عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2010, 06:48 AM   #167
سواح
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سواح
سواح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28702
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : 06-08-2020 (01:36 AM)
 المشاركات : 694 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Khaki


قرأت كثيراً من مشاركات ومعاناة الاخوه الاعضاء، التي تتحدث عن معاناتهم مع الرهاب، وكانت غالبية المشاركات تتمحور
حول العلاج الدوائي (العقار) وانواعه، وكيف ان هذا استفاد من هذا العلاج وذاك خاب ظنه به، والكل يغني
على دوائه، والذين تقدموا في العلاج ينسبون ذلك الى( الدواء) والذين تأخروا ايضاً ينسبون تأخرهم الى عدم فاعلية
الدواء، ولم يمر بي خلال مروري على المشاركات، من يتحدث عن دوره هو في العلاج الا ماندر.




انا شخصياً عانيت كثيراً من (الرهاب) ومازلت اعاني، وقد وصلت الآن الى نهاية (الثلاثينات) من العمر، ومازلت
في صراع معه، ولكن ليست المعاناة كما كانت في السابق، فقد قطعت شوطاً لابأس به في مواجهة هذه المشكلة
وبدون اي (علاج دوائي) ــــ ماينطبق علي ليس بالضرورة، ينطبق على غيري ــــ ولكن هذا مانجح معي
ففي البداية.. كنت اشعر( برهبة) شديدة من التحدث امام الآخرين، حتى لوكانوا ثلاثة اشخاص، ولا اتجرأ ان انطق
بكلمة عندما اكون مع الآخرين، لدرجة ان احد الشباب قال لزميلي، هل صاحبك (اخرس) وكنت اشعر اني غير مؤهل
للكلام مع الآخرين واخشى ان يكون كلامي موضع سخرية منهم او اني لااملك مهارات الحوار مع الاخرين، وبالتالي
لم استطع ان اكون اي علاقات صداقة ناجحة مع الاخرين، وكنت اكره (المناسبات الاجتماعية) في الله، ولااطيق حتى
التفكير فيها واهرب منها، ولااحضر مناسبات ولازواجات ولا ولائم ولااعياد ولااي شيء، وكل شيء فيه احتكاك مع
الناس لااطيقة واهرب منه، وتركت وظائف عدة لانها تجعلني في مواجهة مباشرة مع الجمهور.
كنت اعتقد وقتها ان المشكلة.. سوف تعالج نفسها مع الوقت، واتخلص منها مع مرور الزمن، دون بذل اي جهد
مني ولكن ذلك لم يحصل، فالمشكلة هي هي لم تتغير من مرور الوقت، والهروب من المناسبات الاجتماعية والتعامل
مع الناس وتكوين الصداقات امور لابد منها فأنا لن استطيع الهروب منها مدى الحياة، وانا انسان والانسان اجتماعي
بطبعة وفطرته ولابد ان يكون له علاقات مع الناس.





فبدأت ابحث عن الحل.. لم يخطر ببالي حقيقة العلاج الدوائي، فقد كنت على علم ان المشكلة منذ النشأة والعلاج الدوائي
قد يفيد في فترة معينة، ولكنني اريد وابحث عن حلول (جذرية) وليست وقتية، فبدأت اقرأ عن هذه المشكلة وابحث عن
الكتب التي تتحدث عن الرهاب وعلاجه، واستشير المتخصصين في علاج هذه المشكلة.
فخلاصة ماوصلت اليه.. ان علاج هذه المشكلة، يعتمد على العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي، وتقبل هذه
المشكلة وعدم الشعور( بالعار والنقص) منها، والاستعداد والتدرب على مواجهتها
والذي نجح معي بالفعل.. هو ( تقبلها ـــ ومواجهتها) فالبداية كانت بتقبل هذه المشكلة، يعني بدأت اتقبل ان هذه
المشكلة عندي ويجب ان لااشعر بالنقص تجاهها والخجل منها، فهل انا الوحيد الذي اعاني من هذه المشكلة
غيري كثير يعاني من نفس المشكلة ووجد حل وتعافى منها، وانني لابد ان امارس حياتي بشكل عادي حتى لوظهرت
اعراض هذه المشكلة امام الآخرين.
ولكن الحل السحري لعلاج هذه المشكلة الذي نجح معي بالفعل هو (التعريض او التعرض) للمواقف التي اخاف
منها، ومواجهتها وعدم الانسحاب منها، وكنت اتدرج بمواجهة المواقف، واحاول ان اتحدث امام مجموعة قليلة
ثم اكثر، الى ان بدأت اتحدث امام مجموعات كبيرة جداً، الى ان وصلت ان اتحدث في مجموعات اجتماعية ومراكز
تأهيل، ومراكز اصلاح يحضرها المئات من الناس، وبدأت بتكوين العلاقات مع الآخرين بشكل مبسط وتدرجت الى
مجموعات اكبر، وأعمل في وظائف فيها تعامل
مباشر مع الجمهور، والوظيفة التي اعمل بها الآن على علاقة مباشرة بالجمهور، وبدأت احضر المناسبات والاعياد
والولائم بنفس الطريقة(ولكن بصعوبة اكبر) ولكنني احضر على
كل حال، فأنا اشبه الذي يعاني من الرهاب بالذي لايجيد السباحة ويخاف منها، فلو صرفت له صناديق ادوية، واحضرت
له فرقاً طبية، وجمعت له البشر كلهم، لكي ينزل الى البحر وهو بداخله لايريد ويشعر انه لايملك الشجاعة للقيام بهذا
الشيء فلن يستطيع القيام به، ولو بادر بقفزه واحدة وتشجع، لربما اصبح من امهر السباحين بعد هذه المحاولة.





جربوا واقفزوا ولو لمرة واحدة.. فقد تصبحوا من امهر السباحين بعدها لم لا.
آسف على الاطالة.


 

رد مع اقتباس