عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2009, 06:06 AM   #1
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue
( أم كشه ) وأخواتهـا ,,!!





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







(أم كشه) وأخواتها تصيب الأطفال بالعدوانية !


العصل .. الدب .. أبو دمجه .. القرد .. السبهه .. ابو سعابيل .. الأحول .. الملسونة .. المطفوقة .. المعصقل .. الغبي .. "عيارات" عرفها السعوديون منذ نعومة أظفارهم ولا يخلو بيت إلا ويطلق على أحد أفراده بمثل هذه المسميات التي تطول قائمتها ولا تنتهي من الأسماء الغير الحقيقة من عبارات تطلق على الأطفال ظلماً وتلصق بهم لوجود صفة بسيطة أو سلوك وإن كانت غير طاغية على شخصية الطفل فتنطبق عليه سواء كانت جيدة أو سيئة .. وتبدأ شرارة انتشار هذه الألفاظ من والديه أو أقاربه أو أصدقائه بالمدرسة والحارة والتي نادراً ما تنسى وتستمر معه حتى تقدمه بالعمر لدرجة أن ينسى اسمه الحقيقي ولو كان بيدهم الشأن لأن قاموا بتغيير مسماه في شهادة الميلاد ومن ثم في بطاقة أحواله أو كرت العائلة، مثلما استمرت تلك "العيارات" حتى أصبحت أسماء عوائل سعودية معروفة على مر التاريخ.

من المستحيل أن تتساوى أحجام رؤوس الأطفال منذ ولادتهم فيستغرب الطفل "مشعل" من عيارته بـ (أبو دمجه) والدمعة لا تفارق عيناه.. ويتساءل عن سبب إلحاق تلك "العيارة" به والتي لا ذنب له فيها، ورفيق دربه بالمدرسة "سعد" الذي يعاني من سمنة مفرطة يخرج من البيت حزيناً بعد أن أيقظته والدته قائلة له : "قم يا الدب" فيتصادم مع زملائه بالمدرسة في حصة الرياضة ملتصقة به تلك العيارة بسبب عدم إجادته للعب كرة القدم، ولا ننسى الإناث وما تصاحبهن من "عيارات" تطلق بعضها عليهن بطرافة ولكن ما إن تستمر حتى تنقلب على شخصياتهن .. بـ "أم جبهة" و "المرجوجة" و"أم خدود" وصاحبة الآراء والكلام وسليطة اللسان "الملسونة" لم يسلمن من "عيارات" المجتمع، واحتارت أخواتها (أم كشة) بشعرها المجعد بعد أن اختارت في طريقة تنعيمه وتحسينه حتى تسلم من سهام النقد الموجع والاستهزاء من صديقاتها.

يقول لـ "الرياض" الباحث الاجتماعي الأستاذ حماد بن بخيت الدوسري: إطلاق "العيارات" على الأطفال في مثل هذا السن تشعر الطفل بالدونية والنقص والقصور في شخصيته ويعتقد أن تلك الصفة سوف تلازمه حتى وان تقدم بالعمر وتؤدي به إلى العدوانية تجاه الغير ويصبح الطفل يكرهه من حوله وأنه منبوذ، حتى وإن كانت تلك العبارات تطلق للطرفة والضحك فإنها ستؤثر عليه كمن يطلق عليه بـ (الغبي أو الدبشة أو الزلابه) فيعتقد في قرارة نفسه أنه غبي منذ صغره ولا يستطيع أن يطور نفسه ويكون مسلماً لذلك الشي وغير قادر على الخروج منه، وأحيانا يكتشف مع تقدمه لسن الرشد أن ما يطلق عليه غير صحيح مما يجعله يصاب بازدواج شخصيته، ومررنا بكثير من هذه الحالات ولكن العلاج الوحيد هو الكف عن إطلاق مثل تلك "العيارات" من أي شخص سواء من العائلة أو الأصدقاء وإعادة تأهيل نفسية الطفل وتكريس وبناء الثقة في نفسه من جديد.


الرياض - بندر الحمدان

المصدر: نفساني