01-11-2009, 02:22 PM
|
#3
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
الدعوة إلى علو الهمة
يقول الإمام ابن الجوزي:
من علامة كمال العقل علو الهمة! والراضي بالدون دنيء!!.
ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام.
***
فصل عظمة الهمة
يقول الإمام ابن الجوزي:
دعوت يوماً فقلت: اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك فعارضني وسواس من إبليس فقال: ثم ماذا أليس الموت فما الذي ينفع طول الحياة.
فقلت له: يا أبله.
لو فهمت ما تحت سؤالي علمت أنه ليس بعبث.
أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي فتكثر ثمار غرسي فأشكر يوم حصادي.
أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة لا والله لأني ما كنت أعرف الله تعالى عشر معرفتي به اليوم.
وكل ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة واطلعت على علوم زاد بها قدري وتجوهرت بها نفسي.
ثم زاد غرسي لآخرتي وقويت تجارتي في إنقاذ المباضعين من المتعلمين وقد قال الله لسيد المرسلين: " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ".
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزيد المؤمن من عمره إلا خيراً.
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة.
فيا ليتني قدرت على عمر نوح فإن العلم كثير وكلما حصل منه حاصل رفع ونفع!
ما يطيقه البشر وما لا يطيقونه من التكليف
يقول الإمام:
تفكرت يوماً في التكليف فرأيته ينقسم إلى سهل وصعب.
فأما السهل فهو أعمال الجوارح إلا أن منه ما هو أصعب من بعض فالوضوء والصلاة أسهل من الصوم والصوم ربما كان عند قوم أسهل من الزكاة.
وأما الصعب فيتفاوت فبعضها أصعب من بعض.
فمن المستصعب النظر والاستدلال الموصلان إلى معرفة الخالق.
فهذا صعب عند من غلبت عليه أمور الحس سهل عند أهل العقل.
ومن المستصعب غلبة الهوى وقهر النفوس وكف أكف الطباع عن التصرف فيما يؤثره وكل هذا يسهل على العاقل النظر في ثوابه ورجاء عاقبته وإن شق عاجلاً.
وإنما أصعب التكاليف وأعجبها أنه قد ثبتت حكمة الخالق عند العقل ثم نراه يفقر المتشاغل بالعلم المقبل على العبادة حتى يعضه الفقر بناجذيه فيذل للجاهل في طلب القوت.
ويغني الفاسق مع الجهل حتى تفيض الدنيا عليه.
ثم تراه ينشيء الأجسام ويحكمها ثم ينقض بناء الشباب في مبدأ أمره وعند استكمال بنائه ثم تراه يؤلم الأطفال حتى يرحمهم كل طبع.
ثم يقال له: إياك أن تشك في أنه أرحم الراحمين.
ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون ويقال له: أعتقد أن الله تعالى أضل فرعون واعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة وقد وبخ بقوله: " وعَصَى آدَمُ رَبَّهُ ".
وفي مثل هذه الأشياء تحير خلق حتى خرجوا إلى الكفر والتكذيب.
ولو فتشوا على سر هذه الأشياء لعلموا أن تسليم هذه الأمور تكليف العقل ليذعن وهذا أصل إذا فهم حصل السلامة والتسليم.
.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 01-11-2009 الساعة 02:24 PM
|