عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2009, 11:56 PM   #12
أبو مروان
................


الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 328
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
 المشاركات : 3,914 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب، واجتمع بهم كثيرممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى، من تفكك الأخلاق، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى، وساحل السلامة، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار، والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم، بالكتب والنشرات والجرائد، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب.
إنني لأعجب أكبر العجب، ممن يدعي النور والعلم، وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي، فخور بدينه، معتز بعربيته، ألا يخالف مبادئه الدينية، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعلم الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي، والمروءة، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة، التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوم بأمر عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف، فإذا عمل، فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده). فهل كان المؤسس - رحمه الله - متعسفاً جاهلاً متخلفاً ؟ .
إن الشيخ سعدا وغيره ممن وقف مناصحاً للملك في هذه المسألة وغيرها من المسائل التي تطبلون لها أو ترونها نتاجاً طبيعيَّاً أغير على الملك منكم وأكثر حبَّا له منكم وأكثر استجابة لقوله منكم وأكثر سمعاً وطاعة له منكم .
طالبهم الملك بأن يقولوا كلمة الحقَّ لا تأخذهم في الله لومة لائم فاستجابوا.
وطالبكم الملك بأن تكفوا عن نشر صور النساء فأعرضتم وتكبرتم .
طالبهم الملك بأن ينصحوا له ويبينوا له فاستجابوا وبينوا .
وطالبكم الملك بأن تتحروا المصداقية وتنشروا الواقع كما هو فاقتحمتم أسوار الكذب اقتحاما وجعلتم من صحيفتكم منارة للتلفيق وتزوير الحقائق .
طالبهم الملك بأن يخدموا دينهم وبلدهم وأمتهم فاستجابوا وجلسوا لنصح الناس وتعليمهم.
وطالبكم الملك بذلك ففتحتم أبواب الصحف للتوجهات المشبوهة التي لا توافق منهج هذه البلاد , وما شهادة سمو النائب الثاني – حفظه الله – عنَّا ضد منهجكم المخزي ببعيدة .
فأي الفريقين أكثر حمية على وطنه , ومحبة لولاته , ونصحاً لقادته , وإصلاحاً في مجتمعه ؟ .
وثمَّة أمر آخر فمن أنت حتى تأتي لتفصل في حال هيئة كبار العلماء وأن هذا لم يتمَّ اختياره بتوصية وإنما بدعم ورعاية من الملك – حفظه الله - , وكأنك بهذا تمُنُّ عليه أو تحاول إظهار نفسك وكأنك تملك أسرار البلد فضلا عن كون هذا القول يحمل في طياته اتهاماُ خطيراً لهذا الصرح العلمي الرسمي بحيث تحوَّل من كونه مرجعية علمية إلى دورة تربوية ومحطة تدريبية فهذا جاء بمساعدة الملك ولم يكن يحمل ما يؤهله لبلوغ هذا المنصب بمعنى أنه ليس أهلا للثقة وليس هو بالعالم الذي يستحق الأخذ عنه بل هو جاء بالواسطة ليس غير .
أعوذ بالله من الجهل والإسفاف وأعوذ بالله من الحمق فكم قتل صاحبه، وأعوذ بالله من الطيش والتهور والنزق فكم هو عدو للإنسان قبل عداوات الأعداء .
أما علمت يا جمال وأنت تتهجَّم على هذا الشيخ وتحاول التحريش عليه وتخاطبه وكأنه أحد أولادك الصغار أنك بهذا تهين الملك وتزدريه فالشيخ إن كان كما تقول جاء بدعم الملك فهو لم يخرج عن رغبة الملك وقال ما يتوافق وسياسة هذه البلاد ولا عذر لك في كون الملك أكثر حنكة ودراية فالملك ليس معصوماً ولا هو نبي مرسل أو ملك مُنَزَّل بل هو بشر يصيب ويخطىء وهو ليقينه بأنه كذلك وإدراكه أن المنافقين الذين يطبلون لكل أفعاله ولا ينصحون له لن ينفعوه عند الله شيئا فتح بابه وقلبه للنصيحة فهل تُراه يقبل النصيحة في شيء أصاب فيه مثلاً ؟ .
