الموضوع: الإكتئاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2008, 07:54 AM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 15-05-2024 (08:42 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
الإكتئاب




الاكتئاب هو حالة مزاجية تعتري الإنسان لأسباب معينة أوقد يكون من دون سبب. وقد تصل هذه الحالة من الشدة بحيث تؤثر على تفكير الشخص وسلوكه وانفعالاته، وقد يتعدى تأثيرها المريض نفسه إلى المحيطين به. والمشكلة أن الكثير من الناس لا يعتقدون بأن الاكتئاب هو مشكلة مرضية بالفعل ولها أبعاد مختلفة. أعراض الاكتئاب الاكتئاب له العديد من المتلازمات، والحزن أحد أعراضه، لكن نسبة لا بأس بها من المرضى بالاكتئاب لا يشعرون بالحزن. إذن فالاكتئاب هو متلازمة أهم أعراضها الحزن وقتل الرغبة في الإنسان. و قد يكون من المفيد هنا الإشارة إلى أن الإنسان خلال إصابته بالاكتئاب تطغى عليه حالة شديدة من الحزن وفقدان الرغبة في فعل أي شيء، فضلاً عن بعض الأعراض الأخرى التي قد تكون شديدة إلى حد تأثيرها على نفسية المريض وعلاقته بالآخرين وقدرته على القيام بأعماله اليومية المعتادة وواجباته.
تشخيص الاكتئاب يتم بطريقة إكلينيكية، بمعنى لا يوجد أجهزة لقياس حدة الاكتئاب أو مداه داخل المختبرات، فهو تشخيص إكلينيكي بحت.
أعراضه:
أما أعراضه فأبرزها الشعور بالحزن والغم والضيق وفقدان الرغبة في عمل أي شيء حيث تفقد جميع ملذات الحياة طعمها بالنسبة له، ولا يود الاستمتاع بأي شيء ولا تصبح لها أي قيمة عنده. فعندها قد يمتلك المريض الكثير من ملذات الدنيا، ولكنه لا يستطيع الاستمتاع بها. هذا فضلاً عن الأعراض العضوية المرتبطة بذلك مثل اضطرابات النوم من حيث الزيادة أو النقصان وكذلك الحال بالنسبة لتناول الطعام، فضلاً عن الشعور بالكسل والخمول والصعوبة في التركيز. وقد يصل الأمر إلى حد التفكير في الانتحار لأنه يعتبر الموت أهون من الحياة. والاعتقاد بأن أي إنسان يستطيع تشخيص الاكتئاب هو اعتقاد خاطئ، بل أن كثير من الأطباء غير المتخصصين لا يكون بمقدورهم القيام بذلك. فالأمراض النفسية بالذات دائماً ما تكون بحاجة إلى التدريب والخبرة من المعالجين أكثر من التخصصات الأخرى. لأن الأمراض النفسية عموماً لا تعتمد على نتائج التحاليل المخبرية. مع ذلك فهناك أشياء محددة بالنسبة للاكتئاب. منها الوقت، بمعنى أن الحالة لابد أن تستمر لمدة أسبوعين على الأقل في العادة، أما الأعراض فيحددها الطبيب. و الفرق بين الاكتئاب العادي والمرضي هو مدى استمراريته وتأثيره على حياة الشخص بشكل عام. لكن المسألة أكثر تعقيداً من ذلك حيث يتم أخذ بعض الظروف في الاعتبار. فقد تؤدي وفاة أحد الأشخاص المقربين إلى البقاء في الحزن لمدة أسبوعين أو أكثر، وهو شيء طبيعي. فالاكتئاب النفسي في الحقيقة ليس بالبساطة التي قد يعتقدها بعضنا فله أبعاد مختلفة، فمنها البيولوجي والاجتماعي والنفسي. فعندما يتعرض شخص ما لكارثة مثلاً أو مصيبة أدت إلى دخوله في حالة اكتئاب، فمعرفة مدى تأثير هذه الظروف على نقص بعد المواد في الجسم مسألة معقدة لا يمكن اختزالها بمجرد قياسات مختبرية.
