عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2002, 01:09 PM   #70
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


سوف يتم تقسيم ا لمركزباذن الله الى محطات دعويـــه0!!!

(المحطـــــة الثانيــــــــة)!!!!



( الخروج من النفق الىفضـــاء الله)0 منقوول

=========================



حين تعصف بالإنسان الهموم ولم يكن متهيئاً لها :
تغيب الرؤى .. وتتعطل المدارك .. ويُعشى على الأبصار ..
ويكاد يخرج الإنسان من طوره . إن لم يستطع أن يخرج من جلده !!

حين تعصف الهموم بالإنسان ، ولم يكن ذا حصانة :
فإنه يغدو أشبه بالقارب الخشبي وجد نفسه في خضم بحر هائج
أمواجه كالجبال ، يأتيه الموت من كل مكان ، وما هو بميت ..!!

حين تعصف الهموم بالإنسان ولم يكن مهيأ النفس لها ،
ولا يجيد فن التعامل معها :
فما أسرع ما تخور قواه .. وتتبدد طاقاته .. ويشل تفكيره ..
وتصفعه الدنيا صفعات متوالية
وهو بين يديها الصافعتين مخذولا مفجوعا متهافتا جزعا فزعا ..!!


ولكن ....... ولكن بالمقابل :
حين تتضح الرؤى .. ويبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ..
وتبرز معالم الطريق للعيان بلا مواربة ..
وتنضبط البوصلة جيدا جهة السماء .. لا تحيد ..
ويستنير القلب بنور الوحي استنارة كاملة ..
حتى يصبح فيه مثل السراج يزهر _ كما ورد في الحديث _ ..

فإن تلك الهموم نفسها .. بعينها .. بشحمها بدمها .. !!
تلك الهموم التي سحقت الرجل الأول في المثال السابق
تلك الهموم نفسها تغدو لهذا الإنسان المتميز المتلألئ بنور وحي السماء :
تغدو : غذاء .. ودواء .. وجلاء .. ومهمازا على الطريق !!


السر في القصة كلها ..
أن هذا الإنسان المتميز .. أجاد فن التعامل معها ..
وأحكم إتيان البيوت من أبوابها ..
وأحسن إدارة دفة الهموم وإن ترادفت وتراكبت ..!
وتحكم بمجاديفها فلا يسمح لها أن تسوقه إلى مناطق ( الحظر ) الخطرة !!
بل هو يستعين بالله عليها .. ليستثمرها على الوجه الأفضل والأمثل

يستثمرها لصالحه .. لصالح مزيد قرب من الله سبحانه ..
لصالح استنارة قلبه .. وسكينة روحه ، وزكاة نفسه ..
ليسمو بها ، ومن خلالها ، ومعها ..
ولا يسمح لها أن تكون حجر عثرة في طريقه ..
ولكن .. ولكن متى يكون ذلك ومثله ؟؟
نعم .. هذا هو السؤال : متى يكون ذلك ؟
وهل يمكن أن نكون نحن كذلك ؟؟

باختصار ..
يكون ذلك يوم يصبح هم هذا الإنسان هما واحدا ، يحتل مساحة قلبه كلها
تتلبسه حالة لا تفارقه .. ويصحبه هم واحد يلازمه ..
أن يصبح همه كله .. لله وبالله وفي الله ومن أجل الله ..
يومها تأتي بقية الهموم ، وليس فيها قسوتها العنيفة ، التي تكسره..

نعم ..
قد يعاني منها قليلا في أول ساعاتها ،
ولكنه يستيقظ .. يستيقظ ليبادر في همة
فيدير دفتها لينتفع بها في النهاية ..
فإذا هو يحمد الله على ما قضى وقدر ..
ما شاء الله كان ، وما شاء الله لم يكن ..
لله ما أخذ ، ولله ما أعطى .. وكل شيء عنده بمقدار
قدّر الله وما شاء فعل .. والخيرة في ما اختاره الله ..
ونحو هذه المعاني

فإذا به في تلقائية ، وفي رضى ..
يحمد الله من كلية قلبه ، وليس من على طرف لسانه ..

وشتان بين الصورتين ...
أعني شتان بين ذلك الإنسان :
الذي تسحقه الهموم ، وتطحنه طحن الرحى للحبة ..
وبين هذا الإنسان المتميز :
الذي أكرمه الله ورفعه ، فعرف كيف يأتي البيوت من أبوابها .. شتان شتان ..
شتان بين الثرى وبين والثريا ..
شتان شتان بين الميت وبين الحي ..

ولا يزال وراء الكلام كلام .. وما أعذب الكلام في هذا الكلام !!
وما توفيقي إلا بالله ..

والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا .. وسابقا ولاحقا ..
وقديما وحديثا .. وصباحا ومساء .. وليلا ونهارا ..
والحمد لله ربنا إذا أشرقت شمس أو توارت وراء حجاب
والحمد لله خالقنا ورازقنا إذا ولد فجر ، أو انطوى نهار ..
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربي ويرضى ..
- - -


وانتظروا المزيـــد!!!!!




البتار للدعوة والارشاد!!!!!!!


 

رد مع اقتباس