أما أن موقف الشيخ يصبُّ في مصلحة المتطرفين فهذه يمكن أن نجعلها نكتة الموسم يا خفيف الظل وإن كنت قد أتدخل في بعض شأن أسرتك الداخلي لأسأل : هل لعائلتك غيرك ؟ .
آخر من يتكلم عن دعم التطرف والمتطرفين في نظري هو أنت واتهامك للشيخ بذلك ولو من وراء وراء أو تلميحك بأن قوله يَصبُّ في مصلحة أولئك هذه دعوى سخيفة لا تصدر إلا من أحمق جاهل أو حاسد مبغض لأن إنكار الشيخ هو أول ما يقطع الطريق على المتطرفين ويفسد عليهم تهمة سكوت العلماء ومداهنتهم وأنت بجهلك في هذه المسائل تحاول تبرئة ممارسات المطبلين للمنكرات الساكتين عنها الذين يعتبر سكوتهم أو تطبيلهم أكبر مستند وورقة يساوم عليها المتطرفون.
والله إنه لمن السخف والسذاجة أن تتناول عالماً عبر صحيفتك التي قال عنها سمو النائب الثاني – حفظه الله – ما نصه : ( أنتم في صحيفة الوطن لكم توجه سيء ونوايا لا أعرف لماذا تبرزها صحيفتكم ... فأرجو أن يتغير هذا التوجه لما هو واجب عليها ... أما أن تستكتب الأخبار التي ليس لها أساس من الصحة وحسب أهوائها ضد العقيدة وضد الوطن فهذا لا يليق بأي صحيفة ولا بأي مواطن يعمل) وتحاول لمزه والتحريش عليه وهو محل الثقة والقبول ومن قبله أبوه وجده ولهم في حسن السيرة والنصح والصدق , مواقف لا تبلغها وملء الأرض من مثلك قولاً , فضلاً عن أن تبلغها فعلاً .
والله إني لا أعرف هذا الشيخ إلا من خلال نتاجه ولم يسبق لي أن قابلته في حياتي ولكني أجد لزاما عليَّ وقد تطاول الأقزام على مائدته وارتقى السفهاء سلَّم الاستهانة بمقامه وركب الأفاكون موجة التأليب عليه أن أذبَّ عن عرضه لاسيما أن من عارضه ليس معروفاً بعلم فيشفع له علمه ولا محمودا في حسن التعامل فيغفر تطاوله ما هو عليه من إحسان سابق .
إضافة إلى أن الشيخ وغيره ممن أنكروا ما رأوه في هذه الجامعة لم ينكروا التعليم والبحث ولم يعارضوه بل هم من أكثر الداعين إليه والمنادين به وأن تستغني هذه البلاد بنفسها – بعد توفيق الله – عن غيرها وتتصدَّر الدول في التقدم والبحث وتكون رائدة في هذا المجال لكن من خلال النوافذ السليمة والوسائل الآمنة , وليس من خلال نافذة الاختلاط التي لا يخفى فسادها وخطرها
إنني على ثقة تامة أن أدعياء التغريب لا يهمهم التقدم العلمي في هذه الجامعة بقدر ما يهمهم النتاج الطبيعي كما يُقال وذلك من خلال الاختلاط وإلا فهذا الغرب الذي نحن عالة عليه في كثير من أمرنا بدأ يصرخ من جحيم الاختلاط ويصطلي بنيران ويلاته .
والله إنه ليتملكك العجب حين تجد بعض التافهين الذين يدفعهم الانبهار ببعض المنجزات الغربية ثم يطالبون بتقليده في كل شيء ولا يقتصر سعيهم للأخذ بالنتاج الإيجابي بل يبغون حلوها ومرَّها ويطالبون بالبيضاء والسوداء .
إذا كان الغرب تقدَّم في مكتسباته المادية فقد هوى في قاع الانحطاط الأخلاقي وإذا كان أنجز الصناعات المتقدمة فقد تمرَّغ في وحل التشتت والضياع الأسري. نعم هو صنع الطائرة والمدفع والقنبلة والراجمة وصنع المحطات والمولدات وصنع حضارة علمية كبيرة لكنه يقبل رسميا بالفاحشة وبلغت نسبة الجريمة الأخلاقية فيه إلى أعلى مستوياتها.