عوامل مرتبطة بالاكتئاب:
إن الإصابة بالاكتئاب لا تشترط وجود سبب فالحزن قد يكون بداية لكنه لا يعتبر هو المدخل دائماً للاكتئاب. فقد تكون البداية متمثلة في فقد الرغبة أو الحماس لفعل الأشياء وتقلص الدوافع التي كانت موجودة لديه مسبقاً. أما إذا لم يكن هناك سبب واضح للإحساس بالحزن فهذا يندرج تحت الاكتئاب دائماً. كما أنه توجد الكثير من الأمراض العضوية التي يمكن أن تؤدي إلى حالة من الاكتئاب النفسي. من ذلك على سبيل المثال اضطرابات الغدد بجميع أشكالها. فضلاً عن الأمراض التي تصيب الدماغ مثل الشلل الرعاش، فهذا المرض يكون مصحوباً بنسبة 40 إلى50% من حالات الاكتئاب، بالإضافة لوجود أدوية لأمراض عضوية قد تؤدي إلى الاكتئاب النفسي مثل علاجات القرحة ومضادات ضغط الدم. أنواع الكآبة وهناك أنواع متعددة للاكتئاب منها الكآبة العادية التي قد تمر بأي شخص عندما يستيقظ من النوم مثلاً. وهي من الأشياء الطبيعية التي نسميها بالأشياء اليومية الحياتية المعتادة. نوع آخر وهو أنه عندما يحدث شيء ما فيشعر الشخص على أثره بالكآبة والضيق المصحوبين ببعض الأعراض المعينة. و يسمى بـ "الصراع التكيفي" أي تعرض الشخص لمشكلة معينة يصعب عليه التكيف معها، لكن عندما يتغير هذا الحدث بعد فترة زمنية محددة فهذا لا يندرج أيضاً ضمن الاكتئاب لأنه يختفي بانتهاء المشكلة ولا يؤثر بالدرجة نفسها عند الإصابة بالاكتئاب النفسي. وقد تكون هناك أعراض أخرى مثل الأعراض المحددة في الاكتئاب النفسي. ولكن توجد بعض الفروقات البسيطة بين النوعين التي يستطيع الطبيب النفسي عن طريقها معرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بالاكتئاب النفسي أم أنه اضطراب تكيف أو غير ذلك.
الاكتئاب وكبار السن:
الاكتئاب عند كبار السن تكون أعراضه أكثر حدة في العادة. لذلك ينصح الأطباء كبار السن الذين يعانون أعراضاً جسمية كثيرة دون وجود تفسير طبي من المتخصصين في الأمراض المختلفة باللجوء إلى الطبيب النفسي حيث إنه قد يعاني مما يسمى بـ "الاكتئاب المقنع" السمك يقلل من الاكتئاب هذا ما توصلت إليه دراسة واسعة النطاق أجريت في فنلندا إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السمك أقل من مرة في الأسبوع يكونون أكثر بمعدل 31% عرضة للاكتئاب المعتدل والشديد مقارنة بمن يتناولون الأسماك أكثر من مرة في الأسبوع. ويقول الدكتور إنتي تنسكانن، أستاذ طب النفس في جامعة كوبيو الفنلندية الذي أشرف على الدراسة إن مرد ذلك قد يكون للأحماض الذهنية المتعددة غير المشبعة «أوميجا3» الموجودة في السمك، لكنه حذر من أنه: لا يزال من المبكر جداً أن ننصح الناس بتناول السمك أو أحماض «أوميجا3». كوسيلة لتجنب الاكتئاب، وشملت الدراسة عينة عشوائية من 3204 أشخاص من أربع مناطق مختلفة من فلنلدا، حيث طلب من هؤلاء الإجابة عن استبيان يقيس أعراضهم الاكتئابية ويظهر في الوقت نفسه معدل تناولهم للسمك، وأظهرت النتائج أن أعراض الاكتئاب ظهرت عند34% من النساء اللاتي لا يتناولن السمك بشكل متكرر بالمقارنة مع 27% عند أولئك اللواتي يتناولنه لأكثر من مرة في الأسبوع، لكن الاختلاف كان أقل عند الرجال:30% مقابل 28.5%. والنتيجة الإجمالية من بيانات الجنسين هي ازدياد بنسبة 31% بعد ضبط المعدلات إحصائياً واستبعاد تأثيرات العوامل الأخرى كالسن والتدخين.
النساء والاكتئاب:
المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجل،هذا ما تؤكده دراسة طبية أمريكية، فحسب الأرقام التي أوردتها الجمعية النفسية الأمريكية فإنه مقابل كل رجل يصاب بالاكتئاب تصاب به امرأتان أو ثلاث. وتشير الأرقام أن 12% من إجمالي عدد النساء يصبن بالاكتئاب سنوياً مقابل 7% من الرجال. وخلافاً للعوامل المعروفة التي تسبب إصابة المرأة بالاكتئاب مثل الدخول في مرحلة سن اليأس، أو فترة ما قبل الدورة الشهرية، فإن الباحثين يضيفون عوامل أخرى، منها التعرض للضغوط العصبية والشعور بالضعف وقلة الحيلة. كما توصلت أبحاث نفسية حديثة أجراها علماء النفس في جامعة "هيرتفور دشاير" البريطانية إلى أن الرجال الذين يعيشون مع زوجات يعملن في وظائف ومهن عالية المرتبة هم أكثر احتمالاً للإصابة بالاكتئاب. وأن الرجال الذين تشكو زوجاتهم من متاعب العمل يعانون مستويات أعلى من الاكتئاب مقارنة بغيرهم من الرجال الذين لا يتعرضون لمثل هذه الظروف.
النوم والاكتئاب:
نقص النوم يزيد من فعالية الدماغ ويخفض الأعراض السريرية للكآبة. هذا ما أثبتته دراسة أمريكية أجريت في جامعة كاليفورنيا واستمرت خمس وجاء هذا الاستنتاج بعد إجراء فحوص طبقية محورية لـ 36 مريضاً بالكآبة، و26 شخصاً سليماً، بالإضافة إلى اختبار شعاعي نوعي للمرض يهدف إلى قياس الفاعلية الاستلابية لأجزاء معينة من قشرة الدماغ، خصوصاً تلك التي تتحكم بالعواطف والشعور، بعد كل ليلة نوم طبيعي وليلة نوم قلق ومضطرب. وخلال مقارنة نتائج كل مشارك على حدة، كان أكثر الأمور أهمية هو ازدياد النشاط الاستقلابي في قشرة الدماغ بعد ليلة نوم قلق عند 16 مريضاً بالكآبة، وهو مماثل تماماً للملاحظ عند الأشخاص الطبيعيين. تحدث الكآبة في إطار مرض فيزيائي آخر، أو نتيجة لظرف اجتماعي صعب، أو انعكاس لمشكلات شخصية أو كوارث حياتية، وهي تؤدي إلى أعراض فيزيائية عدة وغير نوعية مثل الاستيقاظ الباكر ونقص الشهية والوزن والإمساك، ونقص الشهوة الجنسية والتعب والألم الجسدي المبهم، بالإضافة إلى حدوث الإثارة والغضب لأقل الأسباب وضعف الحركة والتعابير، وتكرار الكلام ونقص في الجمل وضعف المعنى. وكانت دراسة سابقة أجريت في جامعة ميتشيغن أظهرت فائدة منع النوم عند المصابين بالكآبة، إذ حرم 16 مريضاً من النوم لمدة 26 ساعة، كانت نتيجتها تحسن المصابين بدرجة كبيرة من هذا المرض، على العكس تماماً من المصابين بدرجة أخف. يذكر أن هذا الجزء من الدماغ الذي تغيرت فاعليته ونشاطه إيجابياً مع عدم النوم، هو المسؤول عن تطور هذا المرض. ويأمل الباحثون عن طريق دراسة هذه المنطقة بشكل جيد التوصل إلى علاج يناسب كل حالة ويفوق بفاعليته العلاجات المعروفة حالياً.
.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس