عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009, 04:09 AM   #81
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


(10)
(لماذا طاش ما طاش ؟)

لأنه جمع من المعايب مايقيم على أهله الحجة، ومنها:
1- العمل على تهوين الأخذ بأحكام الشرع المطهر والاحتكام والأخذ بغيره { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50]. ناهيك عن ترويج الاستعداء والشحناء والتعويد على رؤية المنكرات وعدم التفكير في إنكارها فضلاً عن إنكارها .
2- السخريه بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم, لا لذوات الأشخاص على ما فيها من مخالفة شرعية ولكن لديانتهم وصلاحهم ويحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ } [البقرة : 212].
3- لمز المتصفين بالغيرة على محارمهم ونسائهم، والمعارضة الصريحة لحجاب المرأة المسلمة، وترويج الاستحسان للتأخر في الزواج، ومحاربة التعدد المشروع.
لقد أخرجوا المرأة من عفتها وكرامتها وحجابها وطهرها، وكل ما نخشاه أن تصبح الخمور والعهر الصريح ـ كما أصبحت لغيرهم ـ من الأمور اللازمة لموادِّهم الإعلامية الساقطة ولاحول ولا قوة إلا بالله { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ {38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } [ هود: 38، 39].
4- خروج المرأة مع الرجال الأجانب والدعوة للاختلاط والتبرج والسفور وخضوعًا بالقول وغير ذلك { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب :53].
5- إثارة الشهوات في مشاهد بشعة تقتل الحياء، وتقضي على العفة بتفجير الغرائز، والعريّ الفاضح، وعرض المفاتن لاستمالة النشء وضياعه {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمً } [ النساء 27].
6- القيام بأفعال رعونة وسخرية وخرم مروءة وخيانة وإفلات من العقاب فأين تحصين أفكار الشباب من كل دخيل وشاذ ؟! {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيل } [ الفرقان: 44].
7- تناول عادات بعض البلدان والمناطق ومحاكاة لهجاتهم على وجه التحقير لأهلها وإظهار معايبهم؛ لبث الفرقة والانقسام بين طبقات الأمة والمجتمع { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[الحجرات: 11] , وقد حكى القرطبي في تفسير قوله تعالى: {بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ } أن من لقّب أخاه وسخر منه؛ فهو فاسق .
8- إثارة النعرات والعصبيات الجاهلية عن طريق السخرية وهذا منافٍ لمقاصد الشريعة من الحث على المحبة والألفة والإخاء والصفاء بين المسلمين { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات: 13] , وقوله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات: 10] وليعلم أن من معاني السخرية والاستهزاء والاستهانة التنبيه على العيوب والنقائص على من يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول،وقد يكون بالإشارة والإيماء، وقد يكون بالضحك كأن يضحك على كلام إذا تخبط فيه أو غلط، أو على بيان صنعه، أو قبح صورته ونحو ذلك.

(11)
( هل طاش ما طاش هو المعني بهذا الرد وحده؟)

إن تخصيص الكلام في هذا المسلسل والرد على من يشارك فيه لا يعني سلامة غيره من البرامج والمسلسلات التي تنقل الفجور وتبث الرذيلة والسخرية سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو بأي وسيلة أخرى، فكل ما قيل في حق (طاش ما طاش) يقال في حق غيره إذا خالف الشرع، وانتهك الحرمات، وأفسد الأخلاق، وقتل الغيرة، وحطم المروءة الإنسانية، ودعى إلى الانحراف والضلالة بشتى أنواعها، حتى ولو كان ذلك على سبيل الضحك واللعب { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ {29} وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ {30} وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ {31} وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ {32} وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ {33} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ {34} عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ {35} هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المطففين: 29 - 36]

(12)
(شبه النقد)

