عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2009, 07:12 PM   #179
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
ثم إن تاج الملوك قال للشاب :
والله لقد جرى لك شيء ما جرى لأحد مثله ، ولكن هذا تقدير ربك وقصدي أن أسألك عن شيء .
فقال عزيز :
وما هو ?
فقال :
تصف لي كيف رأيت تلك الصبية التي صورت الغزال .
فقال :
يا مولاي إني توصلت إليها بحيلة وهو أني لما دخلت مع القافلة إلى بلادها كنت أخرج وأدور في البساتين وهي كثيرة الأشجار ، وحارس البساتين شيخ طاعن في السن فقلت له :
لمن هذا البستان ?
فقال لي :
لابنة الملك ، تخرج في البستان فتشم رائحة الأزهار .
فقلت له :
أنعم علي بأن أقعد في هذا حتى تمر علي أن أحظى منها بنظرة .
فقال الشيخ :
لا بأس بذلك .
فلما قال ذلك أعطيته بعض الدراهم وقلت له :
اشتر لنا شيئاً نأكله .
ففرح بأخذ الدراهم وفتح الباب وأدخلني معه وسرنا وما زلنا سائرين إلى أن وصلنا إلى مكان لطيف وأحضر لي شيئاً من الفواكه اللطيفة وقال لي :
اجلس هنا حتى أذهب وأعود إليك .
وتركني ومضى فغاب ساعة ثم رجع ومعه خروف مشوي فأكلنا حتى اكتفينا وقلبي مشتاق إلى رؤية الصبية فبينما نحن جالسون وإذا بالباب قد انفتح ، فقال لي :
قم اختف .
واختفيت وإذا بطواشي أسود أخرج رأسه من الباب وقال :
يا شيخ باب البستان .
وإذا بالسيدة دنيا طلعت من الباب فلما رأيتها ظننت أن القمر نزل في الأرض فاندهش عقلي وصرت مشتاق إليها كاشتياق الظمآن إلى الماء وبعد ساعة أغلقت الباب ومضت .
فعند ذلك خرجت أنا من البستان وقصدت منزلي وعرفت أني لا أصل إليها ولا أنا من رجالها خصوصاً وقد صرت مثل المرأة فقلت في نفسي :
إن هذه ابنة الملك وأنا تاجر فمن أين لي أن أصل إليها .
فلما تجهز أصحابي للرحيل تجهزت أنا وسافرت معهم وهم قاصدون هذه المدينة ، فلما وصلنا إلى هذا الطريق اجتمعنا بك وهذه حكايتي وما جرى لي والسلام .
فلما سمع تاج الملوك ذلك الكلام اشتغل قلبه بحب السيدة دنيا ثم ركب جواده وأخذ معه عزيز وتوجه به إلى مدينة أبيه وأفرد له داراً ووضع له فيها كل ما يحتاج إليه ، ثم تركه ومضى ودموعه جارية على خدوده لأن السماع يحل محل النظر والاجتماع وما زال تاج الملوك على تلك الحالة ، حتى دخل عليه أبوه فوجده متغير اللون فعلم أنه مهموم ومغموم فقال له :
يا ولدي أخبرني عن حالك وما جرى لك حتى تغير لونك .
فأخبره بجميع ما جرى له من قصة دنيا من أولها إلى آخرها ، وكيف عشقها على السماع ولم ينظرها بالعين ، فقال له والده :
يا ولدي إن أباها ملك وبلاده بعيدة عنا ، فدع عنك هذا وادخل قصر أمك .


 

رد مع اقتباس