عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2009, 12:15 AM   #1
أحمد بن محمود
أخصائي نفسي


الصورة الرمزية أحمد بن محمود
أحمد بن محمود غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27569
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 15-12-2011 (09:13 PM)
 المشاركات : 934 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
نعم للروح الرياضية.......



الرياضية....... 2369806037_1.jpgبقدر ما غمرني الفرح -على غرار معظم الجزائريين- بانتصار فريقنا الوطني لكرة القدم في مواجهته الرياضية الصعبة أمام الفريق الوطني الرواندي، بقدر ما أدهشتني وأحزنتني تعاليق وتلميحات الصحف الجزائرية والمصرية، والقنوات الفضائية، والمواقع الالكترونية، حول المقابلة الكروية التي دارت بين المنتخب الجزائري والمنتخب المصري يوم 7 جوان 2009 بالجزائر، أو المباراة المرتقبة بين الفريقين العربيين الشقيقين التي ستقام يوم 14 نوفمبر 2009 بالقاهرة، فهي تعاليق خرجت في مجملها عن الروح الرياضية، وعن روح الأخوة والاحترام المتبادل بين الشعب المصري والشعب الجزائري، وعن ضوابط الاحترافية وأخلاقيات المهنة، إذ لم يصل مستوى الشحن العاطفي والتحريش العدائي لأنصار الفريقين ضد بعضها البعض في كل المقابلات الأخرى التي لعبها الفريقان ضد الفرق الأخرى في إطار التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم.

ربما يقول قائل إن الاهتمام الزائد والحماس المتفجر بين الأنصار ووسائل الإعلام المصريين والجزائريين يعود إلى عامل الحسم الناتج عن انتصار فريق على آخر للفوز بتأشيرة التأهل لمنافسة كأس العالم التي ستجرى في العام المقبل (2010) بجنوب إفريقيا، حيث يحتل الفريق الجزائري المرتبة الأولى في مجموعته متبوعا بالفريق المصري الذي حافظ على حظوظه كاملة للتأهل، ولكن أهمية المباراة بين الفريقين لا تبرر لوسائل الإعلام سواء في الجزائر أو مصر الخروج عن حد الحماس الكروي وحرارة المناصرة إلى الإساءة إلى مشاعر الشعبين وإلى تاريخهما المشترك، والقفز فوق قواسمهما المشتركة الدينية واللغوية والقومية والمصيرية، بتأجيج مشاعر العدواة والبغضاء، وتكدير الأجواء الرياضية، وتبادل التهديد والوعيد، وكأننا نغتنم أتفه الفرص لافتعال العداوة، وإثارة الأزمات بين الأشقاء.
فالصحف دخلت في منافسة محمومة في صياغة العناوين الغليظة و"المانشتات" اللافتة حول "الحرب" و"الموقعة" و"الثأر" والمطالبة "بقطع اللسان"، ولم تكن الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية المصرية أقل تهريجا أو تشنجا أو استعداء.
بل من المحزن أن نقول بأن الانزلاق التعبيري بدأ في الصحف المصرية التي كان من المفترض أن تكون على مستوى عال من الاحترافية والموضوعية نظرا لريادتها في العالم العربي، وتعدد الكفاءات الموجودة فيها، ولكن تعبير "أنفلونزا الكسكسي" وادعاء تسميم المنتخب المصري في الجزائر كانت أشبه بالنفخ في الجمر، أو صب البنزين على النار!
ومن الإسفاف الحقيقي أن يتحدث كل طرف عن تجاوز الطرف الآخر للخطوط الحمراء، ولكن لم يفرض أي طرف إلزام نفسه بقواعد اللياقة أو الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتم تجاوزها بأي حال وفي أي ظرف.
وقد أدى هذا الجو المشحون، والقصف الإعلامي المتبادل، بين أبناء البلدين العربيين الكبيرين الشقيقين (الجزائر ومصر) إلى تشفي الصحف الغربية والصهيونية، فكتبت عما أسمته "مباراة الكراهية" بين مصر والجزائر، وكلها أمل –على ما يبدو- أن تزداد شقة التنافر بين أنصار فريقي البلدين عمقا واتساعا!
ولكن ورغم أهمية المباراة من حيث الحسم في تعيين المتأهل لكأس العالم من بين الجزائر ومصر، ومقدار الإثارة والتشويق اللذين سيطبعان اللقاء -بدون شك –حتى آخر دقيقة من المباراة، فإن العقلاء وهم من نخبة الرياضيين ومن أصحاب الخبرة والحكمة سواء في الجزائر أو في مصر بادروا إلى وضع أمور المباراة في إطارها الصحيح، وسعوا بحكم عمق تبصرهم إلى القيام بدور رجال المطافئ لأجواء تتنافس الصحافة الجزائرية والمصرية في إشعالها وتسعير لهيبها، فقد صرح –على سبيل المثال- المدرب الوطني السيد رابح سعدان قائلا:"الخوض في حرب إعلامية بين مصر والجزائر أمر غير أخلاقي، لأننا في النهاية بلدان شقيقان، ولدينا تاريخ مشترك، والأحسن كرويا هو الذي يتأهل وبمثل العرب في كأس العالم، وبالتالي الحديث عن حرب إعلامية بين منتخبين شقيقين لا جدوى منه" [الخبر 14-10-2009].
ومن جهته قال الحارس الدولي السابق للمنتخب المصري والنجم التلفزيوني الكابتن أحمد شوبير:"لقد لعبت ضد المنتخب الجزائري وهو يملك أشهر نجومه على غرار بلومي، ماجر، مناد، وتعادلنا بقواعدهم، ورغم ذلك لم نر منهم سوى الخير، وفي العودة فزنا عليهم ولم يحدث أي شيء، بل بالعكس كانوا السباقين لتشجيعنا في مونديال إيطاليا، وأشهد أن التهاني التي وصلتني من الجزائر بعد تألقنا وتعادلنا مع هولندا كانت أكثر حتى من المصريين، وقد حدث هذا لكوننا شعبا واحدا لا يمكن أن نعكر صفو هذه العلاقة لأجل لعبة، فمن حق كل طرف أن يحلم بفوز فريقه، لكن بعيدا عن الضغط والتصرفات السلبية الزائدة"[الفجر 14-10-2009].
أما اللاعب الدولي، ونجم فريق كرة القدم الجزائري، والمدرب السابق رابح ماجر فقد قال:"أريد أن أقول للجماهير المصرية إننا بصدد مباراة في كرة القدم ولسنا في حرب، مباراة 14 نوفمبر ما هي إلا مباراة في كرة القدم يفوز فيها الأفضل على أرضية الميدان، ويتأهل إلى المونديال، ويجب ألا تتعدى ذلك، وعلى جماهير مصر مساندة فريقها في إطار الروح الرياضية، وسواء كان التأهل مصريا أو جزائريا نهنئ المنتخب الذي يمر إلى النهائيات، لأنه سيكون منتخبا عربيا، لأن المباراة ستنتهي وتبقى الصداقة والمحبة بين الشعبين الشقيقين، ويجب ألا تأخذ أبعادا سياسية، ويحاول البعض تحويلها إلى معركة حربية..."[الفجر 14-10-2009].
فليتق الله الصحافيون والمعلقون الرياضيون فيما يكتبون وفيما يقولون حتى لا تنفتح أبواب فتنة عمياء بين الأشقاء بسبب مقابلة رياضية
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس