عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009, 04:11 AM   #82
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


(14)
(إلى حكام المسلمين و صناع القرار)

إلى حكام المسلمين ،اتقوا الله في رعاياكم التي استرعاكم الله إياها وأنتم مسئولون عنها يوم القيامة، وكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته، واعلموا أن الله جعلكم أوصياء على هذه الأمة لترعوا مصالحها الدينية والدنيوية فتكونوا بمثابة وصي اليتيم، وجنبوهم الأرض المجدبة والمسبعة.
ولئن أحاطت بكم ظروف لم تستطيعوا معها الدفاع عن بلاد المسلمين وتحرير الأوطان المضطهدة فلا أقلَّ أن تحافظوا على إقامة دين الله في بلدانكم ولا تفرطوا فيها؛ بل عليكم القيام بالأمانة التي جعلها الله في أعنقاكم بالحفاظ على ما تحت أيديكم من البلاد من الشرك والبدع والمعاصي كلها؛ لتكونوا سببًا لجلب الأمن والأمان لبلدانكم ورعاياكم بعدم لبس الإيمان بشوائب تشوبه {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام: 82].
ومثل هذه البرامج الهابطة تهدم عقيدة الناس وسلوكهم وأخلاقهم وتوغر صدروهم، فإذا فسدت الرعية؛ تزعزع الأمن، ودبَّت الفوضى، وانتشرت الفواحش، واختلت الطاعة التي أوجبها الله لكم في المعروف فأدركوا رعيتكم وفَّقكم الله قبل فوات الأوان، واعلموا أن هذه الوسائل إن لم يحسن توجهها فهي كفيلة بأن تخرج أجيالاً لا ترى الخير ولا التقدم إلا فيما عند الأعداء، ولا ترى الشر والتخلف إلا فيما عند أهلها وذويها، فيجب أن يفهم الجيل ـ وقبلهم أولئك الساقطون ـ أن الأمن الفكري هاجس يحظى بمكانته لديكم خصوصًا في جزيرة الإسلام ومهبط الوحي ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الجزيرة معقل الإيمان وما لم يرسخ هذا المنهج في أذهان الناس فسيتجرأ هؤلاء وغيرهم من المتربصين على انتهاك حرمة الأمن الفكري لبلدانكم؛ فالعمل منكم واجب في تقييم المفاهيم المدخولة والأفكار المغلوطة بأن تدافعوا عن دين الله وتقاوموا كلَّ دخيل وشاذ، وأهم منطلقات هذا التصحيح الاعتقاد الجازم بأن أمة الإسلام لن يعزها الله إلا بالإسلام، ومهما ابتغت العزة في غيره فهي إلى الذلة والتبعية تصير وتسير .
والإعلام في بلاد الحرمين المباركة له رسالته الخاصة ودوره المتميز ومسؤوليته الكبرى بما يجسد الاهتمام بالحفاظ على الدين والمواطنة الصالحة فلا يرضى لنفسه ولا يقبل منه أهله ومحبوه أن يجاري الأبواق الناعقة ويسير في ركاب المنافسة الإعلامية الهزيلة والتبعية المهينة أبدًا { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } [ ص: 26].

(15)
(إلى القائمين على إعلام المسلمين)

