نفساني - عرض مشاركة واحدة

30-09-2008, 12:14 AM

أشتاق و ألتاع
و الحب من يدي قد ضاع
فقد كنت في حلم جميل
أم أني كنت في حلم من الضياع

ألا يوجد في الحياة موئل للصدق أو ملجأ للوفاء
فقد اجتاح الغدر أراضينا
و سيطرة الخيانة على فيافينا
هكذا هو الزمان غدر و خيانة و وهم زائف
غدر بي ,, آذاني ,, أوغل جراحي ,, دمر كياني ,,

عادت إلى دارها و لسان حالها يقول هذه الكلمات ,,,

سطوة القبيلة
قد ضيعت من الثمينة
و رمتني خارج نطاق الحياة
و جعلت روحي حبيسة أصغر قنينة

آه من القبيلة و سطوتها
ألم يحن لنا أن نخرج من نطاق الحكم المستبد
إلى نطاق الحرية الشخصية
التي تحكمها حكمة المباديء الإسلامية
حكمت بالموت المؤبد و أنا مازلت جثة على قيد الحراك

كانت فكرته الوحيدة تدور حول جور قوانين القبيلة
وكيف نزعت حبيبته من بين يديه و إقتلعت طيفها من أمامه ,,,,

وهي بدموعها تجيب عن السؤال
و آهاتها تغني عن طويل المقال

أنشدت الجريحة تشكو حالها لخالقها :

أشكوك حالي يا خالقي وما اعتراني من بلاء
هكذا اقتضت حكمتك ما لحبيب قلبي من لقاء
الطعن يأتي من صوبه و جراح القلب و الجفاء
مولاي بعد هذا الكدر أسألك هذه الليلة الصفاء
راضية ومؤمنة بالقدر لا إعتراض على القضاء
لكن في القلب جرح كتبت أحرفه بلهيب الدماء

و هو حاله مع أهله خاضع راضغ لا قول ولا حتى همس
مظهره في غاية الأناقة و الجمال
و قلبه كسير جريح معلق بالسماء
يتجه إلى مخطوبته كأنما يتجه صوب قبره
ضاقت عليه الأرض بأرجائها و أنحائها
كيف سيكون عريس غيرها ؟ وهي ملكة قلبه و سيدة روحه

وصلوا لبيت عمه و استقبلوهم أحسن إستقبال يليق بالخاطبين
لكنه مع هذا أحس بضيق شديد حتى أنه كاد أن يخرج
لولا أنه سمع كلمات شرحت صدره و ردت إليه روحه
نعم إنها حبيبتي تخاطبني " وهي لم تعرف بعد من يكون ":

أيها الغريب مالك تريد قربي فأنا موجوعة من أعماق قلبي
حتى إن كنت لي قريب فأنت بعيد عن روحي و عن عقلي

قاطعها بعدما عرفها :

أنا الغريب قادم لأشفي جراحكي و أنا لعلتكي الحكيم و أنا الطبيب
أنا غريق حبكي و ساكن فؤادكي و كنت بعيداً والآن صرت قريب
لم تصدق نفسها عندما سمعت صوته ظنت نفسها للحظات في حلم جميل
لكنها إستيقظت على ذكرى صورة قديمة جدا احتفظت بها في مخيلتها
منذ الصغر ,,,

كانت صورته هو , أو أنه شبيه , لا بل هو نفسه , إنه هو , إنه حبيبي ,,,

خرجت عليه بكامل رونقها و جمالها :

أهلا و سهلا بالحبيب المنتظر نورت دارنا و استحى منك القمر
سلمت دار زرتها و شرفتها و بك الخير كالمطر الغزير انهمر هو :

بل بكي أهلا يا سلوة الروح يا حلما رقيقا بالحب حياتي قد غمر
أنتي طبيبة العيون و كحلها برأيت وجهكي البسام يبهر البصر

و تمت مراسيم الخطبة بأسرع ما يمكن ,,,,

و إختلى بها لوحده فبدأت مراسيم العشق و الغرام و الحب و الهيام

هو :

بدونكي أنا بلا روح ,,, كجسد مرميّ من أحد السطوح

هي :

سأموت قبلك متيقنه ,,, فروحك ستخرج من بين جنبيّا

هو :

حياتي لا تكون بدونكي ,,, فأنت بلسم القلب و الروح

هي :

حبك مدفون بصدري ,,, و عشقك مكتوب بين عينيّا

هو :

نبضي تابع نبضكي ,,, وعيناكي أرى بها بوضوح

هي :

أنت عشق عمري ,,, وخطواتك مسار وطريق كعبيّا
أنت حبي الأولي ,,, و أنفاسك مقرها جوف رأتيّا
أنت حلم روحي ,,, و وجودك يزيدني بهاءاً ورقياً
أنت غرام قلبي ,,, و يا ليت يدّيك منال يديّا
لكنت بحب قبلتهما ,,, و لامست بشرتك كلا شفتيّا

لم يحتمل كلماتها المثيرة فقرر أن يقترب منها
فقبلها على جبينها قبلة بغاية الحنية و الرقة
و ما تملك الدنيا من أسمى أحاسيس الحب
و الهيام وهمس في أذنها :

أحبكي يا أميرتي .

فأشعلت قبلته و كلماته سراج الحب في
صدرها فلم تتمالك نفسها فارتمت بين أحضانه
و بادلته قبلته بقبلة على خده راسمة حبها بأرق
و أنعم ريشة دافئة ألا وهي شفتيها وهي تهمس في أذنه :

أحبك يا ملكي أحبك .

>>>>>> الــنــهــايــة <<<<<<

المصدر: نفساني