قرأت قبل مدة خبرا عن فتاة غربية عرضت نفسها للراغبين بأعلى سعر وذلك للمنافسة في تحصيلها حيث بلغت واحدا وعشرين سنة ولازالت عذراء فأي انحطاط هذا وأي سوء هذا ! .
يا جمال :
والله – ثقة به - لن تبلغ ما أردت , ولن يتحقق لك ما تمنيت أتدري لماذا ؟ .
لأنك سلكت مسلكاً لا ينطلي على خبراء السياسة ودهاقينها فالولاة – حفظهم الله – لا تنطلي عليهم مثل تلك الأساليب الفجة الرخيصة وهم يعرفون دوافع الشيخ وما عنده , وهو حين فال ما قال , أعرف بالمصلحة منك , وأكثر حكمة ودراية , ومناصحته العلنية للقائمين على الجامعة , لا تلغي كونه يناصح الملك – حفظه الله – بينه وبينه فبين الأمرين فرق لا يبلغه جهلك , ولا يحيط بمثله قصر نظرك .
بل أنا على يقين أن موقف الشيخ هذا سيجعله من حيث لم يُرد , أكثر قرباً , وأعظم قدراً , لأنهم أدركوا فيه الغيرة والنصح , وعلى هذا جرى أسلافه فنعموا برفيع المنزلة والشرف .
لقد كان الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - من أكثر العلماء نصيحة , وصدعاً بالحق , وما زاده ذلك إلا علوا وتقريبا , ومثله تلاميذه من بعده , رحم الله الأموات , وبارك الله في الأحياء منهم جميعا , وذلك لأن سياسة الدولة تعلم ما تنطوي عليه صفحة المحتسبين من الصدق والشفافية والوضوح , أما المهرجون المتزلفون فهم كالعلكة المحلاَّة , ترمى في النفاية ساعة تغيَّر طعمها , فهي إنما استخدمت لغرض , انقضت حين انقضى .
بقي أمر مهم , وهو أن محاولة الربط بين حكمة القيادة , وتطبيق الشريعة , وبين وجود المنكر , ليست من طرق الأسوياء , فإن أدنى من في رأسه مسكة عقل , يدرك أن المجتمع مهما بلغ في حكمته , وتطبيقه لأمر ربه , فلن يكون مجتمعا ملائكيا , فهذا مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وقع فيه من المخالفات ما لا يخفى وهذا يعني بوضوح أن وجود المنكر , لا ينافي الحكمة , بل الذي ينافيها هو إقراره وتسويغه ولهذا كان للوزراء والمستشارين والعلماء منزلة كبيرة في الإسلام , من حيث بيانهم لما يجب شرعاً وتحذيرهم للحاكم مما لا يصلح فعله .
إن محاولتك تجيير كلام الشيخ على أنه اتهام لحكمة الملك – حفظه الله - أو مشاورته للعلماء أو ما شابه ذلك محاولة ساذجة هي من عمل الشيطان وإلا فعلى قاعدتك هذه فإن كل ما أفتى به العلماء قديما وحديثا مما يقع في هذه البلاد من المخالفات الشرعية , اتهام للحاكم وتأليب عليه .
كنت أظن أنك ستكون أول المرحبين بقول الشيخ لا لأنه يوافق رغباتك , فأنا أعلم أنك تكره قوله , بل لأن السياسة - لو كنت تفقهها- تتطلب أن تثني على موقفه لاسيما وأنت ترى أن مؤسسات الدولة العلمية والشرعية , متهمة في الخارج بعدم قول كلمة الحق وإذْ بك بغباء تُكرِّس هذا المفهوم وتؤكد للعالم أن الإعلام السعودي يريد للعالم أن يكون تبعاً وألاَّ يقول ما يراه مخالفا لما يعتقده شرعاً .
صورة مع التحية لأخي المسلم الشاب والغيور على دينه وعقيدته الساكن وفقه الله ورعاه


 

رد مع اقتباس