عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-2002, 01:51 PM   #42
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وبين عامي 82 و 89، كان السيد حسن نصر الله، رجل المهمات التنظيمية بامتياز، عكف على بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها للمقاومة والجهاد وترسيخ مفاهيم محاربة الظلم وإحقاق الحق. يقول مقربون منه: إنه كان دائم القول: "إن إسرائيل قوية في أذهاننا فقط، وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا ستجد أن هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".

أواخر الثمانينيات، سافر نصر الله إلى قم في إيران؛ حيث ثاني مركز ديني تعليمي، يومها قال كثيرون: إنه نأى بنفسه عن سجالات حامية داخل أوساط حزب الله حول سياسة الحزب الإقليمية والمحلية، إلا أن آخرين يقولون: إن نصر الله مرّ بفترة تحضير نسج خلالها علاقات وثيقة مع إيران وسوريا، ساهمت فيها شخصيته الجادة وتجربته الحزبية، رغم صغر سنه.

ولم يكن آنذاك قد تجاوز عمره الثلاثين، كان يرى أن " علاقة إيرانية- سورية متينة ستوفر لحزب الله أفضل الظروف للعمل ". وقد أثبتت الأحداث صحة تحليله.
عام 1992، يصل السيد حسن نصر الله إلى زعامة حزب الله، بانتخاب من قبل " مجلس الشورى " في الحزب، إثر استشهاد السيد عباس الموسوي على يد قوة إسرائيلية محمولة جوًّا هاجمت موكبه في الجنوب. لم يكن نائبًا للأمين العام للحزب، وكانت أصغر أعضاء مجلس الشورى سنًّا، إلا أنه انتخب أميناً عاماً.

وبدأت بصماته تظهر واضحة على نهج الحزب وسياساته، فهو الذي أطلق سلاح الكاتيوشا في الصراع مع إسرائيل وهو الذي وضع نظرية " توازن الرعب " التي أعجزت الإسرائيليين ودفعتهم إلى توقيع اتفاق نيسان الذي يعترف بحق المقاومة في قصف جنود الاحتلال ومواقعهم إذا بادرت إسرائيل بالاعتداء بعد ثمانية عشر عاما من تأسيس الحزب، وقف حسن نصر الله أمام أكبر حشد جماهيري يشهده الجنوب المحرر، مزهواً بالنصر، لكنه الزهو الخالي من أي غرور. لم ينسَ في مستهل خطابه أن يتذكر قدوته الأولى الإمام موسى الصدر، ودوره في إطلاق شرارة المقاومة، ولربما أراد القول، دوره في تكوين هذه الشخصية اللامعة .

لم يصدر عن السيد حسن نصر الله ما ينم عن وجود بذور للغرور، ففطرته وتربيته الدينية يحولان - كما يبدو - دون ذلك . ما زال يعتبر الطريق طويلا، فالانتصار في معركة، لا يدفع إلى الارتخاء، بل هناك معارك أخرى ربما ليست عسكرية، بل معارك تنمية وبناء الإنسان، وهذه رسالة الإسلام كما يؤكد دوماً.


 

رد مع اقتباس