الانتقاد البنَّاء ومعالجة المشاكل والقضايا الاجتماعية:
قد يفهم من كلامي هذا أنني ضد الانتقاد البنََّاء أو معالجة المشاكل والقضايا الاجتماعية وهذا غير صحيح؛ بل إنني على يقين أن الأمة المسلمة وهي تعيش اليوم أحطَّ عصورها، وأردى أيامها، وتعيش في تخلف مطبق من أقصاها إلى أقصاها سواء من الناحية العلمية أو الدعوية، أو الناحية الاجتماعية والاقتصادية، أو من الناحية السياسية على مستوى الفرد والجماعة هي في أمس الحاجة إلى النقد الصحيح الصادق الهادف .
والناقد والمراجع والمصحح المتقيد بشروط وضوابط وأبواب وأصول النقد يقبل منه بشرط أن يكون النقد بمعناه الحقيقي وهو كما قيل: اختيار الخير وتميز الزيف، ولا يسلم أحد من النقد كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه "الناس إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، فلا سلامة منهم "

سلمت وهل حي من الناس يسلمُ

إذًا فليكن النقد تمييز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، والحسن من القبيح، والزيف من الحقيقي، والعاقل المنصف يقبل النقد بهذا المعنى الذي ينطبق على المفهوم الشرعي ألا وهو معرفة الخطأ والصواب بمعنى الثناء على الخير ومدحه وذم الشر وقدحه سواء أكان هذا الخير والشر في شخص أو كتاب أو في عمل أو دولة أو جماعة أو غير ذلك، وهذا هو المعروف لدى أهل الإيمان والخوف من الله أفرادًا أو جماعات خاصة لدى أهل القرون الأولى المفضلة الذين يعملون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن ـ كما يقول الحافظ بن حجر في بلوغ المرام الذي يرويه أبو داود: " المؤمن مرآة أخيه المؤمن" .
فإن الغالب على نقدهم أنهم كانوا ينقدون لبيان الحق والأمر به، ولبيان المنكر والنهي عنه .

فالعين تبصر منها ما دنى ونأَى *** ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ

فهذا من باب المراقبة للنفس على جميع المستويات وهو عين القوة وعين الصواب، ولذلك قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كما في سنن الترمذي: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا عند الله ـ عز وجل ـ أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتهيئوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" والحديث رواه ابن أبي الدنيا في كتابه: محاسبة النفس والإزراء عليها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هؤلاء السخفاء في هذا المسلسل الماجن يتقيدون بهذه الأصول والضوابط في النقد أم أنهم استهدفوا دين الله سخرية واستهزاء وتنقصًا واستهانة وتباعدوا وابتعدوا عن جادة الصواب حين اعتبروا الإبداع والتجديد والنقد هو نبذ العقيدة والتنكر للشريعة، والفن هو استكثار صور العفن .

