاقا .أما الشذوذ الجنسي فهو حالة أكثر من الانحراف أي هو حالة باتولوجية مرضية .
اذن الفرق يكمنبين الخروج من الشيء و الابتعاد عنه.
و من بين أهم الأسباب التي تؤدي الى ظهورالشذوذ هي التحرشات الجنسية على الأطفال مما ينجر عنها عدة انعكاسات نفسية حيث تختلف هذه الانعكاسات باختلاف سن الطفل وباختلاف هذه التحرشات من لمس ومشاهدة واعتداء وباختلاف شخصية كل طفل أيضا .
لدى لا يمكننا حصر هذه الانعكاسات في قالب واحد مادام علم النفس يعتمد على فردانية الشخص .الا أنه وان حصل تحرش جنسي يمكن أن يؤثر على الطفل من ناحيتين:
بلوغ هذا التحرش الى مسامع الغير يجعل قضيته متداولة على لسان الجميع ، و بالتالي الكلام عليه لا يخلو من النعوت والأوصاف وما شابه ذلك حيث يكسبه نوع من التمييز الذي يؤدي بدوره الى الوصم .
ربما تكرار هذا مرارا على الطفل و بمرور الوقت سيرسخ في ذهنه وربما سيجنح الى الشذوذ أو ربما لا يحدث هذا ويؤدي بالطفل الى السقوط مريضا في احدى الاضطراات النفسية.
أما الحالة الثانية فمن وجهة نظري فتكرار هذا التحرش مرارا يكون بمثابة سلوك معزز الذي سيؤدي بالطفل الى الانحراف الجنسي والسقوط في الشذوذ تحت حالتين:
اما بصفة من يقام عليه الجنس ،أو من يقوم بالجنس( تحت شعار الانتقام).
ولكن يلزم أن يكون في هذه الحالة الثانية عامل التكرار.
فتحرشات اللمس ،المشاهدة ،الاعتداء هي متفاوتة في التأثير من منطلق المفهوم ومن حيث جسامته.ولكن في الحقيقة بأن هذه الأنواع الثلاثة متفاوتة التأثير ليس من حيث جسامة التحرش و لكن من حيث نوعيةشخصية كل واحد.فاذا كان التحرش بسيط ضد شخصية هشة كان له بالغ الثأثير. ولكن و بالرغم من وجود قسوة في التحرش ضد شخصية قوية و مرنة لا تخوف على ذلك الطفل .
وباختصار شديد تختلف الانعكاسات باختلاف شخصية كل طفل و نوع تربيته.
بالنسبة للفترة الزمنية الحساسة والأكثر خطورة من جراء تعرض الطفل الى تحرش جنسي .حيث من وجهة نظري بأنه مادام الفرد على قيد الحياة تعتبر فتراته الزمنية ذات أهمية و حساسة لأي تحرش الا أنه يمكن تقسيم مراحل نمو الفرد الى ثلاث أطوار كبرى :
- من الميلاد الى غاية سبع سنوات .
- من سبع سنوات حتى نهاية سن المراهقة
- مرحلة الرشد
ففي الطورين الأولين تكون شخصية الفرد في نمو و هي في تطور مستمر .
و الفترة الحساسة أكثر هي مرحلة الطور الثاني (من سبع سنوات الى نهاية المراهقة )
فالسؤال المطورح هو لماذا صرفت النظر عن الطور الأول و الثالث .و الجواب هو أنه في الطور الأول الطفل لايزال في العلاقة الثلاثية أم -طفل -أب .حيث لم يتسنى له الدخول في الاجتماعية وادراكه للمواضيع محدود بالمقارنة مع السنوات القادمة.أما بخصوص الطر الثالث يتميز بثبات الشخصية واكتمال نموها الا أنه لا يجب انكار بعض العوامل الخارجية التي يمكن أن تسقط الراشد في قالب الشذوذ.
و تركيزي على الطور الثاني يعود أساسا الى المعطيات المتواجدة فيه من النرجسية و الاجتماعية و ظهور الحب و البحث عن شريك الحياة و أهم شيىء هو اعتبار الفر بأن المجتمع هو مرآته التي يرى من خلالها شخصيته.


 

رد مع اقتباس