أشراط الساعة\ خروج يأجوج ومأجوج.
وأما يأجوجُ ومأجوجُ فهم في الأصل قبيلتان من بني ءادم من البشر كلُّهم كفار ، وأما مكانُهُم فهو محجوبٌ عن الناس في طَرَفٍ من أطرافِ الأرضِ . اللهُ تعالى حجزهم عن البشر فلا يراهم الناس ، فلا هم يأتون إلينا ولا نحن نذهب إليهم ، الصَّعبُ ذو القرنين عليه السلامُ الذي كان من أكابر الأولياء حجزهم عن البشر ، بقدرة الله تعالى بنى سداً ، الله تعالى أعطاه من كلِّ شىءٍ سبباً لأنه وليٌ كبيرٌ ، كانت الريحُ تحمله من المشرق إلى المغرب ، وذو القرنين عليه السلام بكرامةٍ أعطاه الله إيَّاها بنى سداً جبلاً شامخاً من حديد ثم أُذيبَ عليه النُحاس فصار أمتن ، لا يستطيع أحدٌ من البشر أن يترقَّاه بطريق العادة ، وهم يحاولون أن يخترقوا هذا الجبل كلَّ يوم فلا يستطيعون ، ويقولون كلّ يوم بعد طولِ عملٍ وجهدً غداً نكملُ ، قيعودون في اليوم القابل فيجدون ما فتحوهُ قد سُدَّ إلى أن يقولوا: غداً نكملُ إن شاء الله ، فيعودون في اليوم القابل فيجدون ما بدؤوا به قدبقي على حاله فيُكملونَ الحفرَ حتى يتمكنوا من الخروج .
ثم يأجوج ومأجوج لا يموت أحدهم حتى يلدَ ألفاً من صلبه أو أكثر كما ذكر الرسولُ عليه الصلاة والسلام ، فيصير عددهم قبل خروجهم كبيراً جداً ، حتى إنَّ البشر يوم القيامة بالنسبة لهم من حيث العدد كواحد من مائة ، الله أعلم كيف يعيشون الآن وماذا يأكلون ، وما يُروى من أنَّ ءاذانهم طويلة ينامون على واحدة ويتغطون بالأخرى وأنهم قصار القامة فغير ثابت .
وفي أيامهم تحصل مجاعة يمرون على بحيرة طبريَّا التي في فلسطين فيشربونها ، فيمرُّ ءاخرهم فيقول كان هنا ماءٌ ، ثم لما ينزل المسيحُ عيسى عليه السلام من السماء هم ينبهتون ، فلا يتجرّأ المسلمون لحربهم ، فيذهبُ سيدنا عيسى عليه السلام والمؤمنون إلى جبلِ الطُّورِ يدعونَ اللهَ يستغيثون به منهم ، ويتضرعون إلى الله أن يهلكهم ، فيُنزِلُ اللهُ عليهم دوداً يدخل رقبة كل واحدٍ منهم فيرميه صريعاً ميتاً ، ثم اللهُ تعالى يرسلُ طيوراً فتحملُهم وترميهم في البحر ثم يُنزلُ مطراً يجرفُ ءاثارهم إلى البحر ، وهؤلاء بعد أن ينزلَ سيدنا عيسى بمدة يظهرون .
|