ومما يقترح في باب الإصلاح والنقد:
1) أن يكون لدينا نقد بنَّاء يشمل جميع مجالات الحياة بلا استثناء فلا يستهدف النقد جانبًا ويدع آخر لاعتبارات شخصية ,وهذا النقد لابد منه لكي لا نقف موقف الدفاع، أو موقف التلاوم والتشكِّي وبث الأحزان والتأوهات من وسائل الإعلام أو غيرها؛ بل الواجب يقتضي توظيف وسائل العصر للاستفادة في غرس القيم وحماية العقول وتدعيم الثوابت الإيمانية .
2) يجب أن تُعرَّى أساليب كل من يستغل الإعلام لنشر الفساد من أعداء الدين وكشف أصحاب القلوب المريضة أتباع كل ناعق للحذر من شرهم.
3) يجب ترسيخ مفهوم حق السمع والطاعة، وحفظ حقوق ولاة الأمور في المنشط والمكره، والارتباط بالثقات من أهل العلم وكبارهم وحماية سياج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عبث العابثين.
4) فتح باب الحوار المنضبط بالضابط الشرعي لمناقشة ما نحتاجه ووضع حلول لمشاكلنا.
5) رفض الغلو ونبذ التعصب والتحزب والانغلاق المذهبي دون سخرية أو تلبس بمحرم أو دخول في شهوة وشبهة .
6) الاعتراف بالخطأ والنقص على كافة المستويات من الناس، وعدم الخوف من النقد الهادف سواء أكان عالمًا أو حاكمًا أو داعية أو غيره.
7) يجب أن ننتقل من مرحلة الاعترافات المجمَّلَة العامة بالنقص والتقصير إلى مرحلة التشخيص الدقيق للأخطاء وتحديدها والاعتراف بآحادها ونوعياتها وعينياتها،ومن ثَمَّ السعي إلى التصحيح،وبدون ذلك فالنقدُ لايسمن ولا يغني من جوع، ولا ينفعنا في قليل ولا في كثير.
8) الاستفادة ممن سبقونا في متابعة الأخطاء ومراقبتها و مراجعتها لتصحيحها وتعديلها كنوع من المحاسبة على مستوى الفرد والجماعة على أن تجعل الدول مؤسسات وأجهزة تقوم بهذه المهمة حقيقة ً لا على سبيل التغطية أو التورية والتسكيت.
9) وضع قنوات واضحة إعلامية دعوية وغيرها للنقد الهادف البنَّاء على جميع المستويات بالضابط الشرعي، وبغير ذلك سيتحدث كل أحد صغر أم كبر، وينفلت الزمام للمهرِّجين والمستهزئين والحمقى، فمن يوقف سيل السخفاء, ويعالج داء الحمقى الذي ـ في الغالب ـ لا علاج لحماقتهم.
لكل داء دواء يستطب بهِ *** إلا الحماقة أعيت من يداويهَا

(13)
(يا علماء المسلمين)

لقد أخذ الله منكم العهد والميثاق على مقالة الحق وعدم كتمان العلم فلا تسكتوا عن باطل رأيتموه وتبيين حق عرفتموه، ولا تبيعوا دينكم بدنيا غيركم، فأنتم القدوة الحقيقيون للأمة إن اتقيتم الله في وراثتكم للنبوة وبينتم للأمة طريق الفلاح والسعادة على ضوء الكتاب والسنة، فلا خير فيكم إن لم تقولوا للمنحرف عن شرع الله: قف واستقم على منهج الله، وناصحوا حكَّامَ المسلمين وأصحاب القرار فيما يستوجب النصيحة خاصة وأنتم ترون وتشاهدون في هذا العصر ما يحتم على كل صادق وناصح ويوجب على كلِّ مسؤول في أي موقع أن يرى بعين باصرة وفكر ثاقب مداخل الشر الكثيرة ومنافذ التلوث المتنوعة وما يتسرب عن طريقها من فكرٍ منحرف مما يُحتاج معه إلى عناية خاصة واهتمام متميز، وإن المسؤولية لتتركز أول ما تتركز عليكم وعلى جميع الجهات الشرعية والإسلامية المباشرة في جميع الدول الإسلامية من وزارات الشؤون الإسلامية، ودور الإفتاء، ومراكز الدعوة، والجامعات والمدارس الإسلامية.
وقولوا لكل أحد إننـــــــــــــــــا :

ندعو إلى التوحيد طول حياتنا *** في كل حين في الخفا والمشهدِ
ونحارب الشرك الخبيث وأهلهُ *** حربًا ضروسًا باللسان وباليدِ
وكذلك البدع الخبيثة كلّها *** نقضي عليها دون باب المسجدِ
هذي طريقتنا وهذا نهجُنا *** فعلام أنتم دوننا بالمرصدِ
لِمَ تطعنون وتلمزون كأننا *** جئنا برأي للعقيدة مفسدِ

ولا يثنينكم عن الصدع بالحق استهزاء مستهزئ وسخرية ساخر فالله كافيكم إياهم،وتذكروا قول الله: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {94} إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {95} } [ الحجر: 94 ـ 95].


 

رد مع اقتباس