عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009, 04:06 AM   #80
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


(8)
(الإعلام بوابته)

هل يليق بهؤلاء السخفاء ومن على شاكلتهم وفي ظل ما تعيشه الأمة المسلمة اليوم عمومًا وما تعيشه بلاد الحرمين ـ حماها الله ـ على وجه الخصوص أن يقوموا بهذه الأعمال التي تؤدي إلى إيغار صدور الناس وتأليبهم وتأجيج ما في نفوسهم من غيره مما قد ينعكس سلبًا على غير المتأني ويصل به إلى أمور لا تحمد عقباها { إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا } [الفرقان: 4].
كيف يُطْمَأنُّ على الأمن الفكري وهناك من يجوس خلال الأمة بأفكار ضالة ومنحرفة، أفكار تدميرية ثائرة تجأر بالتطاول على مقام الألوهية والربوبية والإسلام؟! كيف يُطْمَأنُّ على الأمن الفكري وهناك من يجاهر بالقول بفصل الدين عن الدولة بعقول وأفكار وكتابات ونداءات تأبى أن يكون لدين الإسلام موقع في تصريف شؤون الحياة ؟!
هل يليق بهم ـ ونحن في فترة إخماد الفتن ـ ولله الحمد ـ وجمع الكلمة وتوحيد الصف ـ أن يهيجوا مشاعر الناس مما يؤدي إلى البلبلة والقلق وغرس الوساوس والمخاوف في الصدور فهذا البرنامج وغيره يدعو إلى تفكك الصف وإثارة الناس، فهو برنامج متطرف إرهابي ساخر داعٍ وداعم للإرهاب جملةً وتفصيلاً  فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ [الأنعام :5] .
إن الأمن الفكري يجب أن يأتي في مقدمة الاهتمام بمفهوم الأمن كله؛ لأن فيه أمنَ الأرواح، وأمنَ الأعراض، وأمنَ الأموال، وأمنَ الغذاء، وأمنَ الصحة، وأمنَ العمل .
وماذا يرجى من أمة أصيبت في فكرها، واضطربت في توجهها، واهتزت في قيمها، وتزعزت في عقيدتها؟!!
إنها لا تفقد الأمن وحده ولكنها ـ والله ـ تفقد الوجود كلَّه، نعم تفقد الوجود كلَّه وتخسر الكيان كلَّه دفعةً واحدة دون سابق إنذارٍ أو وعيد، وهي إذ تخسر ذاك إنما تفقد في الوقت نفسه هويتها وإنسانيتها بين سائر الشعوب والأمم .
هاجس الأمن الفكري هاجس الجميع، والإعلام هو بوابته،وإذا راق لبعض الناس المرح واللعب في زمن من الأزمان؛ فينبغي في هذا الزمان ألاّ يخطر لنا على بالٍ، في زمان داهمنا فيه الأعداءُ من فوقنا، ومن تحت أرجلنا، وحاصرونا من كل مكان،وخرّبوا ـ ولا يزالون يخرّبون ـ بلاد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وهكذا دواليك دواليك, وقد كشرت الصليبية الحاقدة عن أنياب الغدر والوحشية الهمجية بعداوتها حتى على هذه البلاد حماها الله بالإسلام والإيمان { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ } [الأنفال : 71].

أتضحكـون وصـوت القـدس منتحـبُ *** والقردُ مستبسلٌ فـي ساحـة الحَرمِ
طيـّشتـم الفـكـر فـي لـهـو وفي لعـبِ *** فطاشت القدسُ بين الخصم والحكمِ
طفل الحجارة تحت القصف منتفـضٌ *** ضاعت نداءاته في نشوة النغـمِ !!
وعيشكم ضحك قـد طاش من ضحـكِ *** وأرضـهـم لـغـمٌ قـد ثــار مـن لـغَــم
أرى علـى وجـهـه المجهـود أسئلــةً *** تستمطر الدمع في حزنِ وفي سـقم ِ
مـاذا دهـى أمـة الإقــدام فـانـخـذلــتْ *** أين الإخاءُ ؟! أما أشجاكم ألمِي ؟!!
أمـا لـكـم في نـشـيج الأم مـن شـجـنٍ *** والقردُ يُذكي لـظـى أحـقـاده بـدمـِي

