عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2009, 12:08 AM   #5
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 15-05-2024 (08:42 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


الخطوة الرابعة: إعادة التقييم

الهدف من الخطوات الثلاث المتقدمة هو استخدام علمك بمرض الوسواس القهري – كحالة مرضية سببها خلل كيمياحيوي في المخ – لمساعدتك في التوضيح أن هذا الشعور ليس كما يبدو ولأن ترفض أن تأخذ الوساوس والإلحاحات مأخذ الجد، ولكي تتجنب القيام بالطقوس الاضطرارية، ولكي تركز على عادات بناءة. بإمكانك فهم خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة على أنهما مجهود جماعي يعمل صفا إلى صف مع إعادة التركيز، مجموع الجهود في الخطوات الثلاث هذه هو أكثر من عملها كل على انفراد، علميتا إعادة التسمية وإعادة النسبة يزيدان من كثافة التعلم أثناء الجهد المبذول في عملية التركيز، ونتيجة لذلك ستبدأ بعادة تقييم هذه الوساوس والإلحاحات على أنها - وقبل العلاج السلوكي - كانت وبلا تردد تدفعك إلى القيام بعادات قهرية، ولكن بعد ممارسة ملائمة للخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا مع الوقت لأن تعطي قيمة أصغر بكثير لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري.
لقد قمنا باستخدام مفهوم المراقب الحيادي والذي أسس فكرته فيلسوف القرن الثامن عشر آدم سميث، حتى تفهم بصورة واضحة ما تفعله عند قيامك بالخطوات الأربع (في العلاج السلوحيوي الإدراكي) قام السيد سميث بوصف المراقب المحايد على أنه شخص بداخلنا ونحمله معنا في كل وقت، وهو شخص عالم بكل مشاعرنا وحالاتنا وظروفنا، كلما قمنا بتقوية وجهة نظر المراقب المحايد أمكننا أن نقوم بمناداته في أي وقت شئنا، وبذلك نستطيع أن نرى أنفسنا عند قيامنا بتصرف ما، أي نستطيع أن نرى تصرفاتنا ومشاعرنا وكأننا شخص ليس له دخل في الموضوع، وكأنه شخص مراقب لا يهمه ما يحدث، كما وصفه السيد سميث.
سنفرض أنفسنا كمراقبين لتصرفاتنا الشخصية، فهم السيد سميث أن إبقاء وجهة نظر المراقب المحايد في العقل بشكل واضح – وهو نفس فكرة الإدراك الواعي – يتطلب مجهود كبير، خصوصا في ظل ظروف مؤلمة، ويتطلب كما قال: "جهد مضني كلي." الجهد الكبير الذي كتب عنه له علاقة بالجهد المركز الذي لابد أن تقوم به في الخطوات الأربع، لابد المصابين بمرض الوسواس القهري أن يجهدوا أنفسهم في العمل لإدارة الوساوس التي سببها البيولوجيا والتي تتطفل في العقل، لابد لك من العمل للوصول إلى وعي المراقب المحايد، أو النفس المراقبة من الداخل، والتي تعطيك الطاقة لدفع الرغبات الملخة المرضية إلى أن تبدأ بالذبول، لابد لك من استخدام علمك في أن أعراض مرض الوسواس القهري ليست إلا إشارات لا معنى لها وهي رسالات زائفة تنطلق من المخ، وذلك حتى تستطيع إعادة التركيز ومن ثم تنقل الغيار، لابد لك من أن تجمع موارد عقلك، مع إبقاء فكرة "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري، لست أنا السبب إنه دماغي."
صحيح أنه لا تستطيع أن تغير مشاعرك في البداية، ولكنك تستطيع أن تغير من سلوكك، وبتغيير سلوكك ستلاحظ أن مشاعرك ستتغير مع الوقت، الحرب كلها تتلخص في هذه الفكرة: "من المتحكم هنا أنت أم مرض الوسواس القهري؟" حتى لو يغمرك وتستسلم وتستجيب للإلحاح لابد من إدراك أنه ليس إلا مرض الوسواس القهري، واتخذ عهدا أنك ستجاهد بضراوة في المرة القادمة.
العمل بقاعدة الـ 15 دقيقة بشكل مستمر وإعادة التركيز على سلوك آخر سيفعل خطوة إعادة التقييم، وهي أنك ستدرك أنه لا معنى للاهتمام بالوسواس وأن لا تأخذ الإلحاح مأخذ الجد، متذكرا أن السبب هو الوسواس القهري وأن سببه حالة مرضية، والنتيجة أنك ستقيم مرض الوسواس القهري بقيمة أصغر أو أنك لن تضع أي قيمة لشعور مرض الوسواس القهري، بالنسبة للوساوس لابد لك من إعادة التقييم بشكل أكثر فاعلية.
نقطتان أوليتان ستساعدناك في الخطوة الثانية وهي إعادة النسبة، وهما "توقع" و"تقبل"، عندما تستخدم هاتان النقطتان أن ستقوم بإعادة تقييم نشطة، فالتوقع يعني: كن جاهزا واعلم أن الشعور سيأتي، لذلك كن مستعدا له، لا يأخذك الوسواس على حين غرة، و"تقبل" يعني أن لا تصرف من طاقاتك في التهجم على نفسك لأنك تفكر في هذا النوع من الأفكار، أنت تعلم سببها وأنت تعلم أنه لابد لك من أن تعمل من حولها، فمهما كان محتوى أفكارك، سواء أكانت عنيفة أو جنسية أو أنها تبدي نفسها بعشرات الطرق الأخرى، فأنت تعلم أنها من الممكن أن تأتي لك مئات المرات في اليوم الواحد، لابد لك من أن تتوقف عن الانفعال في كل مرة وكأنها فكرة جديدة أو أنها شيء لم يكن متوقعا، أرفض أن تجعلها تهزك في الداخل، وأرفض أن تجعلك تتضايق من نفسك، باستعدادك للوسواسك بإمكانك أن تتعرف عليه في اللحظة التي يحضر إليك، وبذلك يمكنك أن تعيد تسميته مباشرة، وفي نفس الوقت - وبشكل نشط فكريا - ستقوم بإعادة تقييم الوسواس.
