عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2002, 12:27 AM   #36
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
اخي خالد00 اليوم دورك00 ولكن00
بما انك غير موجود سأنوب عنك, وحينما تعود مكانك محفوظ00
------------------------------------
ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلت الخضراء رجلا أصدق من أبي ذر".

في وادي "ودان" كانت تقيم قبيلة "غفار"، هذا الوادي الذي يصل مكة بالعالم الخارجي.

وكانت تعيش على ذلك الشيء القليل الذي كانت تبذله القوافل التي تسعى بتجارة قريش ذاهبة إلى بلاد الشام أو عائدة منها.

وكان "جندب بن جنادة" المكنَّى بـ "أبي ذر" واحدًا من أبناء هذه القبيلة، كان يمتاز بجرأة القلب ورجاحة العقل وبعد النظر، كان ضخم الجسم كَثَّ اللحية.

كان يضيق صدره بهذه الأوثان التي يعبدها قومه من دون الله، ويستنكر ما وجد عليه العرب من فساد الدين وتفاهة المقصد، ويتطلع لظهور نبي جديد يملأ على الناس عقولهم وأفئدتهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ثم بلغته وهو في باديته أخبار النبي الجديد الذي ظهر في مكة، فقال لأخيه "أنيس": انطلق إلى مكة وقِفْ على أخبار هذا الرجل.

وذهب "أنيس" إلى مكة، والتقى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يسمع منه، ثم عاد إلى البادية فتلقاه أبو ذر في لهفة، وسأله عن أخبار النبي الجديد في شغف.

فقال له: وماذا يقول الناس فيه؟

قال: يقولون: إنه ساحر وكاهن وشاعر.

فقال أبو ذر: والله ما شفيتَ غليلي، ولا قضيت لي حاجة؛ فهل أنت كافٍ عيالي حتى أنطلق فأنظر في أمره؟

فقال: نعم، ولكن كن من أهل مكة حذرًا.

رحلته الى الحقيقه
تزود أبو ذر لنفسه، وحمل معه قربة ماء، واتجه إلى مكة، فبلغها وهو متوجس خيفة من أهلها؛ فقد بلغته غضبة قريش لآلهتهم؛ لذا كره أن يسأل أحدًا عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما أقبل الليل اضطجع في مكان، فمر به علي بن أبي طالب فعرف أنه غريب، فقال: هلم إلينا أيها الرجل، فمضى معه وبات ليلته عنده، وفي الصباح عاد للتجول دون أن يسأل أحدهما الآخر عن شيء!! ـ ثم في المساء مر به عليّ فقال له: أما آن للرجل أن يعرف منزله؟

ثم اصطحبه معه فبات عنده ليلته الثانية، ولم يسأل أحدهما صاحبه عن شيء، فلما كانت الليلة الثالثة قال له علي: ألا تحدثني عما أقدمك إلى مكة؟

فقال أبو ذر: إن أعطيتني ميثاقًا أن ترشدني إلى ما أطلب فعلت، فأعطاه عليّ ما أراد من ميثاق.

فقال أبو ذر: لقد قصدت مكة من أماكن بعيدة أبتغي لقاء النبي الجديد؛ فتهلل وجه عليّ رضي الله عنه، وقال: والله إنه لرسول الله حقًا.

فإذا أصبحنا فاتبعني حيثما سرت، فإذا رأيت شيئًا أخافه عليك وقفت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي.

وفي الصباح مضى علي بضيفه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال أبو ذر: السلام عليك يا رسول الله.

فقال: عليه الصلاة والسلام، "السلام عليك ورحمة الله وبركاته".

فكان أبو ذر أول من حيا الرسول بتحية الإسلام ثم شاعت وعمت بعد ذلك.

فقرأ عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن ودعاه للإسلام، فما إن سمع حتى أعلن كلمة الحق، ودخل في الدين الجديد، فكان رابع ثلاثة أسلموا أو خامس أربعة.

ثم أقام مع النبي عليه الصلاة والسلام في مكة، فتعلم الإسلام، وقرأ القرآن، وقال له النبي عليه الصلاة والسلام:

" لا تخبر بإسلامك أحدًا في مكة إني أخاف أن يقتلوك".

فقال: والذي نفسي بيده لا أبرح مكة حتى آتي البيت الحرام، وأصرح بدعوة الحق بين ظهراني قريش.

ففعل حتى كادت كلماته تلامس آذان القوم؛ فزعروا جميعًا، وهبوا عليه ضربًا، فأدركه العباس بن عبد المطلب، وأكبّ عليه ليحميه، وقال: ويلكم أتقتلون رجلا من غفّار وممر قوافلكم عليهم، فأقلعوا عنه، فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام ما به قال: ألم أنهك عن إعلان إسلامك؟ فقال: يا رسول الله، كانت حاجة في نفسي قضيتها.

فقال: الحق قومك وخبرهم بما رأيت وما سمعت وادعهم إلى الإسلام، لعل الله ينفعهم بك ويؤجرك فيهم.. فإذا بلغك أني ظهرت فتعالَ إلي.


 

رد مع اقتباس