على القائمين على إعلام المسلمين أن يتقوا الله وأن يقوموا بحصانة الفكر من كل شر وأن لا يغالطوا أنفسهم وهم لا يبثون ولا يكتبون إلا ما يثير الفتن في تفسيرات مفرطة للأحداث ـ من خلال التحليلات الإخبارية والتعليقات الإعلامية ـ تسير في تيار مكشوف يولد البلبلة والقلق، ولا أدلَّ على ذلك من مقابلاتهم ونداءاتهم وترَّهاتهم التي تُدَوَّى في مجاملات لمن يحبون ومحاكمة لمن يكرهون فاقدة للمصداقية ومحكومة بالهوى والمذهبية والتوجهات السياسية؛ بل يقال ـ وبكل صراحة وجرأة ووضوح ـ: لقد بدأت وجهة الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في كثير من البلاد والشعوب تتخذ مسارًا؛ بل مسارات مغايرة لما يجب أن تكون عليه من استقامة على طريق الحق كل ذلك لتأثرها بهذا الطرح الموجة والمدروس لترسيخ جذور الاستعمار، إنه استعمار له تلامذته من ضحايا الغزو الفكري والاختراق الأمني العقائدي وسائل وتوجيهات وكأنها متكفلة وملتزمة بإيجاد أجيال مبتورة الصلة بدينها وأمتها مستنقصة بتراثها وحضارتها ملتصقة بالعدو الكافر الذي لا يرضى ولن يرضى إلا أن يكون الأجيال أداة لتنفيذ كلِّ المآرب ـ ناهيك بما تقوم به هذه الوسائل من تخدير الشعوب بوسائلها الخطيرة .
أين تحصين فكر الشباب عن كلِّ دخيل وشاذ؟! وأين حفظ الدعوة إلى الله على بصيرة؟! وماذا قدمتم لنشر العقيدة الإسلامية الصافية النقية؟!
أين البسط لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟! أين إبراز صور الحضارة الإسلامية وأخلاقياتها؟! أين دور وزارات الإعلام والجهات المسؤولة المعنية بالشباب والتربية للحفاظ على الناشئة من الانحراف والشذوذ في طرفيه: الإفراط والغلو والتفلت؟! فلا تكونوا باب شر على الأمة، ولتكونوا صادقين ناصحين لدينكم وأمتكم، ولا تعينوا أهل الباطل عليها { قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ } (17) [ القصص: 17].

(16)
(يا معشر المؤمنين ويا أهل الإسلام)

أهكذا تكون حياة المسلمين هزل لا جدَّ فيه، وفراغ لا شغل نافع فيه، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، أرضيتم أن يهزأ بكم الساقطون ويضيعوا دينكم ويحطُّوا من قدركم ويهدروا أوقاتكم، وقبل ذلك يستهزئوا ويسخروا بدينكم { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [النساء.: 140]
إنه لحري بكم أن تعمروا أوقاتكم بالطاعات وتربأوا أن تكون عمارتها بالباطل وسفاسف الأمور، قوموا بحق الله في أنفسكم وبيوتكم وأبنائكم وتربية جيلكم على الحق والفضيلة وجنِّبوهم العبث والفساد والرذيلة وتذكروا {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } [البقرة: 166]، وكفى تبعية واتباع لهؤلاء .
والحذر كل الحذر أن يأتيَ أحدكم الموت على هذه الحال وتذكروا عظم الشهر؛ بل واحذروا المعصية في سائر الأيام {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [إبراهيم: 99]

يا باغي الخير أقبل في قرى ملكٍ *** فصاحب اللغو لم يفطر ولم يصمِ
كم ضحكة همجية في غمض شاردةٍ *** لكنها حسرة في ساعة الندمِ
هذي طيوف من الإشفاق صادقةٌ *** وربما يعصف الإفساد بالنعمِ

أيها المسلمون؛ اتقوا الله في أنفسكم فلا تكونوا كقطعان الماشية تساق إلى حتفها بظلفها، فأنتم الذين فتحتم لهم المجال بتشجيعكم وسكوتكم على المنكر وقبولكم للباطل، فاتقوا الله في أنفسكم وفيمن ولاَّكم اللهُ أمرَهم، قال الفضيل بن عياض: (اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين) [الاعتصام :1/ 83].
ابدأ بنفسك وبمن تعول بالتغيير الذي تستطيعه بلا تصرف عشوائي هائج ولا سكوت مقيت مائج ولكن بتقوى الله ومناصحة أهل الشأن والأمر بالأسلوب الأمثل وإرجاع الأمر إلى أهله من أهل العلم وولاة الأمر ورفع المقترحات في البدائل النافعة ومناصحة الإعلام وأهله لتحصين الأمة من كل سوء بكل الطرق المعتدلة الصحيحة المستقيمة بعيدًا عن الإثارة والبلبلة والتصرفات التي لا تحمد عقباها وتجر على الأمة الويلات.


 

رد مع اقتباس