إذًا فلنعرف إلى أي أمة ننتمي؟! وأي فكر يجب أن نحمل؟! ومن أي المعارف نستقي؟! فأمتنا تنتمي إلى خير فكر، معارفنا هي أصح المعارف، وقرآننا وحده هو الذي يهدي للتي هي أقوم، وهو الذي يثير هذا السؤال { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [الأنعام: 81] فيأتي الجواب فيه صريحًا قاطعـًا { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام: 82]، فلنلتزم كتاب ربنا، ولنسر على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهما تحفظ بوابة أمننا، ونتميز عن غيرنا.

(9)
(هل راق لكم فعلكم؟)

هل يروق لهؤلاء وغيرهم من السخفاء في مثل هذا الشهر والموسم العظيم أن يلهوا عباد الله عن دين الله ويبعدوا الخلق عن الخالق ويزرعوا في نفوسهم الشُّبه وحب الشهوة {لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } [الأنفال : 27] .
إذا كان أسلاف الأمة وصالحوها كانوا يعكفون بكل صدق وإقبال على الطاعات منشغلين بالقرآن والقيام لإدراكهم ومعرفتهم بقيمة وخصائص وفضائل هذا الشهر حتى قطعوا المفاوز ففازوا ولفضل السبق في تنافس الخيرات في مواسم النفحات نالوا وحازوا، صونٌ عن فضول الطعام والكلام، وكفٌّ عن الحرام ليس فقط في رمضان بل في سائر الشهور والأعوام والحياة كلها فيجب أن تصوم الجوارح عن الأذى، وتنفطم المشاعر عن الهوى ألا يكفي هؤلاء ضياعًا وسخرية طوال أحد عشر شهرًا خلال كل عام, وهم يستقبلون الشهر كغيرهم من فئات وفئام من المفرِّطين بالضياع ويعيشونه كأنهم لا يستقبلون ركنًا من أركان الإسلام، ركنًا يقيم الدين من أقامه، ويهدم الدين من هدمه، إنهم لا يعيشونه إلا باعتباره تقليدًا موروثًا وموسمًا مقررًا يتكرر كل عام، يقطعونه ـ وسائر السنة ـ باللهو بالاستعدادات المبكرة، والوعود المخزية لبث اللهو المقيت، والأفكار المنحرفة، والأهداف التي يرونها بأعينهم صغيرة حقيرة فالله { لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا }.
قال ابن عباس: (( الصغيرة: التبسم. والكبيرة: الضحك على حالة الاستهزاء )) وهذا تصريح بأن ذلك من الكبائر.
وقال الغزالي في قول ابن عباس: هذا إشارة إلى أن الضحك على الناس من الجــــــــــرائم والذنـــــــــــوب { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام :55], فهلاّ صفدتم شياطينكم الذين يوحون إليكم؛ لتريحون العباد من شركم وطيشكم .

يا طاش طيّشت أعمـال العـباد فـهــلْ *** يلقون منك سوى الغفلات واللممِ
كـل الشيـــاطـيـن قـد باتت مصـــفّـدةً *** وطـيشـك الـيوم وثّـاب علـى قـدم ِ
سخرت بالحق واستحللت في صخب ٍ *** قتل الفضائل في ساعاتها الحـُرم ِ

وقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان برقم ( 6757) عن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن المستهزئين بالناس ليفتح لأحدهم باب الجنة فيقال: هلم فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر فيقال: هلم هلم فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى إن الرجل ليفتح له الباب فيقال: هلم هلم فلا يأبه من اليأس ) , { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ } [يونس: 50]


 

رد مع اقتباس