عندما يأتي الوسواس ستكون جاهزا، ستكون على أتم الاستعداد وستعلم بوجوده، وستقول لنفسك: "إنه مجرد وسواسي الغبي، ليس له أي معنى، إنه مجرد دماغي، لا داعي للاهتمام به." تذكر أنك لا تستطيع أن تجعل الفكرة تختفي، ولكن لا داعي للاهتمام بها، بإمكانك أن تتعلم أن تستمر في طريقك للسلوك التالي، ولا داعي للتدقيق في تلك الفكرة، تقدم إلى الأمام، ههنا تتدخل النقطة الثانية – تقبل – فكر بجرس الإنذار في السيارة والذي يقوم بإزعاجك، لا تدقق فيه، لا تقول: "لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى يتوقف جرس الإنذار عن العمل،" بكل بساطة تغاضى عن الصوت وأكمل طريقك، لقد تعلمت في الخطوة الثانية أن الوساوس المزعجة سببها مرض الوسواس القهري، ولها علاقة باختلال كيمياحيوي في المخ، ففي نقطة التقبل - الملازمة لإعادة النسبة - ستبدأ بإدراكك لهذه الحقيقة بشكل عميق جدا، وربما ستبدأ بملاحظة هذه الحقيقة بشكل روحي.
لا تتضايق من نفسك، ليس من المنطقي أن تنتقد الدواعي الداخلية لمجرد وجود خلل في المخ، بتقبلك للواقع أن الوساوس الملحة موجودة رغما عنك وليس بسببك سيكون بإمكانك أن تخفف من وطأة التوتر المتسببة من تكرار هذه الوساوس، دائما أبق في رأسك الفكرة أنه: "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري، لست أنا السبب أنه مجرد دماغي، " لا تصارع نفسك لتجعل الفكرة تغادر، لأنه في المدى القصير الفكرة لن تغادر، والأهم من ذلك لا تتأمل أو تتخيل العواقب الوخيمة التي تأتي من العمل بوسواس سيئ، أنت لن تقوم بذلك العمل لأنك في الحقيقة لا تريد ذلك، دعك من النقد السلبي الهدام الذي تقارن فيه نفسك مع الناس الذين يفكرون بهذا النوع من الأفكار الشاذة.
بالنسبة للأفكار الشاذة، من الممكن تتحول قاعدة الـ 15 دقيقة إلى قاعدة الدقيقة الواحدة، أو حتى قاعدة الـ 15 ثانية، لا داعي للتدقيق في الفكرة حتى لو أنها تبقى في ذهنك، بإمكانك أن تكمل الطريق، في الحقيقة لابد لك من انتقال للفكرة التي تليها والسلوك الذي يليه، بهذا تكون خطوة إعادة التركيز وكأنها فن قتالي، الوسواس والإلحاح شيئان قويان ولكنهما في الحقيقة غبيتان، إذا جابهتهما وجها لوجه واصطدمت بكامل قوتيهما محاولا أن تطردهما من ذهنك ستتغلبان عليك في كل مرة، لابد لك من أن تتنحى جانبا للعمل من حوالهما ثم تنطلق للسلوك التالي، أنت تتعلم كيف تجعل ذكائك قريبا منك في مقابل عدو قوي، والدرس هنا يتعدى التغلب على مرض الوسواس القهري، فباتخذاك زمام الأمر في تصرفاتك ستأخذ زمام أمر عقلك وكذلك ستأخذ زمام حياتك.
النهاية: هيه كلمة الأهداف لكل مصاب بمرض الوسواس القهري: "نحن المصابين بمرض الوسواس القهري، لابد لنا أن نتعلم كيف ندرب عقولنا لألا نأخذ المشاعر المتطفلة مأخذ الجد، لابد أن نتعلم أن هذه المشاعر تخدعنا، سنقوم بتغيير استجابتنا للمشاعر هذه وسنقومها بشكل تدريجي ومعتدل، وبهذا سنحصل على نظرات جديدة في للحقيقة، وسنتعلم أنه حتى المشاعر الملحة المتطفلة ستكون انتقالية وليست لها دوام، إنها ستبدأ بالتقلص لو لم نستجب لها، وبالطبع إننا دائما نتذكر أن هذه المشاعر تزداد حدة وتغمرنا لما نستسلم لها، لابد لنا أن نعرف الوساوس هذه على حقيقتها ثم نقاومها، في طريقنا أثناء العمل على الخطوات الأربع للعلاج السلوكي الذاتي نحن نضع القواعد لفرض سيادة على أنفسنا بكل ما تعنيه من معاني، وذلك خلال المقاومة البناءة لأعراض وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري، نحن نزيد من ثقتنا بأنفسنا، ونحس بطعم الحرية، ستتحسن قدرتنا لاتخاذ قرارات قمنا باختيارها بأنفسنا، وذلك بفهمنا هذه الطريقة والتي نقوي أنفسنا لمحاربة مرض الوسواس القهري باستخدامها، وتقديرنا للتحكم الذي نحوز عليه عن طريق تدريب العقل على التغلب على الإلحاحات والاستجابات الأوتوكاتيكية للأفكار والمشاعر المتطفلة نحن نحصل على إدراك عميق في الطريقة التي تمكننا من استعادة حياتنا،

نتمنى لكم الصحه والسلامه


 

رد مع اقتباس