عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2009, 02:49 PM   #1
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
!! بين بساتين الزيتون !!



قصة (( بين بساتين الزيتون !! ))


بقلم / موئل الأساطير



{,, حب من أول نظرة ,,}


في عصر يوم ٍ جميل ٍ مشمس من أيام الصيف ,,
شعر" فاديــ " فيه أنه بحاجةٍ إلى النزهة و الترويح عن النفس ,,
بعد أن أنهى هذا العام دراسته الجامعية ,, في كليّة الطبّ ,,
و التي حصل فيها على علامة الإمتياز ,, بعد جهد مضني ,,
و دراسة جادّة ,, استمرت لمدّة ست سنوات ,,
فكان ملاذه الوحيد ,,
بساتين الزيتون التي تحيط بقريته الصغيرة ,,
أخبر أمه بأنه سيخرج للتنزّه قليلا ً,,
بعد أن طبع قبلة ً حنونة ً على جبينها ,, اعتادتها منه كلما خرج أو دخل ,,
انطلق في طريقه ,, بين متأمل و مفكّر ,,
متأمل ,, بروعة ما حباه الله لقريته من الجمال الطبيعي ,,
من الأشجار المثمرة وارفة الظلال ,, و ينابيع المياه الصافية ,,
و مفكّر ٍ ,, بمستقبله و ماذا سيكون عليه ؟؟
و كيف سيقضي عمله كــ طبيب ٍ في عامه الأول ؟؟
و هل سيُقبل المرضى على عيادته بشكل جيّد ؟؟
و هل من الممكن أن يصل لما وصل إليه الطبيب " أحمد" من الشهرة ؟؟
بعد أن قام بعدة عمليات ٍ بالغة التعقيد ,, و انتهت بنتائج مرضية للجميع ,,
أسئلة ٌ كثيرة مارت في رأسه ,, تارة ً تتساءل عن مستقبله ,,
و تارة ً تحاول أن تستثير في رأسه أفكارًا حول يومه ,,
و تارة ً تعود به الذكريات إلى أيام الكلية ,,
تذكر كيف شُرّحت الجثث أمامه و أمام زملائه لأول مره ,,
و كيف أن بعض زملائه أصابهم الصداع ,,
و بعضهم لم يتمالك معدته فاتجه صوب الحمامات مسرعـًا ,,
لألا يصبح نكتة الأسبوع ,, بفعلته المشينة ,,
أطلق ضحكة عالية ,,, ههههه ,, " الله يرحم هديك الأيام ,, كانت أيامـًا رائعة ً بحقّ "
و بينما هو مستغرقٌ في أفكاره أثناء سيره ,, إذ أتى صوت غريب ,,
قطع عليه حبل أفكاره ,, و أرعب كل ذرة ٍ في كيانه ,,
توقف جامدًا في مكانه ,, من هول المفاجأة !!
قال في نفسه "ما هذا الصوت ؟؟!
لربما أنه "...." شـنـّـف سمعه جيدًا ,,
" إنه صوت بكآآآآء حزين !! لامس قلبه و ضيّق على صدره "
لا لإنه بكاء فقط ,, بل لأنه صوت أنثى تتألم بشدة ,,
و من النادر تواجد أحدهم في هذه المنطقة النائية ,, فكيف بفتاة !!
كان الصوت يأتي إليه من جهة المشرق ,,
توجّه مسرعــًا و بحذر ,, ليعرف الخبر ,,
كان الصوت يزداد كلّما اقترب ,, و يزداد معه وضوحه ,,
كان قلبه يخفق بشدّة ,, و أطرافه ترتعش ,,
لكنه ملك نفسه ,, و عادت إليه طمأنينته ,, بعد ما ذكر الله ,,
كان الصوت يخرج من خلف أحد الأشجار ,,
اقـترب من الشجرة بهدوء لكي لا تحس به تلك الفتاة الباكية ,,
