عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-2009, 05:46 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
سر الجن والشياطين



بسم الله الرحمن الرحيم


سر الجن والشياطين
في سنة 2003ميلادية وفي إحدى المؤسسات التعليمية العربية، قسم الباكالوريا، أخذ أستاذ اللغة الفرنسية وآدابها قصة: "السذاجة أو التفاؤل"( Candide ou l’optimisme ) للكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير...
قرأ الأستاذ مقطع من القصة الفلسفية:
- "لكن شياطين "بانجلوس" كانت تمتلك مخالب وذيول وكان يوجد عن يمينها شعلات من نار..."
ثم أضاف الأستاذ بنبرة متأنية بعد أن قلب صفحات الكتاب:
- قالت كونديد(الشخصية الرئيسية) لمارتان (الفيلسوف):
"لا بد أن الشيطان قد سكن جسدك"...
توقف الأستاذ عن القراءة وسأل تلاميذه: ماذا توحي لكم هاتين العبارتين: شيطان له ذيل ومخالب، وشيطان يسكن جسد إنسان ؟
أجاب تليمذ في المقدمة:- هناك شياطين حتى في الفكر الغربي رغم ماديته وهم يسكنون البشر.
أجاب تلميذ آخر: - الشيطان لا يوجد إلا في الثقافة الشعبية وفي خرافة وأسطورة القرون الوسطى.
ردت عليه تلميذة محتجبة: لا أوافقك الرأي الشيطان موجود وقد ذكر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.
تفاعل النقاش بين التلاميذ قال أحدهم: قرأت كتابا قديما وضع على غلافه صورة لشيطان له مخالب وذيل وأرجل مثل حافر الدواب ويخرج من بطنه شياطين صغيرة...
وأنا أظن، قال تليمذ آخر، أن الشيطان هو الانسان فهو مصدر كل شر على الأرض، والشيطان الأكبر
هو أمريكا أما الشيطان الأصغر فهو شارون لعنه الله.
يحكي لي جدي، يقول أكبر التلاميذ بصوت هادئ منكسر، أنه في أحد أيام الشتاء الباردة كان يريد أن يشتري بقرة وبما أن قريته كانت تبعد بعشرة كيلومترات عن السوق فقد استيقظ قبل الثانية عشرة ليلا وارتدى ملابسه وامتطى حماره ثم توجه إلى السوق... حينما وصل إلى واد فسيح في منتصف الطريق بين جبلين سمع أصواتا وضجيجا... تماسك الجد وحبس أنفاسه ثم توجه بهدوء نحو الأصوات فلما اقترب من المكان فوجئ بسوق ضخم وسط الوادي مضاء بنيران قوية به أناس ليسوا كالبشر، منهم الفارع الطول ومنهم القصير القزم، كانوا يبيعون ويشترون كل أنواع البضائع...
...أخذ جدي يرقب المشهد بحذر شديد ثم وقف صامتا... لا حركة ولا كلمة ولا همسة، أخذه الفضول ليعرف ماذا يجري لكنه طرد الفكرة بعد أن تطلعت عيناه إلى ظواهر أغرب وأعجب شدت إليها اهتمامه، قال جدي: "لقد رنوت ببصري في ظلمة الليل البهيم علني أتبين وجوههم فلم أر شيئا على الإطلاق، لكنني سرعان ما حلت بي صدمة لما أحسست بخطوات تقترب مني، تجمدت من الخوف وبقيت في مكاني ولم أنتبه إلا على صوت المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم... تعوذت بالله العظيم من الشيطان الرجيم ولملمت أنفاسي المبعثرة لأرى مصدر الخطوات الآتية من ورائي، تفاجأت حين تأكدت أنها لحماري المسكين... لقد كانت هذه أكثر اللحظات رهبة في حياتي..." رجع جدي إلى البيت مهرولا مرتعدا يتصبب عرقا وقص قصته على جدتي التي كانت ولا تزال تحكيها لأحفادها لسنين طويلة...
الجن موجود، تقول إحدى الفتيات، فقد حكت لي جدتي قصة عن فقيه كان يسكن في قريتها وكان متزوجا من جنية وكانوا يسمعون حواره معها، لكن أحدا لم ير كيف كانت صورتها، ويقال أنها كانت تأتيه بكل أصناف المأكولات والفواكه حتى في غير وقتها...
كما أن إحدى جاراتنا، تسترسل الفتاة بنبرة تملأها الثقة، كانت ذات يوم تصب ماء حارا في البلاعة فخرج جني من المجرى وتلبس بها وهي لحد الآن لا تزال مشلولة لا تحرك رجلها ولا يدها اليمنى رغم تكرر زيارة الأطباء والفقهاء والرقاة لمنزلها ورغم فقدان زوجها كل ما كان يملك من مال من أجل علاجها... قال لهم أحد المعالجين إن مرضها يسمى "العروسة" وأخبرهم أن الجني "لهيب" الذي صرعها أخبره عن سبب إصابتها وقال إنهم في تلك الليلة المقمرة كانوا يحتفلون بزفاف ابنته الكبرى "جنار" بابن عمها "المارج" الذي كان يحبها حبا شديدا، فإذا بالإنسية تلقي ماء حارا أصاب وجه العروس الجميلة بحروق خطيرة، لذلك انتقم منها "لهيب"، يضيف المعالج، بهذا الشلل النصفي...
اختلط الأمر على التلاميذ كما اختلط على الأستاذ نفسه ولم يدر كيف يرد على كل هاته القصص المتناقضة المحيرة، لكنه قرر أن يفعل شيئا ليستفيد الجميع: طلب من تلاميذه أن يكونوا مجموعات بحث صغيرة وأن تبحث كل مجموعة عن جانب في هذه القضية المحيرة وسطر لهم منهجية البحث:
المجموعة الأولى (أطلق عليها التلاميذ اسم: مجموعة الإمام مالك) تجمع كل الآيات التي ورد فيها ذكر هاته الكلمات ثم تصنفها على حسب كل كلمة,
المجموعة الثانية (مجموعة ابن القيم): تجمع كل الأحاديث التي تتكلم عن الجن والشياطين، (وخاصة صحيح مسلم وصحيح البخاري)،
المجموعة الثالثة (مجموعة ابن منظور): تبحث عن كلمات (الشيطان، الجن، الجان، العفريت...) ثم تشرحها وفق قواميس اللغة،
المجموعة الرابعة (مجموعة ابن تيمية): تبحث ما قاله علماء الأمة في هذا الموضوع،
المجموعة الخامسة (مجموعة الزمخشري): تبحث في الأنترنت عن صور الجن والشياطين وعن أشياء أخرى تتعلق بالموضوع.
وهكذا انطلق هذا المشروع/البحث، تحت عنوان: " سر الجن والشياطين"، ليجيب عن أسئلة فئة عريضة من تلاميذ الأمة العربية وليبدد شكوك الكثيرين ويحل لغزا حير العلماء والفقهاء والباحثين...
--
--
يتبع
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس