عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-2009, 01:31 PM   #75
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue




مبحث علاقة الشيطان بالانسان وأهم أسلحته:

ليس في كتاب الله تعالى ما يدل على أن هناك أي تأثير للشيطان على الإنسان إلا بالوسوسة والإيحاء والدعاء:

1- قال الله تعالى عن إبليس حين تملّص من تبعات إضلاله العباد:
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(إبراهيم:22).
وهذا في مقام الاعتراف، والاعتراف كما يقال: أصرح الأدلة، ولما كان هذا الاعتراف أمام الخلائق كلها، ولم يوجد أحد يعترض على هذا الكلام دل على صدقه في نفسه، هذا مع حاجة الناس إلى أن يدفعوا عن أنفسهم تبعات هذا الضلال الذي وقعوا فيه.

2- إن الله تعالى قد أخبر نبيه عن أحوال الأمم الماضية فقال:"تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمْ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(النحل:63)
فلو كان للشيطان سبيل على الإنسان غير ما هو مبين في هذه الآية من التزيين لوجب بيانه لأن هذا في مقام بيان أحوال الأمم الماضية مع الشيطان تحذيرا للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته من مكائده.

3- ذكر الله تعالى في غير موضع أنه ليس للشيطان على عباده سلطان، كما في (الحجر:39-43). ولنتأمل معا قوله تعالى:" قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"
فإنه صريح في ما أُعطي الشيطان من اقتدار على الإنسان، وأنه ليس إلا الوسوسة والإغراء والإغواء والتزيين. وليس التسلط.

4- قال الله تعالى وهو يحكي من تكبر إبليس وطغيانه:" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف:16-17).
فلو كان للشيطان اقتدار على أن يتحكم في جسم الانسان، وأن هذا الطريق يحقق له أمانيه في صد الناس عن سبيل الله، فلِمَ لم يقل: لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن دواخلهم؟

5- ثَمّ هنالك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تكون في ذات المحل من الاستنباط نذكر منها ما يلي:
ورد عن ابن عباس وغيره أن بعض الصحابة شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه من عنت الشيطان في عباداتهم فقال لهم جوابا ورد بعدة صور هي: "الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة"
و " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"
و "الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة"
و " الحمد لله الذي لم يقدر لكم إلا على الوسوسة"[1].


(يتبع)




-----------------------------------
[1] . ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج1ص67، وأحمد بن شعيب النسائي، ت(303هـ)، سنن النسائي الكبرى، تحقيق عبد الغفار البنداري وسيد حسن، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1، سنة1991م، ج6ص171. وأبي داوود، سنن أبي داوود، ج4ص329. والطبراني، المعجم الكبير، ج10ص338.


 

رد مع اقتباس