اختبأ خلف أحد الأشجار ,, ونظر إليها ,,
فإذا به بفتاة تضاهي القمر حسنـًا و جمالا ً ,,
عندما رآها ,, لم يسمع بكاءً ,,
بل سمع معزوفة ً حزينة ً و رقيقة ,,
تتلاعب بالمشاعر ,, حتى أنها لتكاد تبكي العيون من تأثيرها ,,
لم يدري ما يفعل ,, فقط وقف متفرجـًا دون أن يتكلم بحرف ,,
فجمالها ألجم لسانه ,, و عيونه بدأت تبكي مع بكائها ,,
الحزن كان ظاهرًا عليها ,, رغم أن مقلتيها كانتا مختفيتان خلف يديها ,,
و الدموع قد ملأت ثيابها ,, و شعرها المنساب على كتفيها ,,
و الخوف و الرعشة ,, كانتا باديتان على جسدها النحيل ,,
ازاحت يدايها عن وجهها ,, فلمحته من بعيد ,,
صدمت للوهلة الأولى ,, ثم لم تلبث نفسها أن استكانت ,,
و مع سكون نفسها و طمأنينتها ,, اشتاحتها من المشاعر ما اشتاحه ,,
تحولت مشاعرها من الإستغراب إلى عشق ٍ ,,
بدى جليّــًا بابتسامةٍ رقيقة علت محيّاها ,,
و نظرات ٍ تفيض لهفة ً في عينيها ,,
قامت إليه بقوامها المربوع ,, و جسدها الممشوق ,, و عينيها الساحرتين ,,
تقدّمت نحوه ,,
و مع كل نظرة ,,
خفقآآآآن القلووووب يزدآآآد ,,
و الحبّــ يكبر في الفؤآآآآد ,,
أصبحا في مقابل بعضهما البعض ,,
ضاعت الكلمات من لسانه ,,
و هو الذي لا يرتبك أمام أحد ,,
و تاهت نظراته في وجهها الفتان ,,
و هو صاحب نظرة الصقر القناص ,,
أخبرته بخبرها كاملا ً ,,
و أنها جاءت مع رفيقاتها ,,
ثم ابتعدت عنهم ,, للتمشى قليلا ً ,,
فلم تشعر بنفسها إلا و هي بهذا المكان ,, تائهة ٌ حائرة ,,
طلبت منه برقّة متناهية أن يساعدها في إيجادهن ,,
فأجابها لما طلبت ,, رغم إرتباكه الشديد ,,
فهو ما زال في هول صدمة المفاجأة ,,
فمشت إلى جانبه و هي تحادثه عن نفسها و عن أهلها ,,
و شيئـًا فشيئـًا ,, بدأ شعور الإرتباك يزول ,,
و بدأ يحادثها عن نفسه ,, و عن طموحاته و عن أحلامه ,,
سارا أكثر من ساعة وَ هما مستغرقان بالحديث ,,
و لم يدرك فاديــ ذلك إلا من عقارب الساعة ,,
طوال الطريق لم يستطع أن ينظر في عينيها ,,
فنظراته ستفضحه ,,
ازدادت وعورة الأرض ,, و أصبح من العسير المشي فيها ,,
فلم يشعر إلا و شيء رقيق يداعب أنامله ,,
أمسكت يده ,, و استندت عليه في سيرها ,,
فلم تتعود تلك الملاك أن تسير في هكذا أراضي ,,
كانت هي من تحادثه ,, و هو يستمع لها ,,
و فجأة ,, بدأ خفقان قلبه يزداد بشكل ٍ جنوني ,,
و سرت رعشة قويّة ٌ في جسده ,,
كاد يتجلط لها دمه ,, الذي يسري في عروقه ,,
شعر بحدوث أمر ٍ خطير ,,
كانت تستمر بمحادثته و هو ساكت ,,
ثم لم تكد هي أن سكتت ,,
بدأت حرارة ٌ تسري في جسدها ,,
تغيّر لونها ,, و أصبحت شاحبة ,,
نظرت إليه بعيون ٍ وجلة ,,
ثم بدأت تتأوه بشدة وتومئ بعينيها إلى ......


يتبع ..
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس