عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2009, 03:12 PM   #54
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


(تتمة)


دليل:
ما رواه البخاري (#5652)، ومسلم (#2576)، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة»؟ قلت: «بلى». قال: «هذه المرأة السوداء أتت النبي  فقالت: "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي". قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"؟ فقالت: "أصبر"، فقالت: "إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف"، فدعا لها».
فلو كان الشيطان هو الذي يتلبسها، ويتكلم على لسانها وقت صرعتها، ويستولي على جسدها وعقلها، لم يكن رسول الله  ليتركه يصرعها ويتلبسها. ولكان دعا لها بلا شك. لكنه بَيَّنَ لها أن الأفضل لها أن تصبر وأن لا يدعو لها. وإلا فالتخلص من الشيطان والاستعاذة بالله من وسوساته أمر واجب ومندوب، ولا يؤجر المرء على ترك ذلك! والخصوم يدعون أن قراءتهم للقرآن تطرد الجني المتلبس، وهذه صحابية تصلي مع رسول الله  وتسمع قراءته. فكيف لا يطرد هذا الشيطان المتلبس، لو كان هو سبب الصرع كما يزعمون؟
دليل:
ما رواه البخاري (#2035، #2038، #2039) ومسلم (#2175) عن صفية بنت حيي زوج النبي  قالت: كان النبي  معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي  أسرعا، فقال النبي : «على رسلكما، إنها صفية بنت حيي». فقالا: «سبحان الله يا رسول الله»! فقال : «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئاً».
ومعنى الحديث أن رسول الله  قد خشي أن يوسوس الشيطان لهما ويقذف في أذهانهما سوء ظن، فوضح لهما أن التي معه صفية بنت حيي. قال الإمام الشافعي: «أراد -عليه السلام- أن يُعلّم أمته التبرّي من التهمة في محلها، لئلا يقعا في محذور. وهما كانا أتقى لله من أن يظنا بالنبي  شيئاً. والله أعلم». فهذا الحديث فيه دليل على أن الشيطان يدخل في الإنسان ويجري مجرى الدم، ويلقي في ذهنه الوسوسات وخواطر الشر. وهذا محل إجماع بين العلماء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) في مجموع الفتاوى (24نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة276): «ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة». ويدل عليه أيضاً حديث عند مسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده، فإن الشيطان يدخل».
دليل:
ما رواه النسائي (8نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة283) وأحمد (3نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة427) من طريق عبد الله بن سعيد عن صيفي عن أبي اليسر كعب بن عمرو السَّلمي  قال: «كان رسول الله  يقول: "اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم، والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً"». هذا حديث حسنه شيخنا عبد القادر الأرناؤوط –رحمه الله– في تحقيقه لكتاب جامع الأصول (4نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة361).
قال الخطابي: «استعاذته -عليه السلام– من تخبط الشيطان عند الموت هو: أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا، فيضلّه ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله، أو يؤسه من رحمة الله تعالى، أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة، فيختم له بسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه». وواضح جداً من الحديث أن هذا عن الوسوسة النفسية لا غير.
دليل:
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي من طريق جعفر بن سليمان (رافضي ضعيف) عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري  قال: كان رسول الله  إذا قام من الليل كبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «الله أكبر كبيراً»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه ونفثه».
إلا أن في الحديث ضعفاً. قال أبو داود في سننه (1نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة206): «هذا الحديث يقولون هو عن: علي بن علي عن الحسن مرسلاً. الوهم من جعفر». وقال الترمذي: «حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب، وقد تكلم في إسناده». وقال أحمد: «لا يصح هذا الحديث». وقال بن خزيمة (1نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة238): «لا نعلم في الافتتاح "سبحانك اللهم" خبراً ثابتاً عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد». ثم قال: «لا نعلم أحداً ولا سمعنا به، استعمل هذا الحديث على وجهه». ورواه عن جبير بن مطعم، وأعله بالاضطراب. ورواه أحمد من حديث أبي أمامة، وفي إسناده من لم يسم. وعن أنس نحوه، رواه الدارقطني، وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال. وله طريق أخرى ذكرها بن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها.


 

رد مع اقتباس