عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2002, 03:55 AM   #5
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


طفلتنــا وطفلتهــــم!!طفلتنا وطفلتهم؟؟؟؟؟؟
فتاتنا!! وفتاتهم!!

إيمان الدوخي



طفلتنا وطفلتهم..

طفلتنا، تصحو صباحاً، كالطير تشدو بذكر الله.. أصبحنا وأصبح الملك لله..

تتوضأ، تركع ركعات تكسبها سكينة وهدوءاً.. ترتدي ملابسها.. تطبع قبلة على رأس والدتها.. تركب سيارتها على كتاب الله تسير إلى مدرستها..

إذا رأيتها بضفيرتيها تقف السيارات بكل من فيها.. تمر طفلتنا الصغيرة.. تقطع الشارع بأمان.. يراقبها رجل المرور الواقف وسط الشارع.. بسم الله تدخل مدرستها..

طفلتهم.. تصحو صباحاً كالطير الفزع تركض.. على طاولة الإفطار تجلس.. تلتهم طعامها.. ترتدي ملابسها.. وتجري إلى مدرستها.. قد يفتن بها رجل المرور. وتمشي وسط الشارع وتدلف إلى مدرستها.

***

طفلتنا تنمو وتكبر..

طفلتهم تنمو وتكبر..

فتاتنا درة مصونة محتشمة.. تتطلع النفوس للوصول إليها.. ولكن هيهات.. هي درة مصونة وماسة غالية صعبة المنال. لا يحظى بها إلا من ترضى "هي" خلقه ودينه.. يغوص إليها في بحر الحياة..

فتاتهم كالزهرة.. جذابة لها عبير آسر.. على قارعة الطريق.. تأسر الجميع روعتها.. يشمها جميع من يمر عليها، يتأملها الغادي والرائح.. سهلة الوصول والمنال.. يقطفها من أرادها.. فيسلبها رحيقها ورونقها، ويسرق روعتها، ثم يرميها كما أخذها على قارعة الطريق بلا رحمة..

***

فتاتنا.. أم ترعى مملكتها الصغيرة.. وتهتم برعايتها.. حاجاتها مكفولة.. وطلباتها موجودة.. تكبر مملكتها وينمو أبناؤها.. على جرعات إيمانية تسقيهم إياها كل صباح ومساء...

ينمو الأبناء في مملكة إسلامية كما نمت أمهم من قبل.. في بيئة إيمانية طاهرة..

فتاتهم.. لا وقت لديها للأمومة.. عاملةٌ كادحةٌ.. تخرج وتدخل تحضر حاجاتها بنفسها.. تصارع الرجال في الأسواق..

أبناؤها ينمون ويكبرون في أحضان الفراغ العاطفي والديني والثقافي..

ينمو الأبناء كما نمت أمهم..

***

أبناء أمنا يكبرون وحقها مكفول معروف..

{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً...}.

{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن...}.

"من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".

"أحسن الصحابة حج بأمه على ظهره وعندما عاد سأل الفاروق: هل أديت حقها؟ قال: لا ولا بطلقة واحدة..".

***

أبناء أمهم يكبرون.. بعيدين عنها يسرحون ويمرحون، وهي مجرد خادمة لهم فقط من كماليات المنزل فقط!! حتامّ بلغ أحدهما 15 أو 17 ويترك لها المنزل.. تجلس لتصارع الوحدة لوحدها بلا أبناء..

***

أمنا تصير جدة مع الأيام.. يلفها الإخاء والمحبة هي ضياء وأنس المنزل..

وحقها لا زال مكفولاً.. {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}، "رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخل الجنة".

مرض جدتنا يحزن له الجميع.... ويأنس الجميع لأنسها.. شمعة تحترق ولكنها تجد جزاء احتراقها محبة ورحمة... تزيد التهابها..

أبناء وأحفاد.. وزوج وأقارب.. لا يغيبون عنها..

تكبر وهي مصونة مقدرة..

وإن انطفأت تلك الشمعة فذكراها في القلوب.. لا تنسى.. يضل الجميع يذكرها بالخير.. الكل ينادي جدتي جدتي يدعو لها بالخير ويترحم عليها..

***

أمهم تصبح جدة.. وسط البيت وحيدة تعيش، أعطت ما لديها كله..

الآن عجوز هرم.. تخرج لشراء حاجياتها بنفسها رغم سنها الكبير.. تصارع المارة.. يدفعها هذا ويصادمها ذاك.. وقد يرد كلمة أسف.. وقد يسكت ويكمل طريقه دون أن يلتفت إليها..

أما أبناؤها.. فهي لا ترى منهم إلا بطاقة تهنئة بعيد الميلاد دون رؤية أحفادها..

تموت أخيراً.. ليودعها أبنائها بباقة زهور يرمونها على قبرها وتغيب وتنسى..

***

بين فتاتنا وفتاتهم..

ما بين السماء والأرض.

فكيف ترضى فتاتنا الآن بحمل أفكار فتاتهم.. لو علمت فتاتهم بعزك يا فتاتنا.. لتركت أرضها.. وهاجرت إليك لتعيش مثلك..

أنتِ فتاتنا.. مصدر سعادتنا..

زهرة.. درة.. ماسة غالية.. لا ينالها إلا من يستحقها ويصونها ويحرص عليها..

فهل أنت زهرة... على قارعة الطريق؟!

أم ماسة ودرة غالية... صعبة المنال؟!

لله دره.... الخليفة الثاني أمير المؤمنين الفاروق حين قال:

" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.. فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".



!


 

رد مع اقتباس