عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2009, 09:54 AM   #374
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثالثة والخمسين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت له :
اشتر لنا مأكولاً ومشروباً بثلاثة دنانير .
ففعل ثم قالت له :
اشتر لنا خرقة حرير قدر ستر واشتر قصباً أصفر وأبيض وحريراً ملوناً سبعة ألوان .
ففعل ، ثم إنها فرشت البيت وأوقدت الشمع وجلست تأكل وتشرب هي وإياه وبعد ذلك قاموا إلى الفراش وقضوا الغرض من بعضهما ثم باتا متعانقين خلف الستائر وكان كما قال الشاعر :
زر منتحب ودع كلام الحـاسـد ........ ليس الحسود على الهوى بمساعد
إني نظرتك في المنام مضاجعـي ........ ولثمت من شفتيك أحلـى بـارد
حق صحيح كـل مـا عـينـته ........ ولسوف أبلغه برغم الحـاسـد
لم تنظر العينان أحسن منـظـراً ........ من عاشقين على فـراش واحـد
متعانقين عليهما حللي بالـرضـا ........ متوسدين بمعصـم وبـسـاعـد
وإذا تألفت القلوب على الـهـوى ........ فالناس تضرب في حـديد بـارد
يا من يلوم على الهوى أهل الهوى ........ فهو المراد وعش بذاك الواحـد
واستمرا متعانقين إلى الصباح وقد سكنت محبة كل واحد منهما في قلب صاحبه ثم أخذت الستر وطرزته بالحرير الملون وزركشته بالقصب وجعلت فيه منطقة بصور طيور وصورت في دائرها صور الوحوش ولم تترك وحشاً في الدنيا إلا وصورت صورته فيه ومكثت تشتغل فيه ثمانية أيام فلما فرغ صقلته وطوته ثم أعطته لسيدها وقالت له :
اذهب به إلى السوق وبعه بخمسين ديناراً للتاجر واحذر أن تبيعه لأحد عابر طريق ، فإن ذلك يكون سبباً للفراق بيني وبينك أن لنا أعداء لا يغفلون عنا .
فقال لها :
سمعاً وطاعة ثم ذهب إلى السوق وباعه لتاجر كما أمرته وبعد ذلك اشترى الخرقة والحرير والقصب على العادة وما يحتاجان إليه من الطعام وحضر لها ذلك وأعطاها بقية الدراهم ، فصارت كل ثمانية أيام تعطيه ستراً يبيعه بخمسين دينار ومكثت على ذلك سنة كاملة وبعد سنة راح إلى السوق بالستر على العادة وأعطاه للدلال فعرض له نصراني فدفع له ستين ديناراً ، فامتنع فما زال يزيده حتى عمله بمائة دينار وبرطل الدلال بعشرة دنانير فرجع الدلال على علي شار وأخبره بالثمن وتحيل عليه في أن يبيع الستر للنصراني بذلك المبلغ وقال له سيدي :
لا تخف من هذا النصراني وما عليك منه بأس .
وقامت التجار عليه فباعه للنصراني وقلبه مرعوب ثم قبض المال ومضى إلى البيت فوجد النصراني ماشياً خلفه .
فقال له علي شار :
يا نصراني مالك ماشياً خلفي ?
فقال له النصراني :
يا سيدي إن لي حاجة في صدر الزقاق الله لا يحوجك .
فما وصل علي شار إلى منزله إلا والنصراني لاحقه فقال له علي :
يا ملعون ما لك تتبعني أينما أسير ?
فقال النصراني :
يا سيدي اسقني شربة ماء فإني عطشان وأجرك على الله تعالى .
فقال علي شار في نفسه :
هذا رجل ذمي وقصدني في شربة ماء والله لا أخيبه .


 

رد مع اقتباس