قصيدة ( محنة العالم الإسلامي ) لمحمود غنيم
وقفة ٌ على طـَـلــل ٍ ...... للشاعر الفذ محمود غنيم
الأبيات التالية للشاعر محمود غنيم - رحمه الله رحمة ً واسعة ً - أحد شعراء مصر المرموقين ، تـُـوفــِّيَ
سنة 1972 م ، من قصيدة ٍ رائعة ٍ يتألمُ فيها لحا ل أمته العربية والإسلامية ، ويبكي أمجاد أمته السالفــة ،
ومآثرها التي اندثرت نتيجة ً لتقاعس أبنائها ، حتى صارتْ أمتنا مضر ِبَ المثل في الضعف والتخلف والهوان
يقول الشاعر :
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه =أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات أرددها = أواه لو أجدت المحزون أواه
لا تحسبني محباً أشتكي وصباً = أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكرى مؤرقة = مجداً تليداً بايدينا أضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها = فأصبحت تتوارى في زواياه
أنى أتجهت إلى الإسلام في بلد =تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها = وبات يحكمنا شعب ملكناه
هل تطلبون من المختار معجزة =يكفيه شعب من الأجداث أحياه
من وحد العرب حتى صار واترهم =إذا رأى ولد الموتور اخاه
وكيف ساس رعاة الشاة مملكة =ما ساسها قيصر من قبل أو شاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا =ان الإخاء وأن العدل مغزاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته = والزيت ادم له والكوخ ماواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً =من بأسه وملوك الروم تخشاه
هي الحنيفة عين الله تكلؤها = فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
سل المعالي عنا إننا عرب = شعارنا المجد يهوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به = فالشرق والضاد والإسلام معناه
استرشد الغرب في الماضي فأرشده =ونحن كان لنا ماض نسيناه
إنا مشينا وراء الغرب نقتبس من = ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب = بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب = فسائل الصرح أين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها = عمن بناه لعل الصخر ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها = عل امرءاً من بني العباس تلقاه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به = فحين جاوزا بغداد تحداه
هذي معالم خرس كل واحدة =منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
الله يشهد ما قلبت سيرتهم =يوماً وأخطأ دمع العين مجراه
ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أمماً =ونستمد القوى من وحي ذكراه
لا دردر أمرئ يطري أوائله =فخراً ، ويطرق إن سألته ما هو ؟
إني لأعتبر الإسلام جامعة =للشرق لا محض دين سنه الله
أرواحنا تتلاقى فيه خافقة =كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
دستور الوحي والمختار عاهله = والمسلمون وإن شتوا رعاياه
لا هم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً =فامنن علينا براع أنت ترضاه
راع يعيد إلى الإسلام سيرته = يرعى بنيه وعين الله ترعاه
|